لا بد أنها الجنة…كوميديا ساخرة للمخرج إيليّا سليمان…وضع فيها السينما الفلسطينية على خريطة العالم في مهرجان “كان” الفرنسي

 

 

  

لا بد أنها الجنة…كوميديا ساخرة للمخرج إيليّا سليمان

  وضع فيها السينما الفلسطينية على خريطة العالم في مهرجان “كان” الفرنسي

OAM مارسيل منصور

إيليّا سليمان أحد أهم رواد السينما الفلسطينية والعالم العربي، ومخرج فيلم «لا بد أنها الجنة»…هو فلسطينيّ…فكراً، وروحاً، وإبداعاّ…يحمل وطنه في أعماقه أينما ذهب، ويُخرج فنه من نبض عروقه وأحاسيسه وواقع شعبه. استطاع سليمان أن يضع الفن السينمائي الإبداعي في قالب الكوميديا السوداء التي تحمل في طياتها الألم وتشعل انبثاق الأمل، فحوّل الفن السينمائي من سوداوي إلى ربيع اخضراري، بأسلوب الصمت الفكاهي الساخر ليعطي ثمارا يانعة في عالم المواهب والإبداع. إيليّا سليمان من أبناء الناصرة الذين بقوا في أرضهم فلسطين حين شُرد مئات الآلاف من شعبها وإقامة دولة إسرائيل عام ١٩٤٨. تنقّل في رحلة الهجرة بين مدينته الناصرة والمدن الأوربية بحثاً عن الهوية والجنسية والمنفى ووجود الذات، فوضع السينما الفلسطينية على خريطة العالم. إنه من هؤلاء الفلسطينيين الذين لا يمكن أن تقهرهم ظروف الحرب والاحتلال، لأنهم يحملون في خفقات قلوبهم أمل الحرية والعودة، ولأنهم أثرياء المواهب ومتعمقي الجذور في أرض الوطن مهما بعدت المسافات وطالت الأزمان.

أطلق «مهرجان الفيلم الفلسطيني أستراليا» دورته العاشرة، مساء الخميس، متجولاً في خمس ولايات أسترالية من ٢٤ أكتوبر إلى ١٠ نوفمبر٢٠١٩. وتُقام عروض الأفلام المتنوعة على شاشات السينما الأسترالية حيث تجذب حشداً من المشاهدين والداعمين للمهرجان من مختلف الجاليات. وجزيل الشكر للقائمين على تنظيمه وإشرافه السيد ناصر شختور وعقيلته السيدة مايا زهرا لما يبذلان من جهد في سبيل التأثير الثقافي والاجتماعي، وتعزيز الفنون الفلسطينية في سياق أسترالي متعدد الثقافات. بدأ الافتتاح في اليوم الرابع والعشرين من أكتوبر في سينما دندي أوبرا كيز، سيدني، وقدم كلمات الافتتاحية كلٌ من الكاتبة الروائية رندة عبد الفتاح، والمحامي البارز بريت ووكر.

فيلم «لا بد أنها الجنة» للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، هو أحد الأفلام الذي يعرضها المهرجان، والذي حاز على جائزة السعفة الذهبية العالمية من الاتحاد الدولي لنقاد السينما على أفضل فيلم في مسابقة الدورة الثانية والسبعين ٢٠١٩ من مهرجان «كان» الفرنسي العريق، كما وتسلم تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم من يد الممثلة الفرنسية كيارا ماستروياني، في ختام المهرجان.

بدأ سليمان المقيم في العاصمة الفرنسية باريس، في إخراج الأفلام في نيويورك حيث عاش بين العامين ١٩٨١ و١٩٩٣. علّم نفسه بنفسه وكان معظم الممثلين في العمل غير محترفين بمن فيهم والديه وأصحابه، وطوّر نفسه حتى أصبح مخرجاً رائداً. وفي فيلم «لا بد أنها الجنة»، طوّع الفن المعاصر للسينما الفلسطينية، وألبس أعماله رداء الكوميديا الساخرة باحثاً عن الهوية الفلسطينية الضائعة من أجل توثيق وجودها وإثبات وجود نفسه. اعتمد أسلوب الصمت والتأمل المطعّم بروح الفكاهة التي تخفي في طياتها مرارة الألم والكآبة، ومزيج من الواقعية والخيال المبتكر.

تدور أحداث الفيلم حول رجل فلسطيني (سليمان) يترك بلاده المحتلة، يسافر إلى مدن أخرى مثل باريس ونيويورك من أجل حياة أفضل، لكنه يجد فيها وجه التشابه بينها وبين وطنه. حتى أنه يرى فلسطين تتبعه كظله، وتصاحبه أينما ذهب وكأنه مسكون بالهوية الفلسطينية. مما جعل العالم في نظره يشبه قطعة مصغرة من فلسطين، فصوّر الفيلم مجتمعاً فلسطينياً يعاني من العنف تحت الاحتلال. وإن كان ذلك غير واضح بشكل مباشر، وذلك لأنه اعتمد فكرة «التأمل» الخالي من الكلام حتى يتيح للمشاهدين فرصة الملاحظة والتفكير. وهذا النوع من الفن المعاصر يذكّرني بفكرة الفن الضوئي الذي أنجزتُه عام ٢٠١٣ بعنوان «ثريشهولد»، حيث اعتمدتُ فكرة «التأمل» في النور والإدراك ودعوتُ المشاهد لأن يطلق العنان لذاته بأن يلاحظ ويفكر، حتى يستنتج المعاني بنفسه مكونا رأيه الخاص.

ففي فيلم «لا بد أنها الجنة» تبدو بعض المشاهد واضحة تماما، وبعضها غامضة نوعاً وربما يصعب تفسيرها أحياناً مما يزيدها سحراً، وذلك لأن المخرج السينمائي والممثل إيليا سليمان استخدم وجهه وجسمه للتعبير عن روح فلسطين في أفلامه – وهو المتواجد في جميع المشاهد – لم يتفوه إلا بجملتين من أربع كلمات في آخر الفيلم حين تحاور مع سائق السيارة أثناء الرجوع إلى بيته، فعندما سأله السائق من «أين أنت؟» أجاب إيليا قائلا: «من الناصرة»، و «أنا فلسطيني». فدهِش السائق لهول ما يعرف أنه من بلد عرفات ومن مدينه المسيح له المجد!…إن التزام سليمان بالصمت طيلة الفيلم قد أتاح للمشاهدين فرص التأمل والتفكير لاستنتاج المعاني والهدف بأسلوب ساخر.  هناك بعض الكلمات القليلة في الفيلم التي كان لها أثر على أسماع المشاهدين. ففي إحدى الحانات في الناصرة قال أحد الموجودين للممثل سليمان: «الجميع يتناول الكحول من أجل أن ينسى، أما أنتم الفلسطينيون تتناولون الكحول من أجل أن تتذكروا.» هذه العبارة في قوة معانيها إنما تدل على المغزى الجوهري الذي يبغي أن يوصله المخرج سليمان، ألا وهو تذكّر الوطن الذي يرافقه دوما ولا يفارقه أبداً.

في فيلمه السينمائي، يلعب سليمان دور البطولة – دور ذاته – وهو مخرج فلسطيني يعمل على السعي إلى تمويل فيلمه السينمائي الجديد، في صورٍ ولوحاتٍ كوميدية متحركة تجنح إلى التهكم والسخرية بأسلوب معاصر يميل إلى المزيج بين السريالية والرمزية. فهو يستكشف فيها العالم عبر ملاحظاته الدقيقة، وعلامات التعجب في عينيه المحدقتين تعبّر عن الدهشة المصحوبة بألم الغربة والمنفى والبحث عن الهوية والوطن. فهو يبحث عن الجنة المفقودة ولا يجدها. لذلك تراه يدرك مدى التناقض في السلوك الإنساني والاجتماعي والعالمي، حتى أنّ الطبيعية الحياتية غالبا ما تكون سخيفة: كنيسة الناصرة بابها لا يفتح، وباريس الصاخبة خالية من الناس، والسوبر ماركت في نيويورك مكدس بكمّ من الأسلحة يفوق المنتجات الطازجة. وكأن العالم كله قد تحول إلى دولة بوليسية عملاقة، وشبكة ضخمة من نقاط التفتيش، والمواطنون المسلحون يتطلعون إلى بعضهم البعض بشكل مثير للريبة حيث الفزع موجود في كل مكان دون انقطاع. وهنا تظهر موهبة سليمان في قدرته على نقل هذا الشعور بالقلق والتوتر وعدم الارتياح بنكهة تهكمية ساخرة. حتى أنه يبدو مستهدفاً ومطاردا في كل أرض جديدة يرحل إليها، فيعبّر في قسمات وجهه البائسة عن ضياع الشعب الفلسطيني ومأساته ومعاناته وقمعه بالقوة ليس فقط في أرضه المحتلة، وإنما في هويته المفقودة في أرجاء الدنيا.

 كان المشهد الافتتاحي في الناصرة كفيلاً بأن يضع المشاهدين في أجواء من المرح والفكاهة وإن كان يخفي شعوراً بالمرارة والأسى، فالكاهن الأرثوذكسي يردد ترانيم عيد الفصح أثناء ممارسة طقوس عيد القيامة وهو يقود موكب المؤمنين نحو باب الهيكل الحديدي المغلق، مفترضا أنه سيفتح عند قيادته. لكن مساعده المختبئ في الداخل لم يكن مستجيباً – وكأنه لا حياة لمن تنادي – مما جعل الكاهن يذهب غاضباً إلى الجانب الخلفي ليصفعه. وفي اعتقادي أن القرع على الباب الحديدي المغلق في الفيلم، والمناداة بفتحه، وإهمال مساعد الكاهن، قد جاءت جميعها ليس فقط تعبيراً عن التراث الفلسطيني المسيحي الأرثوذكسي، وانعكاسا لجذور المخرج، وإنما هي أساساً استعارات وتشابيه ورموز فنيّة هادفة للوطن. وكلها تشير إلى القرع على قلوب البشر المغلقة، وآذان العالم الصمّاء تجاه واقع القضية الفلسطينية، والهوية الضائعة، واليأس في وضع الحلول لطريق مسدود. وعندما يفتح الباب وتضيئ الأنوار قد يعني انبثاق الأمل لتبديد ظلمة الاحتلال وانتصار الحق والحرية، تمامًا مثل انبثاق النور في القيامة والانتصار على الموت.

وفي مشهد آخر يظهر الممثل إيلياّ عاطلاً عن العمل، يلملم بقايا ملابس وكرسي متحرك لوالدته العجوز التي فارقت الحياة، ليعطيها للمحتاجين. يبدو حينها أكبر عمرًا بنظارته الثقيلة ولحيته الرمادية وقبعة القش. وفي عيونه الحزينة التي تراقب من شبابيك بيته – يرى جيرانه الأكثر غرابة، فقد استولى أحدهم على أشجار الليمون في فناء منزله الذي يعيش فيه، بينما جارٌ آخرً يظهر في سن الشيخوخة مترهلا معتوها. الجيران يتسكعون ليلاً ويشتمون، والمواجهات الضارية مع البلطجية الإسرائيليين في الحانة المحلية غير مبالية بشيء، وأحد السكان المجانين يتجول في الشوارع معلنا الهراء.  لم يكن هناك أي وجوه نسائية سوى رؤية أقدام فلاحة فلسطينية حسناء، تظهر بعدها تحمل قِدراً ثقيلاً على رأسها وتمشي بين أشجار الزيتون الخضراء ذهاباً وإياباً، ينظر إليها إيليا مراراً متأملاً من بعيد فقط.  أما في مشهد العصابات المسلحة فكانت تجوب بمضارب كرة البيسبول، ورجال الشرطة تتجول في الشوارع بشكل كثيف ومخيف. ولما كان سليمان يقود سيارته عائداً إلى المنزل تواكب مع سيارة شرطة يتبادل رجالها النظارات الشمسية، وفيها فتاة تجلس حزينة معصوبة العينين في المقعد الخلفي مما أثار الوجوم والقلق في عينيه وتعابير وجهه.

 لذلك – وسط تلك الأجواء الغريبة المريبة – يحملق سليمان في كل من هذه الأحداث متأملا، وعندما تتضخم الموسيقى، يحزّم حقائبه ويأخذ طائرة إلى باريس ويرحل. وفجأةً تتغير الموسيقى والأغاني العربية التقليدية إلى الأنغام الفرنسية. فينتقل المشهد إلى شوارع باريس الصاخبة والمثيرة، حيث يحدق سليمان هناك بجمال المرأة واحدة تلو الأخرى، ويتأمل بنساء المدينة اللواتي يتمتعن بهالة من الجاذبية والجمال. تتكرر المناظر في ذلك المشهد مرارا وكأنها عروض أزياء باريس الشهيرة. وفي اليوم التالي، تصبح المدينة خالية من الناس بشكل مخيف. ترتفع كاتدرائية نوتردام التي لا تزال قائمة على أسطح المنازل؛ ينتشر المقاتلون، وتمرّ الدبابات بقوة أمام بنك فرنسا. وفي مشهد فكاهي آخر يرى سليمان ثلاثة من ضباط الشرطة على الدراجات البخارية الكهربائية يتفقدون سيارة متوقفة. كما يلاحظ ضباط الشرطة على الطرق البحرية، ويراقب رجلًا بلا مأوى يتلقى الطعام من سيارة طبية كما لو كان يتناول الطعام في مطعم راقي. كل هذه المشاهد وسليمان في باريس، يجد فيها مدينة الغربة والاغتراب حيث يقضي الأوروبيون أيامهم غافلين عن مشاكل العالم الأوسع.

أثناء رحلة هجرته إلى أوربا، في نيويورك يبدو سليمان مطارداً ومستهدفاً أينما ذهب، وبالذات في مشهد التفتيش في المطار حيث اختير منفرداً لإجراء عملية التفتيش. وفي مشهد آخر بينما يتجول في الخلاء، يرى من بعيد فتاة ذات أجنحة بيضاء مثل الملاك تلبس في صدرها علم فلسطين، ثم يهاجمها البوليس فجأة ويرميها أرضا، وبعد أن يقبض عليها بغطاء من القماش، سرعان ما يكتشف البوليس أن الفتاة قد ذابت واختفت ولم يبق منها سوى أجنحتها البيضاء.  في مثل هذه اللقطات يرمز سليمان إلى فلسطين الصامدة والباحثة عن الحرية والسلام مازالت تعاني من العنصرية والقمع والقهر. وفي مواقف عديدة من مشاهد أخرى يؤكد فيها المخرج شوقه للحرية، وحبه للحياة، وإنسانيته، وتعامله مع البيئة في حياته اليومية، فهو يروي النبات في منزله بانتظام، ويطعم العصفور وسط انشغاله على «اللاب توب» ثم يمنحه الحرية حين أطلق سراحه من الشباك.

ولأن المخرج السينمائي إيليا سليمان لديه الكثير في ذهنه، فكان ينتظر اللحظة المناسبة للتحدي وتحقيق ما يصبو إليه في تمويل الفيلم، فتوجه إلى مكاتب منتج فرنسي (فانسنت مارافال، وايلد بانش) والذي أخذله وقال له: «لا نريد أن نفعل شيئًا تعليميًا للغاية.»، «هذا النوع من الأفلام لن يكون تجاريًا جدًا.» ولما لم تنجح محاولته في باريس، توجه إلى نيويورك حيث قابله طريقٌ مشابه، متعرج ومليء بعراقيل غريبة الأطوار. فذهب إلى مكتب منتج آخر-غايل غارسيا برنال- والذي يشرح لزميله نوايا سليمان في صنع كوميديا حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فكان الرد تهكميا قائلا: «يبدو بالفعل مضحكاً.»

ينتهي الفيلم في المشهد الأخير في ملهى في الناصرة، حيث يشاهد سليمان – بصمتٍ عميق – شباب الجيل الصاعد وهم يحتفلون ويرقصون على الأغاني الفلسطينية بلا هوادة، مما يجعل المشاهد يخمن ما يفكر به المخرج في مستقبل بلده، وما يختلج في صدره من مشاعر التفاؤل والأمل والاستمتاع بالحياة رغم قساوة ظروف الاحتلال.

 وكما قال عنه النقاد: في خضم بحثه عن الهوية الفلسطينية، ينغمس إيليا سليمان في عالم متضارب، متأثراً باللغة السينمائية لأعمال جاك تاتي و باستر كيتون. ويجدر الإشارة إلى دور المصور السينمائي القدير سفيان الفاني الذي ركّز في الفيلم على تصوير المناظر الطبيعية العريضة والتفاصيل الدقيقة مع ملاحظة وضع الممثل المخرج إيليا سليمان في وسط الشاشة، وكذلك كل من شارك في إنتاج الفيلم بما فيه استخدام الموسيقى التصويرية للعديد من الأغاني المختارة بحذاقة سواء العربية التقليدية أم الغربية السريعة، خصوصاً وأنها حلّت محل الحوار المفقود بجدارة.

في فيلمه، «لا بد أن تكون الجنة»، استطاع المخرج السينمائي والممثل إيليا سليمان من الناصرة إلى باريس إلى نيويورك أن يحمل شعلة الكوميديا الصامتة الساخرة إلى القرن الحادي والعشرين، والتي تعكس مشاعره الفياضة والغنية بالبحث عن الذات والهوية الفلسطينية، بلغة سينمائية معاصرة، تحمل طاقة إيجابية طريفة ساحرة.

هكذا هم أبناء فلسطين اليوم…يصنعون التاريخ فكراً وإبداعاً…لتظل فلسطين النجمة المتألقة في أعماق الوعي العالمي، من أجل تحقيق الذات وتحويل الألم إلى الأمل.

إطلاق كتابين للدكتور رغيد النحاس في الترجمة الإبداعيّة الأدبيّة

  

     

إطلاق كتابين للدكتور رغيد النحاس في الترجمة الإبداعيّة الأدبيّة

OAMمارسيل منصور

شَهِدَت الجالية الأسترالية العربية في بلاد المهجر في عصرنا الحالي تطوراً ثقافياً ملحوظاً. فمن أهم ما يميّز عصرنا اليوم هو اليقظة الفكريّة والفنيّة التي تزخر بنهضة ثقافية حقيقية تستحق النظر. ما زال يؤكدّها أصحاب ألأدب والفنون المعاصرين الذين يتمتعون بِرقّة الحسّ ودقّة الفكر. لعلّني أذكر من بعض هؤلاء أمثال الدكتور رغيد النحاس، المترجم الأسترالي السوري الأصل، وهو أيضا كاتب، وشاعر، وفنان في التصوير الفوتوغرافي، وكان رئيس التحرير والناشر لمجلة “كلمات” الأدبية والفريدة من نوعها، باللغتين العربية والإنجليزية منذ عدة سنوات (٢٠٠٠ – ٢٠٠٦). فما أجمل أن اجتمعت كلّ هذه الثروات الثقافية الجمّة وتلاقت وتكاملت في شخصيةٍ واحدهٍ مميّزة، يَضربُ بقلمِه، وعلمِه، وفكرِه، وفنّه، فيشقّ طريقاً متكاملاً بحريّةٍ فرديّةٍ ذاتيّة، حتى جاء إنتاجه غنياً بكلّ هذه العناصر المتكاملة في مسيرتِه الإبداعية خلال بضعةِ عقودٍ من الزمن، والتي استطاعت أنْ تتفاعل مع الاطراف الأخرى من أهل الأدب والفنون من المبدعين، فأثّرت في إحياء ثقافتنا المهجريّة المعاصرة التي تتسم بالإيجابية وبلمسة الحياة الواقعية

تَخرّجَ الدكتور رغيد النحاس من “الجامعة الأمريكية” بيروت بدرجة ماجستير في علوم البحار، وحصل على درجة الدكتوراة من جامعة “هال” في بريطانيا. عملَ في مجالات متعددة، وسبق أنْ رُشّحَ كواحد من أهمّ مائة مُفكّر في أستراليا في استفتاء أجرَتْهُ صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد.  يُعتَبرُ رغيد من المهاجرين الذين انخرطوا في سلك الحياة وأصبح أسترالياً، لكنه تمكّنَ من الاحتفاظ بجذوره، وذّلل الصعاب وأنتج الكتب بلغته العربيّة ولغة مَهجره

بدعوة من د. رغيد النحاس، تَشرّفْتُ بحضورِ حفل إطلاق كتابين في الترجمة (منشورات كلمات) في مكتبة (غليبوكس) سيدني، الجمعة ٣٠ آب/ أغسطس ٢٠١٩. الكتاب الأول ثنائي اللغة وعنوانه “لا أحد يعرف اسمي”، ويشمل مجموعة شعرية جديدة غير منشورة للشاعر الأسترالي العراقي خالد الحلّي، قد ترجمها د. النحاس من العربية إلى الإنجليزية ونشرها باللغتين لأول مرة. والكتاب الثاني “المدن”، ويشمل ترجمات د. النحاس لمختارات من خمس مجموعات منشورة وواحدة غير منشورة، للشاعر الفنان الأسترالي اللبناني الراحل غسان علم الدين

 حضر الحفل نخبة من شخصيات الجالية المهتمين بالأعمال الأدبية والثقافية، وأصدقاء من الجاليات الأخرى بمن فيها بعض من السكان الأصليين الأبورجينيز. استضاف الحفل د. رغيد النحاس وسط أجواء وُديّة محبّبة، وساهم المتحدثون الضيوف بكلماتهم حول المناسبة ببلاغة، وكان جميعهم من خلفيّات عرقية مختلفة مما يدلّ على التناغم الثقافي الذي يتميز به المجتمع الأسترالي المتنوع.

بدأت الأمسية بكلمة الإطلاق للدكتورة ديبورا رويز وول – وهي من أصل فيليبيني والضليعة في أمور التعددية الثقافية والعدالة الاجتماعية والمصالحة، تبعها رسالة من الشاعر خالد الحلي المقيم في ملبورن، وكلمة د. نجمة خليل حبيب حول شعر خالد الحلّي، و كلمة الناشر والمترجم د. رغيد النحاس حول سياسته في الترجمة وتعامله مع الشاعريْن، و قراءات من “لا أحد يعرف اسمي” باللغة العربية (رغيد النحاس) والإنجليزية (نويل أوسليفان) ، ثم قراءات الأديبة أمان السيد لمختارات من شعر غسان علم الدين، وقراءة نويل أوساليفان (الإيرلاندي الأصل) لترجمات د. النحاس. كما تخلُل الحفل تكريم غنائي للفنان الراحل غسان علم الدين قدّمته الفنانة غادة ضاهر علماوي مديرة فرقة الأندلس العربية حيث قامت بأداء أغنية فيروز “طلعت يا محلا نورها”

يُعتَبر د. رغيد النحاس مترجمٌ بارعٌ في اللغتين الإنجليزية والعربية، وضليعٌ بمفرداتهما وقواعدهما النحويّة. وإنّ التفوق في هذا المجال بالغ الأهمية، لأنّ الترجمة الأدبية لها تأثيرٌ مهمٌ في تطوّر الثقافة وثرائِها، خصوصاً إذا كان المترجم يتمتع بقدرةٍ فائقةٍ على الكتابة الإبداعية بلغات مزدوجة.  يقول د. رغيد النحاس أنه اختار في انتقائِه وترجمتِه من الأعمال الجيّدة، لكلّ من أصحابهِما الشاعر خالد الحليّ والشاعر والموسيقار الراحل غسان علم الدين، لأنّ كليهما شاعرين يخاطبان معاني الإنسانية ذات المستوى الرفيع، وأنّ لديهما أفكار قوية ذات معايير سامية

وبالحديث عن د. رغيد النحاس كمترجمٍ مُمتهن، وقراءة كتابيه، يستشفّ المتلقّي بأنه مبدعٌ في العمل الفني، لأنه يُترجم أعمال هؤلاء ترجمة إحياء، وله القدرة على أنْ يتقمّص شخصية الأديب ومشاعر وأفكار الشاعر، ليعيدَ خلق وكتابة العمل الفني من جديد باللغة الأخرى بحيث لا تفقد جوهرها الإبداعي

تحدث د. رغيد النحاس في كلمته عن تجربته في النشر والترجمة وعن كفاحه في محاولة العثور على ناشر، ولكن محاولاته باءت بالفشل حيث أُخْبِرَ أن “كتابه بلا قيمة تجارية.” وهذا هو واقع العديد من الفنانين والمبدعين الذين يواجهون مثل هذه المشاكل. ولما لم يجد ناشرًا يهتمُ بترويجِ كُتبِه، وبعد سنوات عديدة من الفشل، تخلّى رغيد عن المحاولة وقررَ نشْرَ كتبه بنفسه، وأرسلها إلى المكتبات الرئيسية لتكونَ في متناولِ الجميعِ من الجيلِ الثاني وغيرِه

قام د. رغيد النحاس – كمترجمٍ مُؤهل – بترجمة الأعمال النظرية والعلمية، ولديه اليوم حوالي عشرين كتابًا تقنيًا، وثلاثة عشر كتابًا أدبياً، بما في ذلك الشعر ثنائي اللغة، وأعمالهِ الفوتوغرافية الفنية. قال رغيد: “إنّ السبب الرئيسي الذي دفعني للترجمة لا يتعلق بكسب الشهرة، بل لأنني أردْتُ أنْ أعرضَ أعمال الناطقين باللغة العربية على الناطقين باللغة الإنجليزية والعكس، من أجل التعريف بالأدب العربي، والانتقال به إلى الآخر حيث التواصل الثقافي. وأضاف أنه في الواقع لا يرغب في قضاء وقتِه في الترجمة، بل يُفضّل أنْ يشغلَ وقتَه في كتاباتِه الشخصية، ولكنه فَعَلَ ذلك أصلاً لأسبابٍ أخرى فقال: “إنني أؤمن بالقيمة التي تُعزّز أصحابَ الجواهر المخفيّة، وليس لديهم أحد هناك للترويج لها.” وقد اختارَ أعمالَ هذين الشاعرين بالذات “لأنّها تُعبّرُ عن الإحساس بالإنسانية على مستوى غنيٌ بالأفكار القوية كلٌّ بطريقته. وان ّالجيّد في أعمال خالد الحلّي أنه يُوفّقُ بينَ الفكرِة والموسيقى بطريقةٍ سلسةٍ للغاية، في حين أنّ أعمال غسان علم الدين أقرب إلى النثر والتركيز على الأفكار القوية”

تّميّزَ الحضور بجودة النوعية، حيث شارك الجميع في دعم الحفل وسط أجواءِ مجتمعٍ متنوع الثقافات، فقامت السيدة نبيهة حدّارة تطوعاً منها بتوثيق الحدث عَبْر استخدام الهاتف المحمول ونشرت مقاطع الفيديو على الفيسبوك واليوتيوب. كما والتقط الصور الفوتوغرافية السيد نويل أوسليفان. وفي الختام تَشرّفَ رغيد باستلام صورة تاريخية من د. ديبورا رويز وول، كانت التقطتها خلال تجمّعِ اللاجئين في سيدني عام ٢٠٠١، قدمتها له برفقة آنتي بيريل فان اوبلو، تكريما لجهوده وتقديراً لخدماته

هنيئاً للدكتور رغيد النحاس، ولمؤلّفي الكتابين، وللجاليات الناطقة بالعربية، وللمجتمع الأسترالي المتعدد الثقافات، مع التمنيات بمزيد من غزارة الإنتاج الإبداعي المثمر

إس بي إس عربي 24 في استشارة الجالية

 

 

                                                                                                                      

 إس بي إس عربي ٢٤ في استشارة الجالية

   OAM مارسيل منصور

تقوم ماندي ويكس مديرة إذاعة إس بي إس بين حين وآخر، بالعمل على دعوة بعض من أعضاء الجاليات المتعددة الثقافات لاستشارتهم في أمور بنّاءة من أجل تطويرالخدمات الإذاعية في الراديو بلغات متعددة. والإستماع إلى وجهات نظرهم وملاحظاتهم، والإستفادة من ردودهم البنّاءة كجزء حيوي في محيط العمل.

ففي الحادي عشرمن يونيو حزيران 2019، وجّهت ماندي ويكس دعوة إلى عدد من أعضاء الجاليات الناطقين باللغة العربية في أستراليا لحضوراجتماع استشاري من أجل مناقشة الخدمات التي يقدمها إس بي إس عربي 24، وكيف يتم توصيلها، وماذا يحدث في الجالية من حيث تقبل البرامج المفيدة والأداء الجيد، ومالذي يمكن عمله من أجل تحسينه؟

حضر الاجتماع من فريق المؤسسة ماندي ويكس مديرة إس بي إس، وسيلفا مزهرمديرة البرنامج العربي 24، وفرانك ماتيسين، ومارك كامينغز، وأندرو بولتون. ومن أعضاء الجاليات العربية الدكتور نسيم معلوف – أخصائي التغذية في مستشفى أميرويلز، وليلى خاتون – مديرة في المؤسسة الأسترالية للإعاقة، وزوجها فراس ناجي – ناشط اجتماعي ومدير المهرجان الثقافي العراقي، ووفاء الزعيم – مديرة فرع أيوا في سيدني، و زميلتها لبنى حمود، وموريس ومارسيل منصور- فنانة تشكيلية وأديبة.

استضاف فرانك ماتيسين الحدث، وقبل بدء الاجتماع ألقت سيلفا مزهر كلمة الاعتراف بشعب الكاماريغل من أمة الكورنغاي-الوصاة التقليديين- باللغة العربية.

قدمت ماندي ويكس تاريخًا موجزًا ​​عن خلفية مؤسسة إس بي إٍس منذ إنشائها عام 1975 من أجل توفيرالأخبار و المعلومات لسكان أستراليا المتنوع بشكل متزايد. وقالت أن المؤسسة تقدم الخدمات المتنوعة ذات 68 لغة، وتقوم بمراجعة خدمات اللغات كل خمس سنوات، وتجري تغييرات وتعديلات بناءً على بيانات التعداد السكاني لتعكس الصورة الواقعية لأستراليا اليوم. وان إستشارة العامة تساعد في تحديد معاييرالاختيارالتي يتم تطبيقها بعد ذلك على بيانات التعداد بعد إعادة تقييمها؛ مع الأخذ في الاعتبار الحجم، وإجادة اللغة الإنجليزية، وحداثة الوصول، وتقدم العمر، والموارد المنزلية.

وأضافت ماندي أنه يوجد 321720 من الأستراليين المتحدثين باللغة العربية حسب إحصاء 2016، وفي نفس العام أطلقت مؤسسة إس بي إس الخدمات الإذاعية على مدار الساعة لمجتمع الجاليات الناطقين باللغة العربية، كما ضاعفت جمهورها الإذاعي خلال السنوات الثلاث الماضية. وقد يتم بث المحتوى الإذاعي عبر المنصات والأجهزة الإلكترونية الأساسية التي يستخدمها جمهورالمستمعين بشكل متزايد، على الهواء، وعلى الإنترنت، وعلى الموقع الالكتروني، وعبرالتلفزيون الرقمي، ووسائل الإتصال الاجتماعية الإلكترونية، وعبرتطبيق إس بي إس راديوآب.

طرحت ماندي عددا من الأسئلة، واشترك الحضورفي المناقشة العامة وإبداء تعليقاتهم وملاحظاتهم من أجل النقد البنّاء. ومهما تراوحت ردود الفعل من المشاركين بنسبة أهميتها، سواء كانت هذه الملاحظات إيجابية أم سلبية فلا بد وأنها تساعد على توفير رؤية مستنيرة، لا سيما عندما تبرز نقاط الضعف ونقاط القوة.

لقد كانت فرصة جيدة للمشاركة في إبداء الملاحظات الصادقة التي لاقت استحسانا، لعل شفافية هذه المعلومات المفيدة تساعد في تحسين الأداء والخدمات المقدّمة للجاليات وفقًا لاحتياجاتهم. كما ويمكن استخدامها في اتخاذ إجراءات وقرارات أفضل، إلى جانب أنها تسمح بتعزيزالتواصل مع الآخرين

السيناتور شوكت مسلماني يكرّم ماري ميسي في برلمان الولاية

   

    

    

    

      

السيناتور شوكت مسلماني يكرّم ماري ميسي في برلمان الولاية

OAM بقلم مارسيل منصور

إن الحديث عن نجاحات المرأة الأسترالية المهاجرة في بلاد المهجرلا ينضب ولا يجف، لأنه لا ينم إلا عن العمل الدءوب والتفاني في التضحية والعطاء. حين نذكر المهاجرات الأستراليات اللامعات في القرن الواحد والعشرين من الأصول الشرقية التي تتكلم العربية الفصحى بطلاقة في عصرنا الحاضر، تبرز أسماء معدودة لتقف في الطليعة. هؤلاء السيدات لا يعشن في قصورعاجية، كنوزهنّ ليس ذهبا أوجواهر، بل قصص نجاح كرّسن لها طيلة عمرهنّ، وتحمّلن مصاعب الحياة ومتاعبها، فحوّلن ظلامها إلى نورليشع على الغير ويغمرمجتمعنا بدفء المعرفة والمحبة.

ومهما كان الحديث عن هؤلاء، فإن الشخصية صاحبة التكريم هي مدارالكلام، وهي الذات المتفجرة بكل العواطف التي أودعتها في صدرها التجارب والمتاعب والمصاعب، وأصلها الجامح إلي العقلانية والرزانة، والمسحة اللبنانية الطموحة التي تجري في عروقها، وغزارة الأفكارالمختمرة الناضجة، هي ثمرة التجارب الشخصية التي واجهتها في مسيرتها المهنية والحياتية.

هي شخصية لامعة تتميز بقدرمن النضج الفكري، وتتمتع ببريق فريد من نوعه يتألق في رخامة صوتها الإذاعي المميزالمحترف ذات النغمة الهادئة. ألا وهي الإعلامية البارزة ماري ميسي، المديرة التنفيذية للبرامج العربية في”إس بي إس عربي٢٤” – المتقاعدة حديثا – الضليعة في أصول اللغة العربية الفصحى وقواعدها النحوية، والتي تعبّرفي حديثها بلغة أنيقة ذات الأسلوب السهل والأداء اللافت. تُعد ماري ميسي واحدة من بين الشخصيات اللواتي نجحن في حقل عملهن الصعب وواجهن في طريقهن الكثيرمن المتاعب من أجل وقفة شموخ وخطوة نجاح. ساهمت ماري في الإذاعة بتسليط الأضواء على أهم القضايا التي تهم الجالية العربية وبناء الجسورللعلاقات العربية الأسترالية، على مدى قرابة أربعين عاما من الإبداع الإعلامي والتغطية في القضايا السياسية والإنسانية والمجتمعية والثقافية، منذ بداية عملها كمُساهِمة في الثمانينات حتى عصرنا الحاضرالذي شهدت فيه مواكبة تطورالإعلام الإلكتروني الرقمي في وسائل تكنولوجيا التواصل ذات الثروة الهائلة.

إعترافا بالإنجازات التي حققتها خلال مسيرتها المهنية الإعلامية كشخصيّة ناجحة من أبناء الجالية الأسترالية اللبنانية، أقام عضوالبرلمان التشريعي السيناتورشوكت مسلماني حفلا تكريميا للمديرة التنفيذية السابقة للبرامج العربية في”إس بي إس عربي٢٤” السيدة ماري ميسي، في برلمان الولاية نيو ساوث ويلز، في الثاني من مايو(أيار) 2019.

 حضرالحفل جمع من فعاليات الجالية والمثقفين والأدباء والفنانين ورجال الأعمال والأقارب والأصدقاء وممثلي الإعلام: رئيس التحريروالناشرلصحيفة النهار الأسترالية أنورحرب، ورئيس الرابطة المارونية غسان العويط، والدكتورعماد برو، ورجل الأعمال حسن موسى، والإعلامي أكرم المغوش، وجورج ميسي، ومارك ألجي، وجومزهر، وأنطوني مزهروعقيلته، ومارسيل وموريس منصور، ومن لجنة “ميراث في البال” الدكتورة روزماري سليمان وأديل نوح، والإداري لمكتب السيناتورمسلماني لؤي مصطفى، كما حضر من الإعلاميين في مؤسسة “إس بي إس” هبة قصوعة واستيفاني عنداري، وأندرو بولتون ممثلاٌ عن المؤسسة.

قدّم الحفل الإعلامي السابق في إذاعة إس بي إس صالح السقاف، والذي يعمل حاليا المديرالإعلامي في مكتب السيناتورمسلماني. وكانت الكلمات على التوالي: السيناتورمسلماني، ماجدة عبود صعب، سيلفا مزهر، شادية جدعون حجار، ماري ميسي.

السيناتورمسلماني: كانت الكلمة الأولى في البرنامج للسيناتورمسلماني الذي اعتاد تكريم المستحقين من أبناء الجالية والعمل على توثيق الثقافة العربية، فتحدث عن الأسباب التي دفعته لتأسيس جوائز وسائل الإعلام المتعددة الثقافات والسكان الأصليين منذ 2012، والتي يقيمها سنويا في برلمان نيوساوث ويلز. فقام بتهنئة ماري ميسى على إنجازاتها الإعلامية الرائعة وأعرب عن سروره لقبولها هذا التكريم.

ماجدة عبود صعب: المديرة السابقة للبرامج العربية في إس بي إس: أشادت بما حققته ماري ميسي من إنجازات باهرة منذ أن بدأت العمل معها كمذيعة في عام 1980عندما كان هناك في مؤسسة ال إس بي إس 8 لغات إثنية فقط في سيدني و9 في ملبورن، وماري الضليعة في اللغة العربية كانت تحب مهنتها كالمدرّسة التي تعلّم دون ملل، واستطاعت الحفاظ على استمراريتها بطريق الجد والعمل الدءؤوب والمثابرة. وأضافت بأنها اعتمدت على ماري بتغطية العديد من القضايا في الشرق الأوسط وإجراء المقابلات للشخصيات البارزة، وقرّبت الفجوة بين الأجيال، ولعبت دورا فعالا في تطويرالبرامج العربية، كما أثبتت مهارتها الفائقة في مواجهة التحديات، وقدراتها الرياديّة في حسن الإدارة كمديرة تنفيذية بكل ثقة ونجاح مرموق.

سيلفا مزهر: الإعلامية التي تمّ تعيينها رسمياٌ مديرة للبرامج في “إس بي إس عربي ٢٤”، تحدثت عن رحلتها المهنية والصداقة التي جمعتها مع ماري ميسي خلال عشرين عاما في العمل الإذاعي الدؤوب لخدمة الجالية العربية في استراليا، وعن امتنانها لما قدمته المؤسسة من فرص.  شادية جدعون حجار: مؤسسة لجنة “ميراث في البال” وصديقة البرنامج العربي في ال إس بي إس، تحدثت عن التأقلم في مُجتمعٍ مُختلفٍ في ثقافتِه، وقالت أن ماري تقاعدت ولكنها ستشتاق إلى مهنة التحديات ولن تغيب.

ماري ميسي – مديرة البرامج المتقاعدة – ألقت كلمة هامّة ومؤثرة، شكرت فيها السناتورمسلماني لخدمة المجتمع العربي، ثم تحدثت عن سيرة حياتها ومسيرتها منذ هجرتها من بيروت لبنان مسقط رأسها لأستراليا عام 1975، وتعيينها في مؤسسة ال “إس بي إس” التي امتهنتها عن شغف، وخبرتها الواسعة وإنجازاتها المتعددة في تطورها المِهني من مُساهِمة إلى مُديرة تنفيذيّة. وقالت أن لها الفخرلمعاصرة التطورالتقني في المنصّات المتعددة للنشرالإذاعي من راديو وانترنت وتطبيقات على الهواتف والتلفزيون على مدارال24 ساعة. تحدثت ماري عن بعض المواقف المؤثرة التي تجاوزتها في محيط عائلتها لكونها أم وزوجة، وأعربت عن فخرها لمواجهة التحديات من أجل نجاحها في مسيرة مهنتها التي أحبتها وسعدت بها. كما وحثّت السيدات اللواتي لديهنّ مهنة صعبة بأن لا يشعرن بالذنب، ودعت إلى أنّ الأم العاملة تحتاج دائما إلى الدعم المستمرمن زوجها أوشريكها، وشكرت زوجها السيد جورج ميسي على حضوره ودعمه الدائم لها، وجميع الحضورمن ألاصدقاء والأقارب على محبتهم وتقديرهم.

وفي الختام، شكرالسيناتورمسلماني جميع المتحدثين، وأعرب عن تقديره لجهودهم وتفانيهم بالعمل، وهنّأ سيلفا مزهرباستلامها المنصب الجديد، كما وخصّ بالتهنئة ماري ميسي وقدّم لها شهادة تقديرية على خدماتها المشرّفة على مدى أربعة عقود متواصلة، ثم قدّمت لها الفنانة التشكيلية والأديبة مارسيل منصور– كاتبة هذه السطور– هدية شخصية رمزية من إبداعها الفني والشعري بمناسبة التقاعد. هنيئا للإعلامية البارزة ماري ميسي هذا التكريم المستحق مع أحرالتمنيات بالصحة والسعادة لبداية رحلة حياتية جديدة.

فؤاد نعمان الخوري حارس جمرة الوعي والحريّهْ

 

  

فؤاد نعمان الخوري

حارس جمرة الوعي والحريّهْ

OAM مارسيل منصور

فؤاد نعمان الخوري ، كما عرفناه شاعر رقيق المشاعر مملوء حباً لله وللوطن وللناس ، وقد صدر له قبل ذلك اثنا عشر ديوانا شعريا بالعاميّة اللبنانية منذ العام 1983، كان من بينها ” ندراللهفة “ في عام 2014 ، ولعلني أذكر بعض ما كتبته عن ذلك العمل الخلّاق: ”… شعر فؤاد نعمان الخوري له مضمون حيوى ، ووقع فى المشاعر ينتقل من روح الى روح ، تجعلنا نحس جميعا أن عباراته هى خيوط صوتية تتأرجح فى مشاعرنا وقلوبنا … فنحن جميعا فى الهمّ شركاء ، هذا مما يجعل الشاعرأوالأديب أوالفنان العربى شاعرا للجميع . لذلك فان قلب فؤاد الشاعرالنابض هو فؤاد الجميع . “

هذا بعض ما كتبته سابقا ، وتراني اليوم أقف في حيرة لشدة إعجابي بهذا الديوان الجديد لشاعرنا فؤاد نعمان الخوري بعنوان «يا حارسُ الجمرة ” فماذا أقول ؟

يعتبر فؤاد من جماعة الشعراء ذوي القدوة الحسنة ، شاعر أسترالي لبناني مبدع من الطرازالأول ، كتب للإنسانية باللهجة اللبنانية العامية قصائد جميلة محكية ، وغرس بصماته في هذا المجال كأبرز شعراء العامية الذين تأثر بهم ، مثل سعيد عقل ، وموريس عواد ، ويونس الإبن ، والرحباني . ولغة الشاعر فؤاد ، سلسلة حافلة بالمعاني العميقة ، لها ملامح جمالية مميزة ، من خلالها يجسّد القيم التي يؤمن بها كإنسان وشاعر، ليعبّرعن صوت الناس ويحاكي ألامهم وآمالهم . ولأن الشعر بالنسبة له لغة يومية وممارسة حياتية فنراه كتب الشعروغنّاه في المناسبات المختلفة ، كتب للإنسان ، وللوطن لبنان ، وللقدس ، حتى لأصدقائه وأفراد عائلته نصيب كبير من قصائده .

ولأن الشاعر شخص محبّ فنراه قدم إهداء الديوان الشعري إلى روح الأحبة الذين رحلوا ، فيقول :

« لكلّ الأحبّه لْ غابوا

يا مَوت ما بتكنّْ؟
ما بتتعب من اللمّْ؟

يمكن كنت بتحنّْ

لو كان عندَك امّْ!

فالشاعر خص الإهداء إلى كل الأحبة الأعزاء على قلبه ، فأفصح عن مشاعره الممتزجة بمسحة الحنان والحنين ، وليس هناك حنان يفوق حنان الأم لأنه دفء الجمرة التي تحنّ وتدفّئ ولا تنطفئ ، بل هو ينبوع الدفء الذي يكتنف الروح . والحنين إلى الذين غابوا يدوم ولا يزول ، فهم في داخلنا يعيشون … رحلوا عنا ولم يرحلوا منا .

وفي عنوان الكتاب” يا حارس الجمره “: قد يتساءل البعض ، أي نوع من الجمرة هذه ؟ ومن هو حارس الجمرة ؟

ربما تكون جمرة الحب هي أول مايخطرعلى ذهن الإنسان أي حب العاشق الولهان ، والتي طالما تغنّى بها الشعراء والأحبّة والعشاق ، أو رسمتها ريشتة فنان ، وربما غير هذا وذاك .

إن شاعرنا المخضرم شاعرالوطن فؤاد نعمان الخوري يسميها “جمرة الحرية” تارة ، و “جمرة وعي” تارة أخرى … ونحن حراسها … لأن في قلوبنا جميعا جمرة من شعلة النيران المستعرة من “الوعي” المتيقظ … هي الجمرة التي تجعلنا نتوق ونتحرق شوقا إلى “الحرية “.

إن المبدع بطبعه يلتمس الطريق إلى قيم جديدة خصوصا إذا أراد أن يعبّرعن قلقه حاملا شتى الهموم ، فيخلق معايير جديدة لسلوك مجتمعه ،  وبالمعيار “الموضوعي” ، اختار فؤاد هذه القصيدة الرائعة لأن تكون عنوان كتابه ، حيث نظمها على منوال يتوافق مع صورة الغلاف . صورة هذه الجمرة الضوئية التي رسمتها بالنور من ضمن أعمالي الضوئية بعنوان “إكتشف قوة الوعي الفائق” ، وعندما رأيت النورفي الوعي يدور ويتحرك ويتغير بألوان النيران المتوهجة ، وقفت حائرة … ماذا أطلق على هذا العمل الفني الذي أراه آخذا في الصعود والعلو؟ فسميته “السمو” ! “إليفيشين” . وكم كان مشرفا أن تظهر واحدة من أعمالي الضوئية على غلاف كتاب فؤاد ! وإنّ وصف الشاعرالدقيق لها يدلّ على تشابه الأفكار وتوارد الخواطر بين المبدعين ، بما يسمى بالإنجليزية “تيليباثي”، وإنما يدل على مدى تعاونهم وتفاعلهم المتبادل من أجل نهضة فكرية وفنية ، أومايسمي بالإنجليزية “رينيساىس” . ولهذا رأيت أن أركز في هذه المناسبة على زاوية واحدة لأوفيها حقها في هذا العمل الإبداعي ألا وهي الجمرة !

بالحديث عن قصيدة “يا حارسُ الجمرة” ،  ص 35 و ص 36 ، وهي عنوان الكتاب نفسه ، وصورة الغلاف ، يتراءى لي في مكنونها أن أجمل مافيها ليس فقط معانيها ، وإنما أن منحها الشاعر صفة “جمرة الحريّه” مرة ، و “جمرة وعي” مرة أخرى ، فجاء موفّقا للغاية في وصفه ، حيث يخيل للرائي أن لهيب هذه الجذوة المكوّن من قبسة ألسنة النار تشبه الأصابع وكأنها كف إنسان تارة ، أوأنها تشبه القربان ينبثق من دائرة العالم تارة أخرى . هكذا وصفها الشاعر الخوري ، إذ استعمل في شعره الألفاظ المناسبة جدا مثل كلمة “كف”، و”أصابع” و”قربان” ؟ و”وعي” و”غضب” “وحرية ” ، فيقول في الحرية :

هيّي إنت، يمّا انت هيّي:

متلَك عا وسع العتم مضويّهْ…

ولمّا الولاد بيسألُوعا الإسمْ،

سمّيتهَا جمرة الحريّهْ!”

ومهما كان قصد الشاعر في جمرة الحرية بأنواعها ، فهناك بين جمرة لهب النار والحرية روابط صلة عميقة وقديمة الأزل ، هذه الشعلة النارية التي تصنعها الشعوب المغلوبة على أمرها غالبا ما ترمز إلى الحرية ، فتأخد من شعلتها قبسا لإعلان صرخة الاحتجاج التي يحملها الفرد رمزا للتضحية من أجل الوطن وكأنه يقدم نفسه قربانا ، من أجل الحرية والكرامة والمجد .

وفي ( سفر المزامير 29: 7): “صَوْتُ الرَّبِّ يَقْدَحُ لُهُبَ نَارٍ”، تلك أنشودة كان يعزفها النبيّ داود ويسبّح تحت كل الظروف ، لأنها علامة مجد وعظمة وحب في قوة الله .

يقول الشاعر: في رؤيتة للجمرة بأنها تشبه الكف: ص 35

يا حارس الجمره لا تتركها،

كفّ المدى بكفَّك مباركها..

حرِّك الكفّ وسلّم وعلّم،

لكن الجمره لا تحرّكها!

وكذلك يرى فيها أن أصابع الكف تتحكم بشعلة الجمرة ، فيقول

 وخلّي لهَب صابيعَك الحمرَا

يحرُق الماضي ويرسُم الجايي!

وهنا يؤكد العلاقة بين الجمرة وقدرات الإنسان على الإدراك الحسي والفكري ، لأن وعي الإنسان مثل حمل جمرة من النار، فهي إما أن تنيرالطريق وإما تحرق .

أما عن “جمرة الوعي” في قول الشاعر:

“جمرة وعي، جمرة أمل مخنوقْ،”

جمرة غضب ها الشعب المْسالِمْ؛”

إنما تدل على الأثر ألأدبي الرفيع الذي يعتبر بمثابة وثيقة يعبّرفيها الشاعرعن حقيقة مشاعره التي تعتمل في خلجات نفسه ، من حيث ارتباط الخواطر في مخزن الوعي أو صلتها في اللاوعي ، فيرتدي أغوار نفسه في الأعماق ليصل إلى المخزون في مصدرالوعي ليكشف عن المستتر منها ، ويلقي الضوء على الأوضاع الاجتماعية والسياسية السائدة لشعب مسالم ، ولكنه مخنوق الأمل ، حانق ساخط وغاضب . إذن هي جمرة وعي من السخط والغضب ، فالشاعرهنا تبرع مهارته في إبداعه اللفظي عن المكتوم في تعبيره بأنها جمرة من النيران ، تتوهج وتستعرغضبا لتحرق ولتلتهم ما يحيط بها . لقد استعمل الشاعرالعبارة الدقيقة التي تتناسب مع الحالة النفسية الكامنة بين جوارحه ، فأخرجها مزيجا من الأمل والبؤس ، مما يدل على أن الشاعر فؤاد هو شاعر نافذ البصيرة لأنه يرينا حقيقة انفعالاتنا العميقة ، وإدراك تجاربنا المفروضة علينا بحكم الحياة التكنولوجية والسيكولوجية المعاصرة التي تملأ نفوسنا هموما لا بد من ارتيادها وتحويلها إلى فنون ، أو صياغة شعر كما في أشعار فؤاد ، ولا غرابة في ذلك إذا عرفنا أنه يعمل في مجال الخدمات الاجتماعية لسنوات طويلة ، ويتفاعل مع الناس عن كثب مما يضيف إلى شعره ثراء . هكذا يعيننا الفن والأدب على إدراك أنفسنا ، وقصيدة ” يا حارس الجمرة” هي مثال حيّ على ذلك .

وعندما ينطفئ الجمر في قصيدة “تانغُو” ، يحزن الشاعرعلى حاله وكأنه يموت في الحياة ، فيقول ص15

كيف انطفى هاك الجمرْ،

شو بعمل بباقي العمرْ؟

و إذا انطفأ نصف الجمر ، فلا يدّفء البردان . كما في قصيدة خواطر “سورانتو” ص 55 :

ونص الشمس ونصّ الجمرْ

ما قدروُا دفّوُا البردانْ!

فالشاعر يرى أن حارس الجمرة هو موقد النار وقاطنها وحاميها ، والحارس الأمين الذي يحافظ على شعلتها كاملة ، لا تنطفئ ولا تفتر ، ثم يصرّح بأن ( حرّاس الجمر) أوفياء يحفظون الوعد ولا يخلّوا به :

”يا حارس الجمره، اذا فلُّوا

أهل الجمر،عا الوعد بيضلُّوا:

وحلمن يشوفوا جمرتك قنديل

والنور يجتاح الشرق كلو“

ولذلك يطلب الشاعر وعدا من البشر بأن يكونوا حرّاسا أوفياء ، يحافظوا على اشتعال الجمرة ، لأن تصبح قنديلا ينيرالشرق ، وأن تظل قصيدته مرآة لنارها فيوصي: ص 36

“ووعدي إلَك يا حارس الجمرهْ
تبقى القصيده لنارَك مرايِهْ؛”

ولأن النار المتأججة عندما تغضب تأكل وتحرق ، فالشاعر يتحكم في لهب أصابعه ” فيختم القصيدة بالقول:

“وخلّي لهَب صابيعَك الحمرَا

يحرُق الماضي ويرسُم الجايي!”

وفي الختام ، جمرة النار في مغزاها، ترمز إلى”السمو” لأنها في عظمتها تصعد إلى العلو ، ولكنها عندما تغضب تحرق ، وعندما تحرق تأكل الأخضر واليابس . وإذا لم تحرق فهي تدفئ ، ونورها يسطع علينا ليبدّد العتمة وليضيئ لنا مسيرة الدرب .

كم هو جميل أن نوقد الجمرة ، أن نحرسها ، حتى تدفئ قلوبنا ، وتبتهج نفوسنا بالنور، وتسمو أرواحنا إلى العلو . هذا مايهدف إليه الشاعرفؤاد أن نحرق كل ما هو سيئ ، ونبقي على الدفء الذي يسطع علينا بوهج الجمرة المتألق . ومهما كان من تساؤل عن من هوحارس الجمره يا ترى ؟ ربما يظن البعض أنه الله هو الحارس الحقيقي أوغيرذلك .  وفي النهاية حارس الجمرة هو فؤاد ، هو الشاعر ، هو الفنان ، هو الإنسان ، هو أنت ، هو أنت ، هو نحن جميعا . لعلنا نعمل على أن نحرس الجمرة سويا لألّا  تنطفئ أو تخبو، بل نحافظ على لهيبها لأن يظل مشتعلا في عمق فؤادنا ، حتى تظل لوحة الفنان ، وقصيدة الشاعر فؤاد مرآة “وعي” متيقظ لدينا، من أجل أن ترى عيوننا “الحرية” .

مهرجان المعرض التجاري الفلسطيني في ملبورن – أستراليا

   

      

OAM بقلم مارسيل منصور

شجرة الزيتون منذ القدم لها مكانة خاصة في القلب الشرقي عامة والوجدان الفلسطيني خاصة وتعتبر شجرة الزيتون بمقدسيتها رمز فلسطين في الهوية والجنسية . لقد كان وما زال غصن الزيتون في الشجرة رمزًا للسلام والأمل والجمال والخصوبة والإنسانية ، كما وأنها من  الأشجار المعمرّة ذات الثروة العظمى لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية وغذائية وصحية وروحية . ويعتبر زيت الزيتون الفلسطيني من الناحية الغذائية من أفضل زيوت الزيتون في العالم ، ويتم تصنيعه حاليا في فلسطين بطريقة مبتكرة إذ يمكن العثورعلى أفضل زيت زيتون بكرعضوي مضغوط عضويًا ، وخاليا من المواد الكيميائية والمواد المضافة والمواد الحافظة .

 ستقوم مؤسسة المعرض التجاري لفلسطين في أستراليا ، وبالتحديد في مدينة ملبورن – ولاية فكتوريا ، بالتعاون مع شبكة استراليا للدفاع عن فلسطين (آبان) ، بعرض أول معرض لها للمنتجات الفلسطينية في نهاية الأسبوع يومي 6 و 7 إبريل ، 2019 . هذا ويتألف مجلس المعرض التجاري الفلسطيني أستراليا من ستة أعضاء ، أربعة منهم من خلفية فلسطينية بما فيهم الدكتورة باربرا بلوتش، والسيدة جينيفركيلين، وأمينة الصندوق السيدة ريدا قسيس .

سيضم المعرض منتجات غذائية ، وبلاستيكية ، وحرفية يدوية تراثية ، بما فيها مطرزات الزي الفلسطيني من الصناعة اليدوية في غزة . تتميز هذه المنتوجات بجودة النوعية والمواصفات والمعاييرالتي تضاهي مثيلاتها في الأسواق المحلية والعالمية .وتصدّر جميع البضائع إلي دول العالم مثل أوربا وأمريكا الشمالية وآسيا والشرق الأوسط ، وحاليا توجد في أماكن متعددة من أنحاء الولايات الأسترالية بما فيها نيو ساوث ويلز وفكتوريا .

من أمثلة هذه المنتجات الغدائية الجيدة : زيوت الزيتون العضوية الثمانية المختلفة واللذيذة ، والصابون النابلسي المصنوع من زيت شجرة الزيتون بأنواعه وأشكال قطعه وأحجامه ونكهاته وألوانه ، ومستحضرات التجميل المصنوعة من الأعشاب ، مع ملاحظة أن جميع هذه المنتجات عضوية مائة بالمائة ، و تصاحبها شهادة منشأ فلسطينية معتمدة العضوية .

هذا بالإضافة إلى أن الأسعار معقولة جدا تتناسب مع قدرات سكان المجتمع الأسترالي المعطاء ، ويمكن الإشارة إلى أن المشاركة في ترويج و شراء واستخدام هذه المنتجات الثرية في نوعيتها تساهم في حفظ التراث الثقافي والرخاء الاقتصادي ، وتساعد على تقديم المزيد من الدعم المادي والمعنوي للمزارعين والمنظمات النسائية في فلسطين ، وبالتالي تعمل على مساندة وتمكين المجتمعات الريفية الفلسطينية المهمشة التي تصارع الحياة من أجل قوتها اليومي ، حتى يتسنى استمرارية تشغيلهم ، ودفع الاجورلهم من أجل ضمان العيش في الأراضي الفلسطينية واستمرارية التوريد .

سيقام المعرض التجاري لفلسطين في في مدينة ملبورن ، بعرض المنتجات في نهاية الأسبوع يومي 6 و 7 إبريل ، على العنوان التالي:

Federation Square, Melbourne, Vic

وستقوم داليا السبعاوي المولودة في غزة بالعمل التطوعي في طهي بعض الأطعمة اللذيذة والمأكولات الفلسطينية التقليدية لتشارك الحضور في مشاهدة أصول الطبخ في استعمال زيت الزيتون والتوابل والبقول وغيرها ، كذلك سيقوم الشيف الشهير بيترهيلكي بطهي الأسماك والمأكولات البحرية على الطريقة الفلسطينية الشهية .

التوقيت: صباحا وبعد الظهر

11am – 12pm and Sunday | 3.45pm – 4.30pm

الشكر والتقدير لجميع القائمين على هذا العمل العظيم ، ولكل من يشجّع على العطاء والدعم والمساندة