تكريم سيدات ناجحات في احتفال يوم المرأة العالمي من قبل المركزالثقافي الأسترالي العربي

 

  

    

تكريم سيدات لامعات في احتفال يوم المرأة العالمي

 من قبل المركزالثقافي الأسترالي العربي

OAM  مارسيل منصور

يقام اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس آذار من كل عام ، احتفالا بالإنجازات الرائعة التي حققتها النساء في جميع أنحاء العالم . وبهذه المناسبة السنوية الدولية ، أقام المركزالثقافي الأسترالي العربي/ منتدى بطرس عنداري الاحتفال السنوي ، يوم الأربعاء 6 مارس 2019 ، في بيت كفرحلدا ، سيدني ، برعاية جمعية كفرحلدا ، تم فيه تكريم نخبة من السيدات الأستراليات اللامعات من أصول عربية متنوعة لمساهمتهن الفعالة في خدمة وتطور المجتمع ،  وقد تميز الحفل بحضور متنوع من أبناء الجاليات الأسترالية الناطقة باللغة العربية .

قدم الاحتفال الإعلامي عباس مراد ، وكانت الكلمة الأولى في البرنامج لرئيس المركز الدكتور مصطفى علم الدين حيث قال أن “هذا اليوم قد أصبح متجذرا في نفوسنا لأنه يعني الكثير لنا في المركز ونحتفل به للسنة السابعة على التوالي باعتباره من ضمن نشاطاتنا وأولوياتنا ” ، تلاه كلمة لطالبة الدكتوراه في علوم السياسة والاجتماع االآنسة آية بشيرعن يوم المراة العالمي على ضوء تجربة المرأة الفلسطينية في الشتات وفي غزة فلسطين ، وكلمة موجزة للدكتورعماد برو . وألقى كل من الشاعر بدوي الحاج قصيدة بعنوان ” أَيَّةُ امرأةٍ أنتِ ؟! “، والشاعر فؤاد نعمان الخوري قصيدة بعنوان “يوم المَرا “، سلطا فيها الأضواء على مدى المحبة والتقدير للمراة وغلاوة قيمتها الفائقة في الحياة .

السيدات المكرمات : السيدة أليس خوري عقيلة ناشر ورئيس تحرير جريدة المستقبل ، السيدة ميساء صوالحة ، الآنسة جنان ابوعاصي ، السيدة لويزا رومانس ، السيدة أمال خوري ، السيدة سلمى عثمان ، والآنسة آية بشير . كما وكرّم المركز كلاّ من الأساتذة فؤاد نعمان الخوري ، بدوي الحاج ، وعباس مراد ، تقديرا لجهودهم وعطائهم المستمر . كما وتخلل االحفل وصلات موسيقية غنائية للفنان مالك الرفاعي  .

أجمل التهاني لجميع المكرمين ، ولأعضاء لجنة المركز الثقافي ، ولكل المساهمين في إنجاح الاحتفال ، مع أجمل الأمنيات للمزيد من التقدم والإزدهار وكل عام والجميع بخير .

السيناتور شوكت مسلماني يكرّم الموسيقار “روح الثائر” مارسيل خليفه في عيد الحب

    

    

              

  السيناتور شوكت مسلماني يكرّم الموسيقار “روح الثائر” مارسيل خليفة في عيد الحب 

 OAMبقلم مارسيل منصور

“…غنيّت كي أحب أكثر … ولا العمر يكفي لكل هذا الحب …”

“… وحدها الموسيقى حررتني من الزمن … علينا أن لا نيأس وأنا أتمسك بالمستحيل …”

إن الفنون بما فيها الموسيقى كالحب وكالسعادة ، لا يكاد يخطؤها أحد إذا سمعها أوصادفها إنسان محب سعيد . والموسيقارالرائد مارسيل خليفة في عذوبة ألحانه وغنائه وأدائه ونفاذ بصيرته يجسّد المحبة الحقيقية ، ويفتح أعيننا على حقيقة أوجاعنا لأنه هو الإنسان أولا وأخيرا الذي يطوّع فنّه الرفيع لأهداف سامية بصياغة إبداعية معاصرة .

يعتبرعيد الحب أو يوم القديس فالنتين من أجمل الأيام في حياة الناس على الصعيد الرومانسي والعائلي والوطني والعالمي ، كلّ يحتفل به حسب معتقداته وطريقة عيشه في حياته ، إذ يغمر الحب قلوب البشر بشعور آمن متدفق بالسعادة الفائقة . وربما يكون وقع الحب على شعور الفنانين أكثر أثرا لما يتميزون به عن غيرهم بالحس المرهف والشفافية . وفي كل الأحوال فإن الحب الحقيقي في اعتقادي هو حالة من العطاء الروحي كما أراه ، هو شعور الروح بدفء المودّة تجاه الآخرين والتفاني في جلب السعادة والفرح لهم إلى حدود لامتناهية تشبه الأبدية .

 ففي يوم عيد الحب ، الخميس ، في الرابع عشر من فبراير شباط 2019 ، احتشد المئات من أبناء الجاليات الأسترالية العربية في برلمان ولاية نيو ساوث ويلز في حفل تكريم الفنان الموسيقار مارسيل خليفة ، بدعوة من مدير شئون حكومة المعارضة العمالية في مجلس الشيوخ السيناتورشوكت مسلماني ، بحضوررئيس برلمان الولاية جون عجاقة ، وعضو المجلس التشريعي جون نيومان ، وسعادة السفيرالفلسطيني لدى كانبرا د.عزت عبد الهادي ، وعدد هائل من فعاليات الجالية والشخصيات السياسية والفنية والاجتماعية والإعلامية .

والسيناتور المحامي شوكت مسلماني اللبناني الأصل غنيّ عن التعريف ، إذ يحتل مكانة كبيرة في قلوب أبناء الجالية ولا سيما في سياسته النزيهة ، ومواقفه الحرّة ، ودفاعه عن القضية الفلسطينية ، وإطلاق كلمة الحق من أجل مساندة الشعوب المغلوبة على أمرها ، هذا إلى جانب مساهمته في توثيق وإبرازالتراث والفنون والثقافة العربية .

استقبل الجمهورضيف الشرف الكبير الموسيقار مارسيل خليفة بالحب والدفء والحفاوة .

قدّمت فقرات برنامج الحفل الإعلامية القديرة والرئيسة السابقة للبرنامج العربي إس بي إس السيدة ماجدة عبود صعب ذات الأسلوب المهني الرفيع المستوى فرحبت بالجميع وقالت : ” أهلا بحفل تكريم المؤلف الموسيقي المبدع عازف العود المغني اللبناني العربي الفنان العالمي مارسيل خليفه . اليوم نكرّم علما من أعلام الموسيقى العربية والعالمية ، رائدا في إلهام الأجيال ، عرف بأغنيته الوطنية ، وبدمجه بين الموسيقى العربية والآلات الغربية ، كرّس حياته الفنية لدعم القضايا المحقة ، رغم الإستبداد والظلم الذي طارده بعيدا عن مسقط رأسه “عمشيت” ودفعه إلى الهجرة القصرية ، زار بلاد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واستراليا وغيرها حاملا فنه إليها . أستقطب مارسيل خليفة الملايين من عشاق فنه إلى المهرجانات في لبنان وبعض دول العالم … درس الموسيقى في المعهد الوطني للموسيقى في بيروت وأنشأ فرقة الميادين وتعاون مع أكبر الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين أمثال محمود درويش الذي ارتبط اسمهم بشعرالثورة والوطن . حمل مارسيل خليفة محبة لبنان العادل الديمقراطي المنفتح العلماني الموحد بينما دخلت موسيقاه ضمن برامج الأوركسترات العالمية ، وسمي في عام 2005 سفيرا لليونسكو للسلام لإنجازاته ومساهماتة الفنية .”

وكانت الكلمة الأولى للسيناتور شوكت مسلماني وهذا نص حديثه بالعربية الفصحى :

“اليوم نتمتع بروح القديس فالنتاين ، ويكرمنا بحضوره “روح الثائر” مارسيل خليفه – خليفة الإنسانية والحب والموسيقى – هناك اليوم في العالم العربي ثوارحقيقييون يدافعون عن أرضهم وكرامتهم ، ويقاتلون بروحهم وجسدهم ، ويكافحون من أجل الحرية والأرض . وهناك المزيّف المصنوع المستأجرالمدمّر، إنهم متمردون بلا روح ، مقاتلون بلا قضية ، زعماء بلا قيادة . معنا اليوم الثائرالحقيقي الفريد من نوعه ، هو “روح الثائر” مارسيل خليفه . مما قاله مارسيل خليفه : “منذ أن ولدت شعرت أن لديّ روح الثائر” ، فهو مؤيّد شرس للشعب الفلسطيني وناقد للأنظمة العربية ، مارسيل خليفه هو الإنسانية في الأغنية كما في الروح ، هو الثائرالذي يتحدى معاييرالمجتمع والسلطة السياسية للمسئولين الفاسدين ، مارسيل هو طاقة التحريروالحرية في الموسيقى والسياسة ، هوحكمة في الكلمة والحرية ، إنه الأرز في جذوره ، فرعون في محبته ، نبيّ في روحه ، صوفي راقص في رسالته . إنه أسطورة بلا ظلال ، إنه بعد كل شيء ثائر ضد الفقر والقمع والظلم – الشعب يريد الحياة – مارسيل هو رمزالعدالة والقلب النابض لأجيال المستقبل ، فلسطين ضميره . ستبقى مارسيل إلى الأبد الدحنون المحفور في أعماق قلوبنا . إنه الرسالة في الإنسانية والعدالة للناس المضطهدين في جميع أنحاء العالم ، وخاصة أبناء شعب فلسطين الذين نحييهم يوميا لنضالهم من أجل حقهم في العودة إلى أرضهم . إنه الروح الخالده التي ألهمت العاطفة والطاقة والالتزام في قلوب الملايين . اسمه محفور في الإنسانية . قد لا يكون مارسيل جوزيف ، ولا هو غاندي ، أو مارتن لوثر كينغ ، أو روزا باركس للحقوق المدنية ، أو نلسن ماندلا ، أو تشي غيفارا في نصرالله ، لكنه النبي في روح الثائر . قد يمتلك مارسيل روح محمود درويش ، وجبران خليل جبران ، وجوهرمحمد البوعزيزي ، وجورج زريق ، ومحمد الدرة ، لكنه هو مارسيل خليفه “روح الثائر.”

ثم كانت كلمات البرنامج للمتحدثين وديع سعادة ، وشربل بعيني ، و شوقي مسلماني ، وغسان علم الدين ، وبهية بيتي أبوحمد ، وشامخ خليل بدرا .

تسلم  ضيف الشرف الموسيقار مارسيل خليفه درعا من السيناتور مسلماني اعترافا وتقديرا لأعماله الفنية بعنوان “الروح  الثائر”، كما تسلم جوائز أخري من رئيس برلمان الولاية جون عجاقة والعضوالتشريعي جون نيومان ، ثم انهالت عليه مختلف الهدايا من الحضور. وكان لي الشرف أن أقدم للضيف الفنان الكبيرمارسيل خليفة لوحة من أعمالي الفنية بعنوان “جواز سفرمن القلوب” تعبّرعن الإنسانية في العمل الفني المشترك بين الموسيقارمارسيل خليفة و الشاعرالراحل محمود درويش في كلماته المشهورة من قصيدة “جواز السفر” التي يقول فيها ” كل قلوب الناس جنسيتي … فالتسقطواعنّي جوازالسفر.”

أما كلمة الختام فكانت للموسيقارمارسيل خليفة صاحب الرصيد الفني الغزير ، والذي استدحوذ على مسامع الحضور قلبا وفكرا وروحا ، ولعلني أذكر بعضا من كلماته :

“غنيّت كي أحب أكثر ولا العمر يكفي لكل هذا الحب … كان صوتي عاليا بين الأصوات يغني الحكاية … لا طفولة إلا في النسيان  …  يعود بي الحب إلى الحضارة الأولى ، إلى مصادرالعواطف ، إلى الشعر والموسيقى والأغنية ، إلى الحنان والشفافية الوامضة كالوجع ، إلى الفراق الأصدق من العقل والاناقة المنقوشة على القلب ، كم حلمنا جميعا بجمال العذوبة وبطعم الحب ولون الحرية … وحدها الموسيقى حررتني من الزمن . أصدقائي … في الختام لا أملك هذا المساء من لغة الشعراء سوى مفردة يتيمه … حب … وكثيرمن الحب.” وختم مارسيل خليفة بأن طلب من الحضور مشاركته في أغنية “منتصب القامة أمشي” فاستجاب الجمع مرددا وراءه الأغنية بكل حب .

وبما أن مهمة الفنان هي رفع شأن الإنسان ، فلا خوف على الشعوب إذن عندما تكون القلوب مفعمة بالحب ، خصوصا وأن الموسيقى من شأنها أن تزيدها عمقا وخصوبة . فبمناسبة حفل هذا التكريم المستحق ، نقدم الشكرالعميق لصاحب الدعوة السيناتور مسلماني ، وتراني مع أبناء الجالية نشدّ على أيادي الموسيقارالمبدع مارسيل خليفة ونقول له هنيئا … ومزيدأ … مزيدا من الموسيقى والغناء ، ومزيدا من الحب ، لأن هذا معناه مزيدا من الكرامة الإنسانية والعدل والحرية .

أمسية نادي الكتاب العربي … ( يا فلسطين … لا تبكي ) للعميد المهندس تادرس عزيز

  

   

                

 أمسية نادي الكتاب العربي

    يا فلسطين … لا تبكي” للعميد المهندس تادرس عزيز” 

  OAM بقلم مارسيل منصور

في زمن تتفوق فية تحديات الانترنيت والثقافة الإلكترونية بكل أنواعها من مواقع ومنتديات رقمية بشكل ملحوظ ، لايزال نادي الكتاب العربي في مكتبة ماريكفيل يعمل على تشجيع القراءة الورقية وإقامة المنتديات والندوات التقليدية.

بحضور سعادة القنصل العام لمصرالسيد ياسرعبد، والمهتمين بشئون القضية الفلسطينية والإنتاج الأدبي المهجري، أقام نادي الكتاب العربي يوم الثلاثاء الرابع من ديسمبر2018 في مكتبة ماريكفيل أمسية شعرية بعنوان “كي لا ننسى فلسطين” ، قام فيها سيادة العميد المهندس تادرس عزيز بدوي بقراءة نصوص شعرمن ديوانه بعنوان (يا فلسطين … لا تبكي) .حيث أن هذا الكتاب يحتوي على باقة من الشعر والنثر باللغة العربية ذات اللهجة العامية المصرية

افتتح الأمسية الدكتورعهدي غرسة مرحّبا بالحضور، فألقى الضوء على أعمال العميد المهندس تادرس عزيز، وهوالشاعروالمؤلف لعدة كتب إذ تعتبر مجموعته الشعرية ثرية بأحداث القضية الفلسطينية، ولاغرابة في ذلك خصوصا وأنه عايش ظروفها، وشارك في بناء الجسورالمؤقتة عبر قناة السويس خلال حرب 1973 بين مصر وإسرائيل بهدف تدميرمخابئ العدو المحصنة.

تلاه المهندس حسن فخر الدين، وهو أحد مؤسسي نادي الكتاب العربي في مكتبة ماريكفيل، فتحدث عن تأسيس النادي منذ ثمانية أعوام ونشأته وأهدافه وإنجازاته ونجاحه المرموق باعتباره الأنجح على مستوى الجاليات والمكتبات والضواحي الأخرى التي يسودها كثافة سكان الاستراليين العرب، وذلك بفضل نشاط أعضائه المستمر وخصوصا أن جميعهم يتمتعون بحظ وافرمن مؤهلات العلم والثقافة والمثابرة على ممارسة الاجتماع بانتظام في أول ثلاثاء من كل شهر، من أجل إقامة الندوات ومناقشة المواضيع الهامة في المجتمع .ودعم المواهب المتنوعة بغرض تشجيع القراءة في المكتبة، وإحياء التراث، وإثراء الثقافة العربية ونشرها في بلاد المهجر

قدم سيادة العميد تادرس نبذة عن أعمالة الأدبية، فقال أنه رجل وطني يؤمن بالوحدة العربية والقومية العربية، وذكر بان قضية فلسطين تهمّ جميع البلدان العربية والعالم، وانه لاحلول لها إلا بوحدة شعوب العرب. كما وأشار إلى عدد من فطاحلة الكتّاب والشعراء العرب الذين كان لهم الأثرالكبيرفي توحيد أبناء الامم العربية من خلال أعمالهم ألأدبية والفنية مثل أعمال طه حسين، وأحمد شوقي، وأم كلثوم، وفيروز، ومحمود درويش، وجبران خليل جبران، وغيرهم، فقال: “فلسطين الجرح والواقع والأمل والحلم والفجر، الجرح الذي لا يزال ينزف، والواقع الذي نعيشه ألما وإحباطا، والامل الذي لن يموت وسيبقى حيا في نبض قلوبنا وفكرعقولنا وزفرات أنفاسنا، والحلم الذي لا يفارق خيالنا، والفجر الذي سنجاهد ونجاهد من أجل بزوغه وتعود لنا منه نسمة الحياة عندما ينشر جذوره على أرضنا السليبة تسعد بضيائه منازلنا وتتراقص في ضوئه أشجارالزيتون والبرتقال ويتصاعد هديل الحمام في      .أبراج السلام

ثم ألقى الشاعر بعضا من ديوان أشعاره معبرا فيها عن مشاعره الممتزجة بالألم والأمل … والإحباط والتفاؤل، مصورا حلمه بالسلام قائلا

“بحلم بيوم بيجي السلام        والليل يروح ويا الظلام

نحيا الحياة من غير قيود        من غير هوان أحرار كرام

ونطير لفوق زي النسور        نفرح نعيش من غير آلام

“نبني المدن ويا الجسور         نزرع زتون وأبراج حمام 

وعن وحدة العرب بعنوان (الله يرحم عبد الناصر) يقول الشاعر: “عبد الناصر كان بيقولها إحنا قوة بكل شعوبنا”. ثم يتغنى بالقدس قائلا: “يا قدس يا أرض السلام … الأقصى فيك و الآلام … قوموا النهارده اتوحدوا … لو نتحد راح ننتصر”

أما قصيدة “عروسة البحر” يهديها المؤلف لروح الشهيدة وفاء إدريس، وكل من استشهد في سبيل الحق والحرية والعدل فيقول

” لما البنات ينسوا الدلال          ينسوا الورود ينسوا الغرام

ينسوا العريس فوق الحصان      يبقوا أسود يبقوا سهام”

 ثم يتساءل المؤلف في حسرة مخاطبا:” إيه الحياة من غيروطن؟ إيه الوجود من غيرضمير؟ وينزف متأ لما لما يحدث بين حركتي فتح وحماس في فلسطين المحتلة قائلا أن”فلسطين قضية العرب الاولى تعاني اليوم سكرات الموت على أيدي أنفار من أبنائها يتصارعون على سلطة وهمية …”، ويحزن على غزة وماأصابها من “صوت رصاص، ضرب وقنابل والقتال في كل شارع”

ويختتم الشاعرديوانه بخواطر نثرية عنوانها  “يا فلسطين …لا تبكي؟!” وهي عنوان الديوان ذاته، فيعبر فيها عن نفسه الحزينة المتالمة في الذكرى السابعة والستين لقيام إسرائيل .على أرض فلسطين ال.إلى التآخي والوحدة من أجل النصر. وما أحوجنا إلى ذلك في هذا العصر

(أريج مسعود: أيُّ أمل لفلسطين الآن، أوأبدا؟ جولة فلسطينية مسيحية بتنسيق من شبكة (باين

  

  

أريج مسعود: أيُّ أمل لفلسطين الآن، أوأبدا؟

(في جولة فلسطينية مسيحية بتنسيق من شبكة (باين

                    OAM بقلم مارسيل منصور

أريج مسعود فلسطينية مسيحية أرثوذكسية سريانية ولدت ومازالت تعيش في بيت لحم، فلسطين التي ولد فيها يسوع المسيح له المجد.  حصلت أريج على مؤهلاتها الأكاديمية في اللاهوت وعلم النفس من جامعة بيت لحم، وأنجزت أطروحتها في الكتابة عن الصهيونية ووثيقة كايروس فلسطين. ومنذ ذلك الحين، أصبحت شغوفة بالتحدث عن أوضاع شعبها لتروي قصة فلسطين المحتلة والمستترة عن وسائل الإعلام. وتصبو إلى أن توصل صوتها إلى مسامع العالم ليتعرف على حقيقة الواقع المريرالذي يعاني منه الفلسطينيون.

قامت أريج مؤخراً بالعديد من الجولات المرتبطة بالكنائس وبالمنظمات الدولية لصنع السلام، بعد أن جاءت حديثاً إلى أستراليا بتنسيق من قبل الشبكة الفلسطينية الإسرائيلية العالمية (باين). وهي الشبكة التي تعمل على توعية الأستراليين المسيحيين بقضية فلسطين وحثهم على العمل من أجل العدالة والسلام الدائم لشعبي فلسطين وإسرائيل. عقدت أريج على الصعيد الوطني برنامجا كاملا في المدن الأسترالية الكبرى مثل بيرث، بنديجو، نيوكاسل، بريزبين، ملبورن، سيدني، والعاصمة كانبيرا وغيرها.

وقد أتيحت لي الفرصة في سيدني مرتين لحضور محاضرتها العامة بعنوان “أي أمل لفلسطين الآن، أو أبدا؟” والاستماع إلى حديثها الثاقب وهي تشارك قصتها مع الأستراليين. عقدت المحاضرة في سيدني يوم الأربعاء 24 أكتوبر 2018، في معهد تينسلي بكلية مورلنغ في مكواري بارك، تلاه مشاركة العشاء. واستضاف الحدث القس داريل جاكسون الأستاذ المشارك في علم اللاهوت، والمحاضرفي كلية مورلنغ، جامعة ديفينيتي وكلية اللاهوت الأسترالية – وقدم كلمة موجزة حول القضية الفلسطينية ثم صلاة الافتتاح.

تحدثت أريج مسعود عن الأوضاع الحالية في فلسطين بإسهاب، وألقت حديثا مفصلا نيابةً عن شعبها الفلسطيني كشفت فيه للحضورحقيقة الواقع الفعلي عن الوضع السياسي الحالي الذي طالما أخفته وسائل الإعلام الرئيسية. وسردت شرحا توضيحيا من خلال العرض على الشاشة بالكلمة والصورة عن هذا الواقع المريرالمصحوب بأجواء من التوترالمستمرفي الحياة اليومية التي يعانيها الفلسطينيون في العصر الراهن، من حيث عدم الحصول على الضروريات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والمياه والمأوى وحرية التنقل والأمن الاقتصادي. وأوضحت أن هذه المحنة اللاإنسانية التي تواجه المسيحيين الفلسطينيين هي قضية رئيسية. وقالت: “إن الصراع ليس صراعا يتعلق بمختلف الأديان، وإنما الصراع الحقيقي يدور حول العدوان ومأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال وفقدان أرضه.” …”ووفقا لعلماء اللاهوت المسيحي … وبلا شك أن الاحتلال الإسرائيلي له تأثير ضخم على الفلسطينيين المسيحيين سياسيا وثقافيا وتعليميا. فالمسيحيون يعانون من الظلم ذاته لدى جميع الفلسطينيين، وقد تسبب ذلك في هجرة عدد كبير من المسيحيين.” ثم تحدثت أريج عن معنى الأمل فقالت: “إن معنى الأمل يكمن في القدرة على رؤية الله في خضّم المشاكل.” نقلا عن القس يوحنا كاتاناتشو في كلية بيت لحم للكتاب المقدس. “لقد قام الله بدوره، وإن الكرة اليوم موجودة في ملعب البشرية التي حولتْ المؤمنين، وعليهم أن ينخرطوا في القضية وأن يعملوا على نشرالكلمة وتحدّي احتكارالسلطة من أجل أن يعيشوا حياة حرة.” نقلا عن القس متري راهب رئيس دار الكلمة في جامعة بيت لحم. وهنا طلبتْ أريج من الحضور نشر الكلمة عن طريق العمل على تشجيع الناس لمقابلة الفلسطينيين المسيحيين من أجل تبادل المعرفة والإستماع إليهم ومشاركة قصصهم .

 تبع المحاضرة والعرض طرح الأسئلة والأجوبة وتلاها العشاء، ثم قامت الفنانة والمديرة في شبكة فلسطين العالمية (باين) – نيل بوتر–  بالتحدث عن الأوضاع المؤلمة لفلسطين التي قامت بزيارتها مؤخرا والإعلان عن المطبوعات الإعلامية المختلفة والمتوفرة، وحثتْ الحضورعلى قراءتها وتوزيعها على الناس لإحتوائها على معلومات تهدف إلى التوعية العامة بالقضية الفلسطينية.

وفي ليلة السبت 27 أكتوبر، تسنىّ لي رؤية أريج مرة أخرى عندما قدّمتْ آخرعرض لها في جولة (باين) حيث قام القس ستيوارت ميلز باستضافة الحدث في الكنيسة المعمدانية في منطقة بالمين، كما وتم تقديم الطعام الفلسطيني في أجواء ودّية.

تجدرالإشارة هنا إلى أن الجميع من الحضور كانوا أستراليين، باستثناء عدد قليل من الفلسطينيين من بينهم الدكتور محمود أبو عرب وعائلته، وسوزان وهاب وعائلتها. ساهم الحضور في النقاش وأظهروا التعاطف والدعم الكامل مع الشعب الفلسطيني والاستعداد لمساعدتهم إلى أن يحل السلام العادل.

لا بد وأن يُشاد هنا بالعمل الرائع الذي قام به كلّ من الأعضاء العاملين في شبكة (باين) في أستراليا، والفتاة الزائرة من فلسطين أريج مسعود، إذ أثبتت أنها الفتاة المتحدثة بشجاعة ولباقة حيث نالت الإعجاب والتقدير من الجميع. سافرتْ أريج إلى العديد من أنحاء العالم وأستراليا وتحدثتْ عن قصة بلدها فلسطين المحتلة. كان حديثها مؤثرًا للغاية إذ لمس الكثيرمن قلوب الناس. هنيئا للشابة الفلسطينية المناضلة أريج ولجهودها القيّمة التي ستظل دائمًا نبراسا في قلوب الأستراليين.

أقامت شبكة أستراليا للدفاع عن فلسطين (آبان) حفل العشاء السنوي لجمع التبرعات لعام 2018

  

  

    

OAM بقلم مارسيل منصور

  أقامت شبكة أستراليا للدفاع عن فلسطين (آبان) حفل العشاء السنوي لجمع التبرعات في يوم الجمعة 17 أغسطس 2018 في صالة غراند رويال في ضاحية غرانفيل سيدني ، حيث قامت شركة المحامين البارزين – والمعروفة باسم (برومينانت لويارز) – والذي يديرها المحامي السيد أنطوني بزوني بتقديم الرعاية لهذه المناسبة الهامة ومساندتها في جمع التبرعات. ويعتبرهذا الدعم رمزا للالتزامات والأنشطة والجهود المستمرة التي يبذلها محاموا شركة برومينانت لويارز تجاه المجتمع كدعاة للسلام والمساواة، والوقوف بجانب أصحاب القضايا العادلة

تشرفت شبكة آبان باستضافة مؤسسي هيئة (مراقبة المحكمة العسكرية) في أستراليا للحديث عن عملهم في النظام الوحشي للمحاكم العسكرية الإسرائيلية، وهما الضيفين الزائرين السيد جيرارد هورتون والسيدة سلوي دعيبس .حضرالحفل كمّ هائل من فئات المجتمع الأسترالي المتنوع، وعدد كبيرمن أعضاء البرلمان من الولايات الأسترللية، بما فيهم أعضاء برلمان الولاية في نيوساوث ويلز: الوزيرجون كريغ لوندي- وزير الأعمال الصغيرة والعائلية ومكان العمل وإلغاء القيود ، سوزان تيمبلتون- عضو البرلمان عن الخضرلمكواري، السيناتورشوكت مسلماني- عضوالمجلس التشريعي، ديفد شوبردج- نائب حزب الخضر، السيناتورريانون لي عن حزب الخضر، عضو البرلمان غرانفل السيدة جوليا فين، والسيد لوري فيرغسون النائب السابق

وشارك في الحضور الأستاذ المساعد جاك لينش من مركز دراسات السلام والنزاعات بجامعة سيدني، ستيوارت ريس البروفيسورالمتقاعد من نفس المركز، ألأستاذ الفخري المساعد أحمد شبول من قسم الدراسات العربية والإسلامية جامعة سيدني، الأستاذ د.بول طبر- معهد دراسات الهجرة في الجامعة اللبنانية الأمريكية بيروت، والكاهن ألأب عزيزعبوي راعي الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية، والمحامي أنطوني بزوني وعقيلته، إيدي زنانيري- المتحدث باسم الجالية الاسترالية الفلسطينية عن حقوق الفلسطينيين وعقيلته، عبد القادر قرانوح- الأمين العام لحركة فتح في أستراليا، مروان عكرماوي نائب رئيس اتحادعمال فلسطين، حلمي الدباغ – رئيس جمعية المهنيين الفلسطينيين في أستراليا، شامخ بدرة من حزب الشعب الفلسطيني، حسن فخرالدين من نادي الكتاب العربي في مكتبة بلدية ماركفيل، رجل الأعمال عيسى الشاويش، والصحافي هاني الترك محررأستراليات، الدكتورعماد برو أخصائي علم التحاليل والميكروبات الدقيقة، السيدة فاطمة علي- المديرة في الكلية الملكية الأسترالية للأطباء منطقة سيدني، والصحافي أكرم المغوش، ومن أعضاء اللجنة للشبكة- رئيسها المطران جورج براوننج، العضو التنفيذي بيتر سليزاك- الأستاذ مشارك في التاريخ والفلسفة في جامعة نيو ساوث ويلز، السيدة جيسيكا موريسون المسؤولة التنفيذية، العضوالتنفيذي- الدكتورجورج حاطوم، وأمين الصندوق ناصرمشني، وحضوركبيرمن فعاليات الجالية الفلسطينية والعربية وأخرى من المجتمع الاسترالي المتنوع

افتتح الحفل د.جورج حاطوم، و قدمت البرنامج عريفتا الحفل د. فرح فياض وليلى عيشان، وتخلل البرنامج كلمات عدة، كان أولها للسيدة الأبوروجينية دافني سيمونز التي عبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، لاجل التشابه في قضية التشريد والاحتلال التي يعاني منها كلا من الطرفين

 تلا ذلك حديث المطران جورج براونينغ رئيس شبكة آبان، وهو الزائرالمتكررلأراضي فلسطين المحتلة، والمضيف الدائم للقادة الفلسطينيين في أستراليا، فقال أنه لايحق لإسرائيل أن تستمرفي امتداد المستوطنات الغيرشرعية، لأن في ذلك انتهاك صارخ للقانون الدولي. ولنا أن نتأكد من أن جميع الأستراليين يفهمون الظلم الذي يلم بقضية شعب فلسطين. ثم ألقت سوزان تيمبلتون كلمة شرحت فيها تفهمها ومساندتها للقضية الفلسطينية

أما الضيف جيرارد هورتون وهوالمحامي السابق في سيدني الذي انتقل إلى إسرائيل منذ عشرة أعوام و شارك في تأسيس هيئة (مراقبة المحكمة العسكرية) للمساعدة في حماية الأطفال الفلسطينيين الذين سجنتهم السلطات الإسرائيلية، فقال أنه قد شهد في السنوات العشر التي قضاها جيرارد في القدس الشرقية أن الوضع قد ساء بكثيرعما كان عليه من قبل، خصوصا مع توسيع المستوطنات. تلا ذلك كلمة السيدة سلوى دعيبس، وهي رئيسة مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي والمدافعة عن حقوق الإنسان، والتي ركزت في خطابها على سوء معاملة الأطفال في فلسطين والواقع الساحق للحياة في الأراضي المحتلة، والطريقة التي يستهدف بها الجيش الإسرائيلي الأولاد والشباب الفلسطينيين ومحاكمهم، بالإضافة إلى الآثارالخاصة بنوع الجنس المترتبة على انتهاكات حقوق الإنسان الناجمة عن طول مدة الاحتلال . وتحدثت بعدها الضيفة والزائرة من رام الله الكاتبة ألفت محمود عن كتابها التي أصدرته حديثا بعنوان دموع ” دموع ترشيحا “عن ظروف الاحتلال في الوطن

تخلل الحفل وصلات من العزف الموسيقي الحي بقيادة ميترى الياس مع كلود عيد، وأغاتي هيلينا كرايديا، وجبرا ترزي، وجلبرت الشامي، وسايد فارس، تبعه دبكة التراث الفلسطيني

أجرى السيد ناصر مشني أمين الصندوق لشبكة (آبان) السحب على اليانصيب في الهدايا والمزاد، وشمل الحفل أنواعا متعددة من الثقافة والتراث والفنون المتنوعة، حيث قام عدد من المؤلفين بعرض إنتاجهم المحلي من الكتب حضر منهم الكاتبات رنده عبد الفتاح، سوزان وهاب،وألفت محمود ، والكتّاب دانيال ميرزا، وهاني الترك. ويجدرالإشارة هنا أن الفنانة التشكيلية والشاعرة مارسيل منصور– كاتبة هذه السطور- قدعرضت بعضا من لوحاتها الفنية لمعرضها الفني الجديد، حيث تبرعت بواحدة من لوحاتها يصاحبها قصيدة شعر بالإنجليزية، تعبيرا عن الوضع الراهن في فلسطين بعنوان ” أنبثاق الأمل من الصبر” حيث نال إعجاب الحضور. كما وحصلت د. فرح فياض على تلك اللوحة بالمزاد

وفي الختام حيث كانت ليلة مجدية، شكرأعضاء الشبكة الحضور، وكل من شارك وساهم في إنجاح الحدث إذ حقق الحفل نجاحا مرموقا في جمع التبرعات بفضل تعاون فريق العمل وجميع المساهمين والداعمين لعدالة القضية الفلسطينية على أمل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العودة المشروعة

 

القمص تادرس سمعان يذكّرنا بالذكرى الخمسين لظهور العذراء مريم في الزيتون بالقاهرة

     

  OAMبقلم مارسيل منصور

في كل عام من هذا الشهر في اليوم الخامس من مايو أيار تحتفل مصر بنسيجها الوطني بالذكرى الخمسين لظهورالقديسة السيدة العذراء مريم على قبة كنيسة العذراء مريم في حي الزيتون بالقاهرة

في الأسبوع الماضي، وبعد أعوام طويلة من غيابي عن المواظبة في حضور المحاضرات الروحية في دراسات الكتاب المقدس للقمص تادرس سمعان كاهن كنيسة الانبا انطونيوس والأنبا بول في جيلفورد، والتي مازال يقيمها كل يوم أربعاء حيث يصغي له الحضوربكل نهم وشغف ويكنّ له كل احترام … خطرعلى بالي فجأة أن أذهب وأحضر محاضرته، وكان اللقاء حارا وشيقا بين عائلتي والاب تادرس الذي قليلا ما نراه وسط زحمة انشغالنا في هذا العصر، وإن كان هوالكاهن الذي يسكن في قلوبنا ويحتل قلوب غالبية أبناءعائلات الجاليات ذات الأصول العربية في أستراليا، خصوصا عندما يشرح للحضور المواضيع الروحية بصوته الهادئ الوقور فيجيء فكره كالنهرالغزيرفي فيضانه. ومما أثارإعجابي هذه المرة أن المكان كان مليئا بالوجوه النيرة ذات الخلفيات والجنسيات والطوائف المتنوعة، فالكل هنا في قاعة الكنيسة مسيحيا أستراليا دون تعصب أوتفرقة.  لم يكن غريبا عليّ عندئذ أن ألتقي ببعض الناس القدامى الذين عرفتهم منذ زمن طويل وآخرين حديثي الوصول، وكلّهم تظهرعليهم الغبطة والابتهاج والسرور.

تحدث الأب تادرس عن مواضيع متعددة بما فيها موضوع ظهورالعذراء مريم في حيّ الزيتون يوم الثلاثاء 2 ابريل 1968م الموافق   24برمهات من سنة  1684للشهداء الساعة الثالثة والنصف ليلاً، وأن هذا العام في الخامس من مايو أيار يصادف الذكرى الخمسين لظهورات القديسة العذراء مريم. وأول ما ورد إلى خاطري من تلك المعجزات الفريدة ذكريات الصبا عندما سمعت بهذه الظهورات المميزة لأول وهلة في حياتي فهزت كياني … وهل أنسى تلك االلحظات الفرحة النابضة من ذلك اليوم الجميل في شهرالصيف من مايو أيارعام 1968، عندما جاء شقيقي هاني من مصر إلى غزة في العطلة الصيفية، حيث كان يدرس هناك طالبا في جامعة عين شمس بالقاهرة، إذ دخل هاني بيت العائلة فجأة بعد غياب، وقد ظهرت عيناه حمراوتان من شدة الإرهاق والتعب في السهروالسفر بعد تقديم الامتحانات الدراسية. وكان الكل من الأهل ملهوفا على اللقاء به. كنت في ذلك الوقت أجلس في ركن غرفتنا الكبيرة الواسعة، أفترش الأرض من مختلف الكتب والمجلات القديمة المتنوعة، أذكر منها مجلة آخر ساعة، والمصور، وحواء، وروز اليوسف، والعربي، والشبكة، والموعد، طبيبك الخاص، وغيرها… وكان معي المقص والورق وعدة الرسم والتلوين لأمارس هواياتي المحببة إلى نفسي، حيث كنت أعشق القراءة والكتابة والشعر والرسم في عمر مبكر … وبينما كنت أقصّ بعض الصورمن المجلات سمعت هاني يروي لنا حكاية معجزة ظهورالعذراء مريم التي شاهدها بعينيه في مصر، فتعثرالمقص في يديّ، وتراءى لي أن تحوّلت جميع الصورالتي قصصتها بين يديّ والتي لم أقصّها بعد إلي صورالعذراء مريم النورانية والتي تفيض بالعذوبة والوقار والمحبة، ونظرت إلى شقيقي هاني في ذهول، وتبادلت معه نظرة تستفهم معنى معجزة الظهور؟ وطفق هاني وهوالشاب في عنفوان شبابه في ذلك اليوم، يحكي ويحكي ويحكي بدقة عن تفاصيل واقعة معجزة الظهور، وكيف شاهدها بعينية ورأى الجموع من حوله من ملايين المشاهدين من مختلف الجنسيات والديانات، مذهولين ومشدوهين من هول معجزات الشفاء التي حدثت لبعضهم بينما هم ينظرون إلى طيف العذراء مريم بإيمان جوهري حقيقي مهيب، بما فيهم قصة فاروق محمد عطوه عندما أشار إليها بإصبعه المبتور والمربوط بالضمادات فصارأصبعه سليما تماما.

أخذنا نحن أفراد العائلة ننصت ونصغي لما يقوله هاني، وكم خفقت قلوبنا لماعلمناه وسمعناه عن ذلك الحدث البهي الذي استحوذ على أرواحنا وعقولنا ! فبدر مني سؤال بريء : “ألم تنزل العذراء مريم من السماء إلى الأرض ليقبلها جميع المسكونه ويحتضنها كل من يتعطش إلى لقائها ؟” ومن هنا كان لا بد لأخي هاني من أن يتابع مايقول ويستطرد قائلا: ” رأيت بعينيّ طيف العذراء مريم حقيقة وهي تمشي فوق قبة الكنيسة منحنية أمام الصليب المشع بنور فسفوري … متجلية بالجسم النوراني الناصع … مرتدية رداء بلون أزرق سماوي تارة … وتارة أخرى ملكة نورانية متوجة … وأحيانا  ترتدي شالا نورانيا باهتا أو طرحة ناصعة … كانت تتحرك يمينا ويسارا… تمسك غصن زيتون وتحيى الناس بيديها … وتومئ برأسها وتبارك حشد الجمهور الهائل …كما وشاهدت أيضا الحمام الأبيض وتنشقت رائحة البخور.” وأكد هاني ما سمعه أن الحكومة المصرية قد بذلت قصارى جهدها في البحث العلمي للتأكد من حقيقة الظهور العجائبي في زمن البابا كيرلس السادس، وأن أحد الهيئات البريطانية وغيرها قد جاءت لتوثيق الحدث الذي تم نشره في الإعلام العالمي رسميا في الخامس من مايو أيار. ثم أخذ هاني يروي القصة من بدايتها ويتحدث عنها مرارا وتكرارا. وكان من الطبيعي عندئذ أن يرد على خاطري قصة ميلاد المسيح وأمه العذراء مريم ! هذا الحدث التاريخي الذي غيرالعالم

وعندما جاء الليل، وفي ذلك الهدوء الساكن والعزلة الهادئة – وكنت مازلت طالبة في المدرسة – ألقيت على نفسي سؤالا: هل يمكن أن تكون المعجزة …  حقيقة أم خيالا أم … ؟ وكيف يخفي على عين الرائي تلك المناظرالحقيقية ؟ … هناك حقيقة لا سبيل إلى نكرانها، وهي أنه مهما استطعنا اكتشاف الكثير والتقدم والتطور في العلوم، إلا أننا لا نستطيع فهم المعجزات ! و”طوبى لمن آمن ولم يرى”  لوقا 20:29

وبعد سنوات مضت، شاءت لي الأقدارلأن أعيش في القاهرة فترة دراستي الجامعية، فقمت بزيارة كنيسة العذراء مريم في الزيتون، وشعرت بنوال البركة من شفاعتها في ذلك المكان المقدس الذي أصبح اليوم مزارا هاما من قبل الآلاف من البشرالذين يقصدونه في ربوع مصر الحبيبة.

لقد ذكرالنقاد والمحلّلين في الدين والسياسة والاجتماع أن ظهورالعذراء مريم في ذلك الوقت كان رسالة تشجيع للمصريين ورفع الروح المعنوية لهم بعد النكسة والهزيمة الساحقة التي حلت على الأمة العربية من جراء حرب الايام الستة يونيو حزيران1967. والكل يعرف أن سيرة السيدة العذراء الطاهرة مريم قد وردت في الكتب المقدسة في المسيحية والإسلام معا، ولذلك فإن الكثير منا يعتقد أن ظهورها للبشر في مرات عديدة هي رسالة محبة للمسيحيين والمسلمين على السواء. فما أحوجنا اليوم في الذكرى الخمسين لظهور العذراء مريم وبالذات في هذا الشهر المريمي، لأن تكون ذكرى التقاء وانسجام ووئام بين المسيحيين والمسلمين الذين يؤمنون بطهارة البتول مريم، وأن تستقبل الأمم رسالة المحبة والسلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع.

لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكرالجزيل وخالص الاحترام والتقديرللأب القمص تادرس سمعان على جهده المتواصل في استمرارية مزاولة المحاضرات الروحية لمدة عقود من الزمن، إذ يحظى العديد بالحضورله من أبناء الطوائف المتعددة في جالياتنا العربية في سيدني، كما ويمكن الإستماع إلى محاضراته على فيديو اليوتيوب والفيسبوك