By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور
استضاف رئس الولاية بارى اُوفاريل مع وزير المواطنة والجاليات فيكتور دومينولو حفل العشاء الفاخر فى سيدنى فى دولتون هاوس فى يوم الاربعاء 10 / 4/ 2013 … والذى قام بتنظيمه رئيس هيئة العلاقات المجتمعية استيطيفان كركشيريان ، وقد حضر هذا الحفل 720 شخصا من أفراد المجتمعات ذات الخلفيات المتعددة وأعضاء البرلمان وممثلَى القنصليات ، ووسائل الإعلام العرقية . وكان لى قسط فى الحضور بصحبة نخبة أنيقة من أبناء الجالية الفلسطينية ، هم من أعضاء الهيئات الإدارية للنادى الأسترالى الفلسطينى وإتحاد عمال فلسطين ، بما فيهم شباب الجيل المعاصر
وقد أشار رئيس الولاية فى كلمته أن هذا الحضور هو الأكبر من نوعه … وانما يدل على مدى أهمية التعددية الثقافية فى مجتمعنا الحاضر والتى تعمل على تقوية الروابط الأخوية والإجتماعية ضمن إطار قوىَ متماسك . كما وقام الرئيس بتسليم خمس ميداليات لخمس أشخاص من جاليات إثنية مختلفة هى … الإسلامية … والإيطالية … والصينية … واليهودية … والإندونيسية ، كما وأضاف ثلاث أسماء الى قائمة ملف الشرف
ومن أبرز ما ورد فى هذا الحفل ، هو تسليط الأضواء على هؤلاء الأشخاص الفائزين وعلى أهمية إنجارتهم وخدماتهم الفائقة . وان اكثر ما يلفت النظر أن أربعة من هؤلاء الخمسة قد حصلوا على الميداليات الملكية من قبل … وقد تم اختيارهم من ضمن ثلاثين مرشحا … وقد كان للجالية الاسلامية قسطا من الحظ حيث حصلت السيدة مها كريم عبدوعلى الميدالية من أجل انجازاتها وخدماتها الاجىتماعية الطويلة الأمد للجالية الاسلامية وإنشائها لمؤسسة دعم المرأة المسلمة . وكما يلفت النظر أيضا ملاحظة أخرى وهى الكلمة التى ألقاها مفوض هيئة العلاقات -المجتمعية السيد جهاد ديب ، فجاءت كلمته خفيفة الظل تتخللها روح الفكاهة والنكتة خصوصا عندما أفصح عن أسمه جهاد
هذه الملاحظات قد تخطر على بال الفرد منا كمواطن استرالى … وربما يستحق الأمر منا الوقوف برهة تأمل من أجل النقد والتحليل … فلو بحثنا فى القاموس عن معنى كلمة ” هارمونى” لوجدنا معناها : تناغم ، إنسجام ، وئام ، تآلف وتوافق .. وكل هذه المرادفات بالطبع تتضمن معنى التسامح وقبول ” الآخر ” . هذا ما يدَل على أن التعددية الثقافية فى استراليا ما زالت تحقق نجاحا باهرا ، فى حين أنها فشلت فى بلاد أخرى مثل كندا وألمانيا وفرنسا ، كما وأنها موضع نقاش وجدل فى كثير من البلدان . وإنه ليعجبنى هنا اختيار كلمة ” توافق ” أو ” توفيق ” أو ” وفاق ” .. لآنى من هواة تمنطق الكلمة فى اللغة ، ولأن هذا الأمر أكثر ما يدل على محور التوفيق أو الوفاق بين العقل والحرية والديمقراطية والتى هى من أبرز ملامح عصرنا . وهذا التوفق العصرى أكثر ما يستلزم أن يَتاح فيه حرية الدين والمذهب والثقافة … وهو شبيه بالوفاق الذى لجأ اليه أسلافنا فى الماضى حينما عملوا على التعايش السلمى فى توافق المسلم والمسيحى واليهودى … كان ذلك العصر فى التاريخ بعيدا عن روح التعصب الذى يستبد أحيانا بحاضرنا
وأعتقد أنه حان الوقت لأن نتحلَى بروح ” التسامح ” الذى تميَز فيه ماضينا … ولا يمكن أن يتحقق ذلك الا بقبول الفرد منَا للآخر كأستراليين مهما كانت خلفية الواحد منَا أوربيا أو شرقيا … لأن الطريق الوحيد للتعايش السلمى هوالتسامح والتناغم
وأخيرا وليس آخرا … هنيئا لجميع الفائزين ومبروك لأستراليا . ولا بد وأن أشير الى أن الحفل كان رائعا ، وخصوصا أنه أتاح فرصة للحاضرين من الشباب التعَرف على التعدددية وكما قال سكرتير النادى الفلسطينى روبرت ضبيط : ” نحن الحاضرون أيضا فائزون بحضورنا هذا الحفل الفريد
10/4/2013 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاريخ