(Q & A) (الإيمان والمحبة فى برنامج (كيو أند أي

 By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

دُعيتُ فى الأسبوع الماضى لحضورالبرنامج التلفزيونى (كيو أند أي) فى قناة (إي بي سي) ، والذى يديره الصحافى المعروف تونى جونز ،  ولما كان الموضوع عن “الإيمان والمحبة ”  …  فرأيت أنه يستحق الحضور ولا مانع من المساهمة والمناقشة اذا أمكن … خصوصا وأن هذا الموضوع بالذات هو العمود الفقرى الذى ترتكز عليه أعمالى الفنية المعاصرة … وما أنشدُهُ فى الفن التجريدى المعاصر … كما وأن ضيوف هذه الحلقة كانوا من فئات متنوعة من ذوى العقائد اللاعقائد … منها مطران الكاثوليك فى بريزبن مارك كولوريدج ، ومدير جامعة جريفيت فى قسم البحوث والدراسات الاسلامية الدكتور محمد عبد الله ، والشاعرة الغنائية اليهودية المُلحدة ديرا كونوى … والراهبة البوذية روبينا كورتنى ،  والممثل الكوميدى المثلى الملحد جوش توماس

كان هذا الحضور بمثابة شريحة متنوعة هى أقرب ما تمثّل المجتمع الاسترالى المعاصر المختلف الثقافات والديانات والجنسيات والعقائد … فكانت نسبة المسيحيين %48 ، والمسلمين %8 ، واليهود %6 ، والملحدين  32 % والبوذيين %4

ولما كانت مدة البرنامج هى ساعة واحدة فقط … فلم يكن هناك متسع للإجابة على جميع الأسئلة بإسهاب … وان كان هناك بعض الاستطراد والتطويل فى بعضها وربما سمح ذلك لوجود بعض الثغرات والنقائص والمتناقضات ، وان كان هذا أمرا طبيعيا … لأن مناقشة هذه المواضيع العويصة تحتاج الى كثير من التحليل والتمحيص والتعمق فى الفلسفة القديمة والمعاصرة.  ومهما كان فالشئ الجميل هو أنه لابد وأن يخرج المشاهد بحصيلة ذخيرة من المعرفة – من الناحية الإيجابية على الأقل – حيث أن النظرة الشاملة والسائدة هى فى النهاية إيجابية مائة فى المائة … لأنها تعالج فكرة ” الإيمان والمحبة ” … والتى لايمكن أن تقوم إلا على أسس الإخاء والتعايش السلمى فى تناغم وسلام … والتى تُبنى فقط على القيم السليمة .

فمن المواضيع التى طرحها البرنامج … منها ما يتعلق بقضية الخَلق ، والسماء وماذا يحدث فى السماء ، والفضائل المستقاة من الانجيل المسيحى فى العهد الجديد والتوراة اليهودي فى العهد القديم . كذلك العزوبية فى الرهبنة فى الكنيسة الكاثوليكية ، ومعنى الجهاد فى الإسلام … وكيف يتعاطى الدين الإسلامى مع قضية زواج المثليين المسلمين … كل هذه المواضيع وغيرها لايمكن أن ننكر أنه قد أصبح لها حضورٌ جذرى وسائد فى المجتمع المعاصر الذى نعيش فيه … وبالتالى يحتم على أفراد هذا المجتمع مواجهة الحقيقة العارية من أجل معالجة هذه الأمور التى تهم المواطنين الاستراليين على إختلاف أجناسهم ومعتقداتهم … وإن أكثر ما يُلفت النظر فى هذا البرنامج هو الميول الديمقراطية الحرة التى تُشجع المشاهد على حرية الحديث الجرئ والمناقشة الفلسفية التى يمكن أن تكون مُجدية … والمهم هنا هو محاولة التحليل المنطقى فى البحث عن الحقيقة .. والأهم من ذلك.. هو الوصول الى التكاتف الناتج عن كشف الأسرار من وراء الحقيقة الخفية … ألا وهو فى مقدمتها “السَر العظيم ” نحو استيعاب مفهوم ” الانسانية ” ومحبة البشرية لبعضها ” من أجل أن تخفف من حدة الأزمات والمآسى التى يعانى منها المجتمع مثل التعصب الدينى أو الطائفى أو العنف . فمهما كان الفرد مؤمنا أو ملحدا ، مسيحيا أو مسلما أو يهوديا أو بوذيا ، أو غيره ، بعقيدة أو بغير عقيدة ،  فالمهم إذن هو المعاملة الفردية تجاه “الآخر” ومحبة “الآخر” واحترام “الآخر” بغض النظر عن أساس العرق أو الجنس أو الدين … لأن احترام “الإنسانية ” يؤدي إلى رقي الشعوب ، ويرفع ويهذب من “الأنا العليا” ، وهذا ما يجب أن ينشده الإنسان منا نحو أخيه الإنسان قي هذا العصر .