رسالة نيافة المطران الدكتورعطا الله حنَا فى زيارته للمهجر فى سيدنى

By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

في يوم الجمعة الماضي حظيت الجالية الفلسطينية والعربية في لقاء حار مع نيافة المطران الدكتورعطا الله حنا بزيارته المباركة من القدس إلى سيدني ، والذي قام بتنظيم الترحاب أعضاء لجان الناجي الأسترالي الفلسطيني واتحاد عمَال فلسطين . ومن المعروف أن المطران د.حنا فلسطينى الأصل ، وهو المدير المتحدث العربى باسم البطريركية الأرثوذكسية ، كما وأنه يتميز بمواقفه الوطنية والقومية تجاه حقوق الإنسان ، وبدوره الفعَال فى العمل على المصالحة بين الأديان وتذويب الطائفية والتعصب وتقوية الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلميين . ومما لاشك فيه أنه هو الناشط الدءوب فى مساندة القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين والعمل من أجل العودة الى أرض فلسطين

وقد ألقى المطران د. حنا كلمته الجليلة على الحضور ، فجاءت تحمل بين طياتها نسمات القداسة القادمة من القدس ، ورأيت أن أنقل للقارئ بعضا من مقتطفاتها ، فهو يقول : ” أتيت لكم من شعب كنيسة القيامة التى نصَلى فيها صباحا ومساء … فأنا أحمل اليكم رسالة مسيحية مشرقية عربية فلسطينية . “

ما أجمل هذه الكلمات التى تنمَ عن روح الأصالة الراسخة الجذور ألا وهى جذور الإنتماء الروحى والوطنى والقومى . والأجمل من ذلك قوله : ” إن المسيحية فى بلادنا (فلسطين) ليست عنصرا دخيلا أو غريبا أو مستوردا ، وإنما هو عنصر بسيط يذكرنا بأن المسيح وُلد عندنا … وعاش عندنا … ومات عندنا … وقام عندنا … وأن مدينة القدس بقيامتها وكنائسها ومساجدها هو الذى نفكر به دوما وترنو اليه نفوسنا فى السجود والصلاة والسلام . “

ومن ضمن الرسالة التى يحملها لنا نيافة المطران ، لشعبنا فى المهجر وفى أنحاء العالم هى رسالة هامة وذو قيمة عالية لا يفهم مضمونها إلاَ ذوى العقول المفكرة والتى تحبَ مصلحة الوطن ، فهو يبعث فى نفوسنا روح التضامن والوحدة وعدم الإنقسام على أنفسنا ، وعلى حدَ قوله : ” إن عالمنا العربى يمرَ بمرحلة عصيبة تشهد مرحلة جديدة ، وان هناك يدَ تلعب فى الخفاء من أجل تحويل المنطقة العربية الى ساحة دمار وتشرذم من أجل أن يصير العرب مسيحيين ومسلميين مشردين . ” واستمر قائلا :” كفانا أن نذكر ما يحدث اليوم فى مصر وسوريا وغيرها من جرائم وأحداث أليمة تستهدف المسيحيين باسم الدين وهم أبرياء من الدين ، وإن كل من يفعل ذلك هو ليس صديقا لفلسطين ، وليس من محبَى مصلحة العرب … فكفانا دمارا وحروبا وإرهابا وتقتيلا . “

كما  وأشار المطران الى الحلم الكبير الذى يسكن فى قلوب الفلسطينيين ، ألا وهو العودة الى الوطن وتحرير الأرض وانهاء الإحتلال فى ظل بناء دولة مدنيَة ديمقراطية بغض النظر عن الإنتماء الديني أو غيره …لأن الشعب الفلسطيني الشعب الفلسطينى يرفض العنصرية ويحترم حقوق الإنسان كمواطن ، كما ونتمنَى أن يستتَب الأمر فى  مصر وسوريا وغيرها وأن تلتقط الأمة العربية أنفاسها من جديد . هذه بعض من خصائص الرسالة التى يحملها لنا نيافة المطران الدكتور حنا من بلاد القدس ومن أرض السلام

إن هذا المطران النادر من نوعه وهو واحد من رجال الدين الذى يرتدى أثوابا بعضها فوق بعض ، فهو لا يلبس عباءة الكنيسة فقط … وإنما أثوابه ترمز الى انتمائه الى عالم اللاهوت وعالم السياسة وحب الوطن ومقاومة الإحتلال والتعلق بالجذور والدفاع عن الحق وتقارب الأديان … وكل هذه تتفاعل مع بعضها من أجل هدف مشترك ألا وهو الحرية والعودة الى أرض فلسطين والتعايش السلمى فى ظل الوحدة العربية .  ولاشك أن صوت المطران هذا هو صوت الضمير الحَى الذى ينادى بعدالة حقوق الانسان فى عصر بات عسيرا على الانسان أن يكون إنسانا ، فهو يريد أن يصحح ” الإعوجاجات ” كما قال … وأن يأتينا بنسيج جديد لعَله يُقوَم بعض الأخطاء التى يرتكبها الآخرون من أجل المصلحة العامة . وإننى هنا كمواطنة مستمعة  أخط هذه السطور … وأنا أكنَ كل محبة وتقدير واحترام الى سيادة المطران ، وإن كان قلبى يعتصره الألم على ما يجرى فى الوطن العربى

من تشقق وإنقسام وهدر دماء … فى مصر … وفى سوريا ( المعلوله ) … وفى غزة من انشقاق بين فتح وحماس واللائحة طويلة … انه يعزَ علينا كثيرا نحن الفلسطينيون … الى متى نظل نئن ونتوجع … وقد انهكنا تعب الحروب طيلة 65 عاما من جرَاء النكبة ، وعشرين عاما منذ بدء مفاوضات السلام ونحن نسير بلا مصير !  ورغم ذلك ما زلنا نوُمن بأنه من وسط الظلام والكثيف ينبثق شعاع الأمل ولذا فنحن نأمل بأن تتحسن أمور البلاد العربية الى الأفضل وأن يعم التضامن والتعاون بينها … لأن طبيعة العصر الحاضر يدعونا بالضرورة الى المناداة بتحريرالعقول من البراثن الخبيثة وأن يحل محلها المحبة والتآخى من أجل مصلحة الوطن … وهنا لا يسعنا نحن أبناء شعب المهجر فى سيدنى الى أن نضم صوتنا الى صوت سيادة المطران الدكتورعطا الله حنا ، كما ونريد المزيد من هذا النوع من أجل يقظة وطنية ملحَة

  9/9/2013 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاريخ