By Marcelle Mansourبقلم مارسيل منصور
هكذا هم شباب فلسطين…كانوا أغنياء في الفكر والفن والابداع…ولكن ظروف الحرب كادت أن تطمس كل المواهب حتى أصبحت أجواؤها وكلماتها وأنغامها شيئا مغلقا وشبه مدفون أو غير مرئي…وكأن الابداع الفلسطيني بات سوداويا مغلقا بمسحات من الحزن والضياع ومرارة الاحتلال…هذا وإن كان دائما يحمل في نبضات قلبه خفقات الأمل والتحرق شوقا إلى نيل الحرية والعودة إلى ديار الوطن.
ولكن اليوم ومع شروق نجومية محمد عساف، عندليب فلسطين، يتحول الجو الإبداعي إلى ربيع دائم الاخضرار ليعطينا الأزهار الجميلة والثمار اليانعة والجواهر النادرة والتي تضيف الى أصالة وزهوة تراثنا ذخيرة من الآمال الجديدة والثراء والجمال.
شارك النجم المتألق محمد عساف في حفل افتتاح ” كونغرس الفيفا 64 ” , وتمَ تقديمه باسم فلسطين وهو مرتديا الكوفية الفلسطينية ، وقدم المونديال أغنيته الجديدة ” يلاّ يلاّ يا شباب ” من انتاج البلاتينيوم ريكوردز، والتي تم تحضيرها وإطلاقها خصيصا للمناسبة كما وساهم الجمهور بكتابة كلماتها بالتعاون مع الكاتب نزار فرنسيس والملحق ميشيل فاضل والمنتج الأمريكي العالمي رودني جيركنز وإن هذا الحدث التاريخي يجعل الفنان الفلسطيني محمد عساف أول مطرب عربي على الاطلاق شارك في حفل عالمي ضخم ” الفيفا ” 2014 ، فقد وصل صوته الى ملايين البشر، فاحتل قلوب العالم العربي منذ كانت قفزته السريعة الهائلة من الغناء في حفلات غزة المتواضعة الى طريق الشهرة خصوصا بعد أن أصبح نجما ساطعا يلمع فى سماء الفن بعد فوزه ببرنامج عرب أيدول 2013
ولد محمد عساف في سبتمبر 1989 في فلسطين لأبوين مهاجرين بعد نكبة .1948
والدته من قرية بيت دارسه ووالده من بئر السبع ، حيث استقرا في مخيَم خانيونس للاجئين في غزة عندما كان في الرابعة من عمره ، ووالدته انتصار وهى مدَرسة الرياضيات عملت على تنمية الموهبة الموسيقية لدى محمد عساف منذ الخامسة من عمره والتي صقلها بالممارسة والتدريب . وبعدها اكتسب عساف شعبيته على نطاق واسع بين الفلسطينيين وجميع أنحاء العالم العربي من خلال أدائه الممتاز للأغاني العربية والأناشيد الوطنية التي تخدم القضية الفلسطينية … وتعتبر مسيرة عساف مليئة بالإنجازات حيث قام بإحياء حفلات عديدة في خلال عام واحد. وقام بجولتين فى الولايات المتحدة وكُرم فى أهم الأماكن الدولية، وقد تعددت الألقاب التي نسبت اليه…ذكر منها لقب ” الصاروخ ” من قبل المطرب اللبناني راغب علامة في العام الماضي 2013، ولُقب ” سفير النوايا الحسنة للسلام ” من قبل وكالة الأونروا، ولقب ” سفير الثقافة والفنون ” من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس كما ومنحه مزايا دبلوماسية … وقبل كل هذا ” عندليب فلسطين “، واليوم لقب ” فخر فلسطين ” . لقد شاهد الملايين من الناس أداء عسَاف الرائع فى أغنية ” يلا يلا ” في اليوتيوب ، فبعد انتهائه من الأغنية قدَم الشكر للجميع وأنهى كلمته العذبة بعبارة رائعة قائلا : “تحيا فلسطين ، فيفا بالستين” ، وفى هذا السياق أعتقد أنها مناسبة هامة لأن يحتفل الجمهور الفلسطيني والعربي بنجوميته لأنه تخطى اليوم بأغنيته كأس العالم + 360 عساف عبر قناة البلاتونيوم على موقع يوتيوب العالمي، المليون مشاهد في أسبوع واحد وكم كان جميلا أن يشاهد الجمهور فى كل أنحاء العالم ملصقات من صور عسَاف على مدرجات ملعب كوريينثيانز أرنيا في ساوباولو، والأجمل من ذلك أن نري كيف استطاع هذا الشاب الفلسطيني الوسيم الطلعة أن يلهب المواقع الالكترونية وأن يختطف قلوب وأنظار المعجبين على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها حيث تفاعل الجميع على مشاركة النجم وعبَروا عن اعجابهم لفنه ومساندته لوطنه حيث هتف الجميع ” كلنا معاك يا محمد عسَاف الى فلسطين “. وأود أن أذكر هنا أن ريع هذه الأغنية يعود لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
ان هذا النجاح المتألق هو قفزة سريعة وهائلة تخفق لها القلوب لأنها تضفى روعة البهجة وتبعث نشوة الفرحة في نفوس الشباب الفلسطيني الذي أضناه ويل الحرب وعذاب الاحتلال.
محمد عسَاف هذا الاسم الفلسطيني اللامع الذي تأَلق في عنفوان الشباب ، والذى حلقَ في سماء أمريكا وألمانيا والبرازيل من أجل أن يسمع العالم صوت الحياة والحرية وأن يعرف أن هناك في فلسطين أطفال وشباب يعشقون الحياة، وينتمون للأمل، ويرسمون على شفاههم ابتسامات الحب والتفاؤل، ويرغبون في العيش الرغيد، ويحلمون في بهجة الهناء ونعيم السلام في ظل حياة طبيعية مستقرة. هنيئا لهذا الشاب المبدع، وإلى مزيد من التألق والنجومية يا عندليب فلسطين ويا فخر فلسطين
16/6/2014 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود كلمة عابرة ، بقلم مارسيل منصور بتاريخ