By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور
حضرت ندوة (الوئام العالمي بين الأديان للأمم المتحدة 2016) خلال الاجتماع الدوري لسفراء السلام في سيدني الذي أقامه الاتحاد العالمي للسلام في استراليا ، في الأول من فبراير شباط من العام الجاري . ومن المعروف أن الأمم المتحدة قد عيّنت الأسبوع الأول من شهر فبراير من كل عام على أن يكون أسبوع الوئام العالمي بين الأديان
ولا بد وأن أذكر هنا شيئا من التاريخ – من أجل المعرفة – حتى لا يغيب عن بالنا … أنه قد تمّ اقتراح أسبوع الوئام العالمي بين الأديان لأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر 2010 من قبل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن . ثم قررت الأمم المتحدة بالإجماع في 20 أكتوبر 2010 أن يتم الاحتفال به منذ ذلك الحين فصاعدا في الأسبوع الأول من فبراير “أسبوع الوئام العالمي بين الأديان”، وذلك من أجل مبادرة التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان باعتباره وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن دينهم ، والتي بدأت بوادرها في عام 2007 ، حيث دعا القادة المسيحيين والمسلمين إلى الدخول في حوار مبني على اثنين من الوصايا الدينية الأساسية المشتركة ؛ محبة الله ، ومحبة الجار، حيث تعتبرهذه الوصايا محورالديانات التوحيدية الثلاث دون المساس بأي من المبادئ الدينية الخاصة بهم ، وبالتالي توفير قاعدة صلبة من أجل العمل المشترك على حب الخيروالانسجام والتعاون بين الناس من ذوي النوايا الحسنة وانتشار رسالة الانسجام بين الأديان وحسن النية في الكنائس والمساجد في العالم ، والمعابد اليهودية وغيرها من أماكن العبادة ، على أساس طوعي وفقا لتقاليدهم الدينية الخاصة بهم وبحضاراتهم وثقافاتهم ، من أجل أن تصبح هذه المجموعات على بينة من بعضها البعض ، وتعزيز حركة البناء من خلال العلاقات المتبادلة على أن تفوق بكثير الخلافات لديهم ، وبالتالي توفير جرعة قوية من السلام والوئام في مجتمعاتهم
كما أود أن أشير أيضا إلى مدى إعجابي بتلك الندوة ، والتى ابتدأت بكلمة الرئيس غريغ ستون حيث قال : “إن وجودنا هنا كسفراء للسلام ، وقد جئنا من جميع أنحاء العالم من أجل أن نعمل على تشجيع عائلة واحدة من جميع الأديان في ظل الله الواحد ، لنسعى سويا نحو الخير والوحدة وكسر الحواجز ، ولذلك ينبغي لجميع الديانات العمل معا لمعالجة مسألة الصراعات وتحقيق السلام قي العالم
كان ضيف الندوة الدكتورغريغ جونز النائب العام لهيئة سوكا جويغ العالمية الاسترالية ومدير المحافظة على السلام والثقافة والتعليم الخاصة بهم ، فتحدث عن دور ديانة البوذية في صناعة السلام ، والمسئولية الملقاة على عاتقنا نحو بعضنا البعض وتجاه الإنسانية ككل ، على أن نتجاوز التطرف نحو مصالحنا ونعمل على مساعدة الآخرين خصوصا أن الاكتئاب هو مشكلة كبيرة في هذا البلد وبلدان أخرى . ثم تلاه السيدة آن لينيون من مركز كولومبان ومعهد السلام والعدل وشبكة البيئة ، حيث تحدثت عن الأهداف الملحة في المشاركة المتبادلة للتقاليد الدينية بشأن البيئة والدفاع عنها
حضرت الاجتماع الشهري كالمعتاد ، وأعجبني الموضوع وفحواه ! وقد أثار دهشتي الحضور المتنوع من سفراء السلام ذوي الخلفيات المتعددة – باستثناء الخلفيات العربية – مع أننا نحن ذوي الأصول الشرق أوسطية في أشد الحاجة إلى هذا النوع من المعرفة ، لان التفاهم المتبادل والحوار بين جميع الأديان والمعتقدات يشكلان بعدين هامين من ثقافة السلام باعتبارها وسيلة لتعزيز الانسجام والتعاون بين جميع الناس بغض النظرعن أجناسهم ودياناتهم ، خصوصا في خضم البحرالهائج بالأزمات السياسية والدينية ، والتعصب والإرهاب ، والمشاكل الاجتماعية والإنسانية المضطربة وغيرها في هذا العصر المحيّر . ثم قلت في نفسي … لم يكن ليبدو لي غريبا أن يتغيب الحضور العربي عن هذا الحدث … وكنت أود لو حضر البعض منهم … للاشتراك في معمعة النقاش الواسع المتعدد الجوانب ، من أجل التقارب في تبادل الآراء ، وتذويب التنافر في اختلاف وجهات النظر ، والعمل على تشجيع طريقة منهج التفاهم والاحترام بين الأديان والاجيال ، وقبول وتقبل “الآخر” ، من أجل العمل على تضميد جراح العنف ، ورأب الصدع بين الجماعات الدينية والطائفية ، وتحدي الصراع الثقافي ، وتغيير حياتنا للأفضل ، و بناء السلام في العالم