بقلم مارسيل منصور
أقام النادى الفلسطينى حفل عيد الأم في السابع من مايو أيار في قاعة النادي بغيلفورد على شرف الدكتورة فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم القادمة من فلسطين المحتلة ، بدعوة من قبل وزارة الشؤون الخارجية والتجارة ، في زيارة خاصة ، بمرافقة السيدة لوسي كارلسن من كانبيرا ، و بحضور الدكتورعزت عبد الهادي سعادة سفير فلسطين في أستراليا ، و السيد كال عصفور رئيس بلدية بانكستاون ، و السيد سليمان اسكندر رئيس بلدية ماركفيل ، والسيد أحمد أيوبي رئيس الحزب السوري القومي ، وممثلين عن أجهزة الإعلام المحلية ، وفعاليات من الجالية الفلسطينية واللبنانية والعربية .
قدمت فقرات الحفل السيدة ماغو شاهين ، وألقى السيد جميل بطشون رئيس النادى الفلسطينى كلمة مختصرة مفادها أن فلسطين كانت وما زالت وستظل الأم العظيمة للشعب الفلسطيني المناضل حتى النصر .
ثم ألقى الدكتورعزت عبد الهادى خطابا مسهبا ومؤثرا تحدث فيه عن أمه فقال : “إن حب والدتي لوطنها الأم فلسطين ، هو الذي أثر في نفسي وشكل حياتي ، ولهذا فأنا لا أستطيع أن أوفيها حقها كاملا من الشكر بأي ثمن . إن أمي – هدى – قد تزوجت من ابن عمها – صلاح – عندما أينعت في صباها في الخامسة عشرة من عمرها ، إلتحقت بالدراسة في عام 1954 في مدرسة وكالة الغوث لإرضاء طموحها حتى عملت في مهنة التدريس في مدينة نابلس ، حيث كانت بداية التحول السياسي في حياتها ، خصوصا وأن الكثير من الطلاب في عمرها كانوا قد حرموا من التعليم بسبب النكبة . ومن هنا ترى والدتي قد وجدت نفسها ، ومن كلماتها التي تبقى أبدا معي ، “شعوري بالانتماء تبلور . لم يكن من الممكن أن أجلس في برج عاجي بعيدا عن واقع النكبة بينما أرى كل ما يحدث من حولي .” رغم أن التعليم السياسي كان محظورا إلا أن النضال الوطني كان جزءا لا يتجزء من تاريخ فلسطين ، وأن التعليم في مفهومها أقوى من السلاح والحجارة . فإني ما زلت أذكر ولا يمكن أن أنسى عندما قبض عليها الجنود الإسرائليين وعملوا على ترحيلها إلى الأردن في عام 1969. لقد أهدتني أمي ثلاثة أشياء متصلة ببعضها مثل الخيوط ذات النسيج المتكامل ألا وهي : الإيمان العميق بفلسطين ، ألإلتزام من أجل حياة أفضل للفلسطينيين ، وحقنا ونضالنا من أجل الحرية . “
ثم استهل السيد سليمان اسكندر كلمته بالإقرار عن الإعتراف بسكان الارض الأصليين لأستراليا ، ورحب بالضيفة الدكتورة بابون وتحدث عن توأمة ” ماركفيل ” مع ” بيت لحم ” ودورها الفعال في التبادل على المستوى المهني .
وكان حديث الختام للدكتورة بابون ، وقد غلب عليه مسحة من الطابع الوطني والديني والعاطفي ، فقالت أن الأمومة العظيمة تتمثل بأمنا العذراء مريم ، وكذلك أمنا الأرض فلسطين . من كلماتها ” اننا نحتفل بعيد الأم ويوم الأرض لأن الأم الأرض ما زالت قداستها تعلو الفضاء والسماء … العدالة ما زالت تصدح وتنادي أراضي المعمورة … لم يكن سهلا أن أخاطبكم وأنتم أبناء فلسطين في منطقة أخرى بعيدة عن أرض الوطن . وقد قال محمود درويش : أتسأل عن ما معنى الوطن ؟ الوطن هو رائحة البيت ، الوطن هو رائحة الخبز والزعتر والزيتون . “
وبعد انتهائها من الكلمة قدمت الدكتورة بابون هدية أيقونة السيدة العذراء أم السلام ، كما وقدم لها كل من السيد جميل بطشون عن النادى الفلسطينى ، والسيدعبد القادر قرانوح عن اتحاد عمال فلسطين هدايا تذكارية .