رحيل الفيلسوف المبدع رائد مدرسة”علم نفس الإبداع”د. مصطفى سويف

بقلم موريس منصور

منذ أيام تصفحتُ جريدة الأهرام بتاريخ 2/7/2016 وإذ بى أُفاجأ تحت ” هوامش حرّة ” لأحد كتاب جريدة الأهرام الدائمين الأستاذ فاروق جويدة بمقال ” ورحل د.مصطفى سويف ” . لقد هّزنى هذا الخبر المؤلم حيث كان الاستاذ د. الراحل أحد أساتذتى بجامعة القاهرة ، وقد تتلمذ على أيدى د. يوسف مراد  أستاذ علم النفس ، د. مصطفى زيور  فى ذلك الوقت . وقد زادنى ألما عندما تذكرت بكل فخر أكثر أساتذتى الأفاضل د.زكريا ابراهيم ، استاذ المنطق الوضعى د.  زكى نجيب محمود ، د.توفيق الطويل ، د.الخشاب ، د.عثمان أمين ، د. رشاد رشدى .. الى آخر قائمة علماء الفلسفة والنفس والاجتماع واللغة الإنجليزية  وغيرهما.  وأخذتنى الذاكرة وكأننى أجلس فى غرفة البحث بجانب زملائى الطلبة نستقى من هؤلاء الفطاحل الأفاضل الذين تخرجوا من جامعات أوروبا وأمريكا ليضعوا بذور العلم وجذور الفهم فينا . إن هؤلاء الأشجار التى لن تموت ولن تعّوض أبدا على مدى الدهور قد كُتبت أسماؤهم فى التاريخ . لقد كتب الأستاذ فاروق جويدة نبذة صغيرة ملخصة عن استاذنا الجليل الراحل د. مصطفى سويف هذا نصها :

هوامش حرة

ورحل د. مصطفى سويف

فاروق جويدة

رحل فى هدوء عالمنا الجليل د. مصطفى سويف أستاذ علم النفس وصاحب أقدم المدارس المصرية فى التحليل النفسى .. رحل أول باحث يدخل منطقة الإبداع ويحاول ان يكشف خباياها واختار الشعر ديوان العرب وأقدم فنونهم ليكون مجالا لدراساته النفسية .. حين اختار د.سويف هذا الجانب فى الدراسات النفسية كان رائدا فيه خاصة انه اختار الشعر وحاول ان يغوص فى المواهب المبدعة من الشعراء من خلال المنهج العملى التجريبى بحثا واستنتاجا وتحليلا وكان هذا أمر جديد على الشعر والدراسات النفسية .. كان أستاذا من أشهر الأساتذة فى كلية الآداب جامعة القاهرة ورغم اننا كنا ندرس الصحافة إلا إننا كثيرا ما تسللنا إلى محاضراته فى علم النفس كما كنا نتسلل إلى بقية الأساتذة الكبار فى هذا الزمان رشاد رشدى وزكى نجيب محمود ومحمد انيس والخشاب وشوقى ضيف وسهير القلماوى وزكريا ابراهيم .. كان زمانا سخيا فى كل شىء علما وثقافة وتأثيرا.. كان من رموز هذه النخبة د.سويف وهو الذى انشأ أكاديمية الفنون وكان أول رئيس لها وقد كان نموذجا للمثقف الموسوعى كان عاشقا للشعر والأدب باحثا فى العلوم الإنسانية ابتداء بعلم النفس وانتهاء بعلم الاجتماع وكانت له دراسات عميقة فى الإدمان والمخدرات وهذه الأمراض التى حملتها لنا الحضارة تحت ثياب المدنية والمعاصرة ومنذ سنوات رحلت رفيقة مشواره د.فاطمة موسى أستاذة الأدب الانجليزى وواحدة من مؤسسى قسم اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة .. فى السنوات الأخيرة كان أحيانا يشارك رغم سنوات العمر التى تقدمت به فى اجتماعات المجلس الأعلى للثقافة وكان يصر على الحضور رغم ظروفه الصحية الصعبة .. لقد أضاف د. سويف للمكتبة العربية مجموعة ضخمة من الكتب والدراسات فى علم النفس والاجتماع وأسس مدرسة فى التحليل النفسى للشعر والشعراء كانت ومازالت إضافة فريدة فى هذا المجال .. فى كل يوم تفقد الثقافة المصرية علما من أعلامها الكبار الذين أضاءوا عقل هذه الأمة ووضعوا مصر فى مكانها ومكانتها دوراً وتاريخاً ومسئولىة .