بقلم مارسيل منصور
أقوال د. نبيل شعث
“وهذا كل ما حصدوه الفلسطينيون من اتفاقية أوسلو التي جلبت الكوارث … منذ عام 1994 “
“إن الفلسطينيين اليوم يتطلعون إلى العودة بنسبة 22٪ من مساحة الأراضي و إقامة دولة فلسطين على أسس السلام الحقيقي وخلق مجتمع علماني ديمقراطي “متسامح .
“إن تدمير سوريا وخلق الملايين من اللاجئين والإرهاب قد يعتبر جزء من تغيير العالم … تفسيره بأنه نتيجة لعدم إيجاد الحلول لقضية فلسطين ”
“وبما أن إسرائيل ترفض حل دولة واحدة ، فكان ولا بد لنا من أن نختار حل الدولتين ، وإني لا أرى أن هناك أي حلآخر”
“نأمل من أستراليا المساعدة في إحياء عملية السلام ، ودعم حقوق الفلسطينيين ، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة علمانية ديمقراطية تقدمية.”
أقامت الجاليه الأستراليه الفلسطينيه احتفالا باليوم الوطني الفلسطيني في فندق وستين سيدني مارتن بلاس في السابع عشر من نوفمبر 2016 ، برعاية سعادة سفير دولة فلسطين لدى كانبرا الدكتورعزت عبد الهادي . حضر الحفل كم هائل من نواب البرلمان و أعضاء مجلس الشيوخ ، والسفراء ، ورؤساء الجمعيات والأحزاب ، ومن ممثلي الجاليات الاسترالية العربية والعرقية ، وممثلي الإعلام ، وحشد من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية ، والمتضامنين مع القضية الفلسطينية .
الحضور من نواب البرلمان و أعضاء الشيوخ والسفراء كما يلي :
تريفور خان- ممثلا عن حكومة نيو ساوث ويلز ، لوك فولي- زعيم المعارضة العمالية في نيو ساوث ويلز ممثلا عن رئيس حكومة الولاية مايك بيرد ، السيد شوكت مسلماني- عضو المجلس التشريعي ، السيد جهاد ديب- وزيرالظل للتعليم ونائب منطقة لاكمبا ، أنتوني ألبنيز- عضو غرايندلير حزب العمال الأسترالي ، كريستوفر بيان- وزير الدفاع عضو استورت عضو مجلس النواب الليبرالي ، سناتور ديبورا أونيل- نيو ساوث ويلز حزب العمال ، السناتور ريانون لي- حزب الخضر في ولاية نيو ساوث ويلز ، جوليا فين- عضو المجلس التشريعي جرانفيل ، الدكتور هيو ماكديرموت- المجلس التشريعي النائب عضو بروسبيكت ، والتر سيكورد- عضو المجلس التشريعي حركة تحرير الكونغو ، وزير الظل للصحة والفنون ، ديفيد شوبريدج- عضو المجلس التشريعي حزب الخضر ، ليندا فولتز ، إرنست وونغ ، لوري فيرجسون النائب السابق ، بيرني فارلي سكرتيرالاتحاد البحري ، مارك موري -الأمين لنقابات نيو ساوث ويلز ، تارا موريارتي أمين قسم الضيافة والخمور ، سعادة السفراء: د . عزت عبد الهادي سفير دولة فلسطين ، نجيب البدر- سفير دولة الكويت ، ناصر بن حمد علي خليفة- سفير دولة قطر، نبيل الصالح – سفير المملكة العربية السعودية ، خالد محمد- سفير الجمهورية العربية ، كريم مدرك – سفير المملكة المغربية . ومن رجال الدين : المطران جورج براونينج أسقف أبرشية الكنيسة الأنجليكانية ، والكاهن ألأب عزيزعبوي من الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية .
بدأالحفل بالنشيدين الوطني الأسترالي والفلسطيني ، وقدمت البرنامج ماريان برجيل وكانت الكلمات الملقاة كما يلي:
توج هذا الحدث خطاب مسهب عبر فيديو (سكايب) من قبل الدكتور نبيل شعث المفوض الفلسطيني للعلاقات الدولية و وزيرالخارجية الفلسطيني السابق ، الذي اعتذرعن حضوره لأستراليا وعدم تمكنه من التحدث مع أبناء الجالية الفلسطينية وجها لوجه ، بسبب انشغاله في المؤتمر.
د. نبيل شعث : تحدث د. شعث عن مباحثات السلام منذ بدء توقيع اتفاقية عام 1993، والأمل الكبير الذي غمر السلطة الفلسطينية بأنه سيتم تسليم الإتفاقية في غضون ثلاث سنوات ، وفي خلال خمس سنوات يتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة بموجب حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وللأسف فإن السلام لم ينجح ، ومازالت فلسطين تئن تحت نير الإحتلال وتحت سيطرة الجيش الإسرائيلي ، الذي قام بتدمير البنية التحتية وفصل غزة تماما عن الضفة الغربية ، ثم الإستيطان الغير الشرعي في الضفة ، آخذا في الاعتبار الإفلات من العقاب . فمنذ معاهدة أوسلو حتى اليوم – خلال 24 عاما – فبدلا من إنهاء الاستيطان وإنهاء الاحتلال ، ارتفع عدد المستوطنات من 160 ألف إلى 700 ألف ، أي بمعدل ثلاث مرات أي 62٪ من منطقة الضفة الغربية والتي يسكنها اليوم 400 ألف مستوطن إسرائيلي ، و100 ألف فلسطيني فقط . ففي الواقع قد أصبحت ثلثي الضفة الغربية مستعمرة إسرائيلية . وأن 92٪ من موارد المياه في الضفة الغربية يستخدمها المستوطنون الاستعماريون في حين يستخدم الفسطينيون 8٪ فقط رغم أن عددهم أربعة ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة . لذلك” فإن الفلسطينيين مطضهدون ولا يتمتعون بحق المواطنة في بلادهم ،” وهذا كل ما حصدوه الفلسطينيون من اتفاقية أوسلو الني جلبت الكوارث ، ولم تحقق أيا من الإلتزامات التي وقعت عليها إسرائيل منذ عام 1994. “
رغم ذالك تحقق بعض الإنجازات زمن حكم رابين عندما تم إعادة 200 ألف فلسطيني وانسحاب الإسرائيليين من المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء القدس ، وتم تشكيل حكومة ودستور ومؤسسات ، وإنشاء 159 مدرسة في العام ، وبناء 45 جامعة ، و 11 كلية ، إلي جانب بناء المستشفيات والأماكن الصناعية ومطار و ميناء في غزة . لكن للأسف كل ذلك التعمير قد دمره الاحتلال الإسرائيلي . كما وأن كل جهود وثمارالسلام قد باءت بالفشل .
واستمر د. شعث في حديثه فقال: “إن الفلسطينيين اليوم يتطلعون إلى العودة بنسبة 22٪ فقط من مساحة الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) و إقامة دولة فلسطين على أسس السلام الحقيقي القائم على التعاون بين الفلسطينيين والإسرائيليين وخلق مجتمع علماني ديمقراطي متسامح ” ومواصلة المفاوضات التي بادرتها فرنسا مؤخرا على الساحة الدولية لاختيار مجموعة التفاوض التي ترافق الاسرائيليين والفلسطينيين لبدء التفاوض مرة أخرى في غرفة القرارات الدولية الشرعية ، وعدم التخلي عن الحقوق المشروعة وأيجاد الحلول الدولية .” إن تدمير سوريا وخلق الملايين من اللاجئين والإرهاب قد يعتبر جزء من تغيير العالم والقوة العالمية بما فيها الولايات المتحدة ، ولكن أيضا يمكن تفسيره بأنه نتيجة لعدم إيجاد الحلول لقضية فلسطين .” ولهذا يجب أن يكون هناك حلا ، وإني أرى أنه ليس هناك حلا أفضل من حل الدولتين .” “وبما أن إسرائيل ترفض حل دولة واحدة ، فكان ولا بد لنا من أن نختار حل الدولتين ، وإني لا أرى أن هناك أي حل آخر.” نحن الفلسطينيون نقطن في أرضنا ، والإسرائيليون يريدون البقاء فيها ، ولهذا فإن فكرة “حل الدولتين” بين شعبين يعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام ، هو الحل الوحيد القا بل للتطبيق في تحقيق مصير قضية فلسطين ، خصوصا وأننا نحن لدينا مشاكلنا الخاصة بنا ، وعلينا تحقيق وحدتنا الداخلية وبناء ديمقراطيتنا .” وبالتالي فإن عودتنا الكاملة للديمقراطية داخل الحزب السياسي العلماني هو أيضا بداية لانتخابات وطنية للمجلس التشريعي والانتخابات الرئاسية ، ولهذا فإن المحور الأساسي الذي نتطلع إلية هوصقل الديمقراطية ، ومن أهدافنا أيضا العمل على إعادة بناء اقتصادنا لأكثر استدامة ، وامتداد علاقتنا لبقية العالم .
لقد أصبح البحث عن الدعم لعملية السلام أمر شاق ومن الصعب جدا تحقيقه ، خصوصا وأننا نصبو للعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء برنامج الاستيطان الاستعماري ، وبناء مجتمع علماني ديمقراطي مزدهر وآمن وسلمي في فلسطين . ولهذا نحن نتطلع إلى أستراليا للحصول على هذا الدعم . لقد صرحت السلطة الفلسطينية بأن الحكومة الأسترالية والشعب الاسترالي قد ساهم في مشاريع هامة في فلسطين وساعدعلى إنشاء المؤسسات ، “ونحن نأمل من أستراليا المساعدة في إحياء عملية السلام ، ودعم حقوق الفلسطينيين ، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة علمانية ديمقراطية تقدمية “، لتعيش في سلام مع جاراتها، وليكن إنهاء الصراع وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط جزءا من أهداف الاستراليين . وإني ما زلت آمل ان استراليا سوف تشارك في مساندة الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه بأي عمل لتحقيق سلام حقيقي ، وأن تساهم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة حقيقية في ظل السلام والعدالة .
النائب تريفور خان قال في حديثه : “ إن الإقرار والإعتراف بالبلاد يمنحنا فرصة الإعتراف بالتاريخ وبأخطاء الماضي ، لأن هذا يبدأ بجزء من المصالحة عند كتابة أخطاء الماضي والحاضر.” وأضاف قائلا بأن المجتمع الأسترالي الفلسطيني في نيو ساوث ويلز ينمو باطراد على نحو يساهم في طبيعة المجتمع الأسترالي الذي يعتبر من أكثر المجتمعات حيوية وتنوعا في العالم ، ففي الأعوام ما بين 2006-2011 كانت الزيادة بنسبة 20٪ ، وتشير الإحصاءات إلى أن المواطنين في نيو ساوث ويلز قد جاءوا من 225 أماكن مختلفة من هذا الكوكب ويتحدثون أكثر من 200 لغة ويمارسون مايقارب 100 من الأديان المتعددة ، و لا شك أن التعايش في وئام هو من أعظم نقاط القوة لدينا ، وإن كان أيضا من أكبر التحديات التي تواجهنا. إن هناك عدد من الجمعيات الفلسطينية قدأثبتت انخراطها في المجتمع الاسترالي والحفاظ على تراثها ومساعدة المهاجرين في الإستقرار والحصول على الخدمات الحكومية . كما وأكد التزام الحكومة بالمساعدة ، فأشارإلى أن جميع أعضاء البرلمان الموجودين هنا الليلة قد يتفهمون التحديات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني . وقال أن رئيس الولاية في زيارته مؤخرا للأراضي الفلسطينية قد يعمل على تشجيع تبادل الأفكار والخبرات والعلاقات من أجل االنمو الإقتصادي .
لوك فولي زعيم المعارضة : ذكر أن في زيارته إلى لبنان مؤخرا بصحبة جهاد ديب وشوكت مسلماني وجوليا فين ، قد حضر خدمة الحرب في بيروت يوم الأنزاك ، وشاهد جدارالمقبرة بجانب مخيم “شتيلا ” للاجئين مما يذكر بالمأساة التي لا تنسى في عام 1982. وقد أذهله تواجد الحشد الهائل من الشعب الفلسطيني ، والذي يمثل نصف المليون هناك . وعندما ذهب إلى معسكر شتيلا في المنيا ، قدم إليه الفلسطينيون الكوفية الفلسطينية . ثم قال فولي بوضوح : ” عندما أصبحت زعيما عماليا ، ورأيت أن برلمان الدولة لا يفعل شيئا تجاه الفلسطينيين ، فكرت بماذا يمكنني القيام به على مستوى السياسة الخارجية للوقوف مع الشعب الفلسطيني ، وإني اليوم فخور بأن أقول أنني الزعيم الأول في الحزب في أستراليا الذي عمل على اعتماد السياسة الجديدة من نوعها ، والتي تؤكد على أي نائب في البرلمان عندما يبغي القيام برحلة دراسية إلى إسرائيل يجب قضاء فترة مماثلة من الوقت وعدد مماثل من الأيام في فلسطين للتحدث مع القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني للحصول على وجهات نظرهم فيما يحدث هناك .” كما وأكد تضامنه الدائم مع الشعب الفلسطيني وأن العلم الفلسطيني مازال يحلق في سماء بلفاست (مقر زوجته الايرلندية المولد) من أجل التذكير بالنضال الفلسطيني وبضرورة السلام العادل.
د.عبد الهادي سفير فلسطين: قال ان “اليوم الوطني الفلسطيني” هو فرصة للفلسطينيين للاحتفال معا بإنجازات الشعب الفلسطيني والعمل من أجل فلسطين . وتحدث عن أهمية الأمل عند الشعب الفلسطيني عن قول محمود درويش “بلا أمل نحن ضائعون”، وكان درويش قد عمل على تأليف “الاستقلال الفلسطيني” الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات في 15 نوفمبر 1988 .وأشاد بالإنجازات الفلسطينية التي تحققت مؤخرا على الساحة العالمية رغم العقبات العويصة التي لا حصر لها ، مثل هدم المنازل الفلسطينية وإقامة المستوطنات غير الشرعية وقتل الأطفال وعدد لا يحصى من انتهاك حقوق الإنسان . فقال على الرغم من هذه الصورة القاتمة فنحن نتحلى بالأمل ، وقد قامت مؤخرا جولي بيشوب وزيرة الشؤون الخارجية في استراليا بزيارة فلسطين في رام الله في سبتمبر 2016 من أجل المساهمة في تطوير العلاقات الثنائية بين فلسطين وأستراليا . وقدمت الدعم المادي للفلسطينيين ، كما وتعمل حاليا على تعزيزالاقتصاد بين البلدين . وكذلك اطلعت على أحدث محاولات القيادة الفلسطينية لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين وفقا لقرارات القانون الدولي والأمم المتحدة . و في ختام حديثه عبر السفير عن فخره بأبناء الجالية الفلسطينية في أستراليا ، وحثهم على الوحدة و المزيد من الإنجازات والاحتفالات قائلا: “يجب علينا كفلسطينيبن أن نواصل العمل معا لنمثل صوتا واحدا للشعب الفلسطيني ، نحتفل بالإنجازات الماضية ، وأن نعمل معا بالأمل لضمان الإنجازات المقبلة ، وكما قال محمود درويش :” لدينا على هذه الأرض ما يستحق الحياة.”
السيد إيدي الزنانيري الخبير في الشؤون الفلسطينية في أستراليا : ألقى كلمة نيابة عن الجالية الاسترالية الفلسطينية في نيو ساوث ويلز فقال أن هناك حاجة ملحة من أجل التعامل مع الوضع الراهن في فلسطين وإسرائيل والشرق الاوسط ، وأن دول العالم لا ترى أن المفاوضات في حل الدولتين ممكنا . إن عملية السلام قد بدأت في عام 1974 أي قبل انطلاق إتفاقية أوسلو في عام 1993 ، عندما طلب عرفات من دول العالم بأن لا يسقطوا غصن الزيتون من يده ، لم تكن تلك عبارة رمزية وإنما كانت رسالة سياسية ، فجاءت كلماته إشارة للعالم بأنه كان على استعداد لتقديم تنازلات مع إسرائيل ، والتي كانت حلم جميل لبناء السلام ولإنشاء دولة فلسطينية ديمقراطية . لقد فشلت كل المحاولات في عملية مفاوضات السلام حتى يومنا هذا بسبب التمييز في النظام السياسي ضد القضية الفلسطينية ، لأنه لاتوجد ديمقراطية في النظام السياسي عندما يتعلق الأمر بقضية فلسطين . وهذا يعني الحاجة إلى ضرورة التغيير ، وإن حل الدولتين مقبول لدى الفلسطينيين ، وقد حان الوقت للتفاوض الجدي والحقيقي من أجل فض النزاع المزمن بين فلسطين وإسرائيل ، ونحن نفخر بأن أستراليا تساند القضية الفلسطينية وتعمل على الالتزام بالقانون الدولي .
وفي الختام قال السيد زنانيري بأنه فخور بكونه مواطن أسترالي من أصل فلسطيني ، وشكر الحضور والنواب وكل من ساهم في إنجاح المناسبة ، وخص بالشكر السيد حسن موسى لمساهمته القيمة في هذا الحدث الهام .