(إيف وليلى) وإكسير الحب في حفل عيد ميلادهما ال 50 الذهبي

    

   

  بقلم مارسيل منصور

إننا كبشر نكتسب القيم العظيمة في حياتنا من خلال الحب : حب الوطن ، حب الناس ، حب الأصدقاء ، وحب العائلة ، وكذلك الحب الرومانسي الصادق المتين بين الزوجين . لقد عرّف (سيجموند فرويد) الإنسان السليم نفسيا وعقليا بأنه ” الإنسان القادرعلى الحب “.

احتفل الزوجان الحبيبان (إيف وليلى الخوري) بعيد ميلادهما ال50 الذهبي ، وسط أجواء محببه غمرها الفرحه والبهجة بين الأهل والاصدقاء . قدم الحفل الشاعر فؤاد نعمان الخوري بوصلات مبدعة من الغناء الشعري على أنغام عازف الأورغ الفنان أليكس حدشيتي . كما تخلل الحفل كلمات الحب والعرفان بالجميل من أنجالهم الاربعة الكرام (لويز ، سافي ، موناي ، وشيراز) ، ثم تبعها كلمات المحبة والتقدير من كل من أصدقاء العائلة أب البرلمان الاسترالي فيليب رودوك ، والناشر ورئيس تحرير صحيفة النهار أنور حرب . وقد ظهرالزوجان الحبيبان إيف وليلى يوم الإحتفال كالمعتاد بأبهى حلة من الاناقة والتألق مرتديان اللون الأبيض المرصع بلمسات من اللون الذهبي تحيطهما محبة وتصفيق الحضور ، حيث شارك الجميع في إحياء الحفل العارم في جو ساهر رائع ، متمنيين لعائلة الخوري دوام السعادة والفرح والهناء .

كانت ليلة الاحتفال مفعمة بالبهجة والفرح والمحبة التي أحاطت بكل من (إيف وليلى) ، ولا غرابة في ذلك ، فكلاهما شخصيتان محبوبتان لدى الكثير ، ومثال للزوجين الصالحين والأسرة السليمة التي تذكرنا بالزمن الجميل !  وبعيدا عن المغالاة ، فكم يسعدني هنا أن أشيد بهذة العائلة الكريمة والتي تشرفت بمعرفتها عن كثب ، ولمست فيها الجوهرالحقيقي للمحبة ، والمثل الأعلى للإخلاص والوفاء الذي يخيم عليهما كزوجين مغمورين بنعمة الحب والسعادة ، و أبوين يقودان الأسرة نحو الحياة الروحية المثالية السليمة ، كما وأنهما عضوان فعالان في الكنيسة ويافعان في الجالية ، وماأجمل أن نعرف أن ريع الحفل المذكور سيساهم في جمع التبرعات من أجل الأعمال الخيرية في تكملة بناء كنيسة القديس مارالياس في جيلفورد .

 وفي اعتقادي ان كل ما تتمتع به هذه الأسرة من إيجابيات ومميزات إنما يرجع في الأصل إلي الحياة الزوجية الناجحة التي ترتكز على الحب الحقيقي القائم بين الزوجين على أساس متين ، كما وأنهما الحبيبان الضليعان أيضا في الحب الرومانسي كما يراهما الكثير في الواقع وعلى صفحات الفيسبوك ، (إيف) وهو رجل الأعمال الناجح و(ليلى) وهي “ست البيت والناشطة الاجتماعية بامتياز ” كما قال نجلهما (لويز) في كلمته الجميلة . خصوصا وأن (ليلى) تتمتع بقوة السمات في الشخصية لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتوطيد الصداقة الحميمة بين الأصدقاء والعائلات ، كما وأنها سيدة مجتمع راقية وأنيقة ، وعلى دراية جيدة في معرفة فنون الإتيكيت وحسن اللياقة في التعامل الاجتماعي .

لا شك وأن الحب ممكن أن يقدم علاج صحي لكل أفراد المجتمح ، سواء في محيط الأسرة أو العمل أو غيره ، مادام يقوم على أساس تقوية العلاقات بين الزوج وزوجته ، وبين الوالدين والبنين والبنات ، وبين سائر أفراد المجتمع . فالحب الهادئ المتزن هو أساس النجاح والاستقرار في سائرأفراد المجتمع ، ومن جهة أخرى فإن افتقارالحب يؤدي إلى نتائج عديدة من التفكك الأسري ، وهدم الكثير من الحالات الزوجية ، والمشاكل الصحية والاجتماعية .

وكم أود أن أستطرد هنا وأستعير رأي (سيجموند فرويد) الماثور عندما عرّف الإنسان السليم نفسيا وعقليا بأنه “الإنسان القادرعلى الحب” . لأن الحب في رأي العلم يحفظ للإنسان التوازن النفسي ، ويقوي الجهاز المناعي لديه ويحفظه من الامراض . أما فقدان القدرة على الحب فهي بداية الطريق إلى مشوار السلبيات والمتاعب . في اعتقادي شخصيا أننا كبشر نكتسب القيم العظيمة في حياتنا من خلال الحب ، حب الوطن ، وحب الناس ، حب الأصدقاء ، وحب العائلة ، وكذلك الحب الرومانسي الصادق المتين بين الزوجين .

 الحب هو قيمة إنسانية مثل القيم السامية المتعارف عليها لدينا كالاخلاق والفضيلة والشجاعة وغيرها . كذلك يقول الاخصائيون أن ” الحب فن ” ، وهو كأي فن أخر ، مزيج من الإنسان والطبيعة ، فالطبيعة مثلا  تمد االفنان بالاستيحاء من العناصر اللازمة للإبداع ، أو تمد الشاعرلأن يخلق قطعة فنية ، كذلك الطبيعة في الحب ، لأن الطبيعة تولد شعلة الحب في الجنس البشري من ذكر وأنثى . وتاريخيا ، فإن الذين تعمقوا في طبيعة الحب ووصفوه بدقة نادرة هم قليلون ، لان الحب ليس مقصورا على امتلاك الجسد بل يشمل أيضا امتلاك العواطف والضمير والروح .

وهناك العديد من حكايات الحب الشهيرة في تاريخ العرب مثل (قيس وليلى) ، (كثير وعزة) ، (قيس ولبنى) ، (عنترة وعبلة) ، (جميل وبثينة) ، والتي كانت شخصيات هؤلاء العشاق تشتد بهم الوجد ، إلى أن هاموا على وجوههم ينشدون الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب في الغزل والحب العذري إلى درجة أنهم إذا عشقوا ماتوا ، ومن شخصيات مسرحيات وليم شيكسبير (روميو وجولييت) ونهاية السم القاتل ومصرع الموت . كما وأن هناك الكثير من شخصيات الحكايات القديمة إلى الروايات المعاصرة الحديثة من الشرق والغرب ذات النوع الفريد من الحب الرومانسي والتعبير عنه والاحتفال به ، وكل هذه الشخصيات ماهي إلا ظلالا لشخصيات حقيقية تمثل أدوارنا كبشرعلى مسرح الحياة .

وإن كانت التقنيات تتغير وتتطور على مر العصور ، لكن المشاعر الإنسانية تبقى كما هي ، والحب الحقيقي المتزن هو الحب الخالد والباقي أبدا . وما أحلى أن يولد هذا الحب بين الزوجين ، ويثمر في تكوين أسرة سليمة ، وينمو ويكبر تدريجيا إلى أن يصل الشخصين إلى ذروة السعادة والرضا ، لأن الزواج الناجح لا بد وأن يكون في الأصل قائما على العلاقات الزوجية المتينة ، والتي أساسها أولا وأخيرا هو “الحب ” ، خصوصا وأن الإنسان يخوض غمار رحلات عديدة في حياته من جبال ووديان ، من أهمها رحلة العمر ، ألا وهي رحلة إكسير الحب التي تواجه الكثير من التحديات في الحياة الزوجية المعاصرة .

وفي الختام أود أن أقدم أحر التهاني وأجمل التبريكات إلي العزيزين (إيف وليلى) ، مع الشكرعلى الدعوة للمشاركة في فرحة هذه المناسبة السعيدة ، مع الدعاء بدوام التوفيق والفرح ، مبروك عيد ميلاد ال 50 الذهبي وعقبال المائة عام .