“الفلسطينيون هم القبائل العالمية. إنها رمز مأساتنا، ولكنها في نفس الوقت تشكل مستقبل قوتنا البناءة“
سعادة السفيرعفيف صافية
OAM بقلم مارسيل منصور
احتفلت الجالية الأسترالية الفلسطينية على نطاق واسع باليوم الوطني الفلسطيني، بما في ذلك النادي الأسترالي الفلسطيني، ومجلس الأستراليين الفلسطينيين، وفتح أستراليا، والاتحاد العام لعمال فلسطين، في برلمان الولاية سيدني في٢١ نوفمبر ٢٠١٧، بحضور سعادة سفيردولة فلسطين لدى كانبرا الدكتورعزت عبد الهادي، وزيرالخارجية السابق بوب كار، والسفيرالفلسطيني المتنقل للبعثات الخاصة، لندن، عفيف صافية الذي يزورأستراليا حاليا.
حظي هذا الإحتفال السنوي التاسع عشر بأكبرعدد من الحضور في تجمع اليوم الوطني الفلسطيني، حيث حضرأعضاء برلمان الحكومة الفدرالية والمحلية والولاية، بما في ذلك شاين مالارد ممثلا عن رئيس الولاية غلاديس بريجيكليان، ووزيرالثقافات المتعددة راي ويليامز، فيكتور دومينيللو وزير المالية وعضو الحزب الليبرالي، السيناتورلي ريهانون، السناتور بوب كاررئيس الولاية السابق، والنائب جهاد ديب ممثلا عن زعيم المعارضة العمالية لوك فولي، السيناتور شوكت مسلماني عضو المجلس التشريعي، أعضاء أصدقاء البرلمان في فلسطين. سعادة القنصل العام لجمهورية مصرالعربية يوسف شوقي، عمدة كانتربري بانكستون السيد كال عصفور، السيد ألبرت جوبيان رئيس مجلس الأستراليين الفلسطينيين، السيد إيدي زنانيري المتحدث باسم الجالية الأسترالية الفلسطينية، ومن قادة الأبوريجينيين السيدة دافني سيمونز، ومن الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية الكاهن عزيزعبوي، ومنظمات المجتمع المحلي، ونشطاء المجتمع، وممثلي وسائل الإعلام والأصدقاء.
قدم البرنامج السيد ألبرت جوبيان، وبدأ الحفل بعزف النشيدين الوطنيين لأستراليا وفلسطين، تلاه عدد من خطابات الضيوف المتحدثين كان أبرزها الخطاب الفعال لسعادة السفيرعفيف صافية.
كانت الكلمة الأولى للسيدة الأبوروجينية دافني سيمونز فقالت: أعلن البريطانيون في عام١٩٦٢عدم السماح للسكان الأصليين بالتصويت، وبالتالي فقد الأبوروجينيون ثقافتهم ولغتهم، وكانوا ضحايا الاحتلال والتشريد تماما مثل الفلسطينيين.
وقال السيد ألبرت جوبيان أنه قد مضى مائة عام على إعلان وعد بلفور، عندما صدربيان من الحكومة البريطانية في إقامة “موطنا للشعب اليهودي في فلسطين”. لقد آن ألأوان للدخول في مفاوضات السلام الحقيقية، لإنهاء المحنة الفلسطينية وإعادة الفلسطينيين إلى وطنهم الشرعي.
وألقى النائب جهاد ديب كلمة باسم زعيم المعارضة لوقا فولي، أعرب فيها عن أسفه الشديد لعدم اعتراف الحكومة الأسترالية بفلسطين، وقال أنه سيعمل جاهداعلى أن حكومة نيو ساوث ويلز ستنضم إلى البلدان الأخرى في العالم للاعتراف بفلسطين ودعم حل الدولتين الذي سيجلب الخير للعالم.
السيد إيدي زنانيري: وفقا لمعهد الدراسات هذا العام أن٨٠ ٪ من الشعب الاسترالي يؤيد إقامة دولة فلسطين، وأنه يتنافى مع سياسة الحكومة. وبما أن عملية السلام قد فشلت، فالشيء الوحيد المتبقي من أجل حل السلام العادل بين إسرائيل وفلسطين هو أن تضغط الشعوب في العالم على حكوماتهم حتى بدورهم يقومون بالضغط على إسرائيل.
أكدت السيناتور لي ريهانون أنها باالفعل ملتزمة بحق العدالة لفلسطين، وحثت الحضورعلى رفع صوتهم عاليا، لأن هناك الكثير مما يمكن فعله في هذا البلد للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ركز بوب كار في خطابه على ثلاث كلمات مهمة في مواجهة النقاش حول محور حل الدولتين وهي: الاحتلال والمستوطنات والقسوة. أولا؛ الاحتلال وموقف الإنسان تجاهه، وثانيا؛ انتشار المستوطنات التي تجعل من حل الدولتين مستحيلا، وثالثا؛ القسوة التي ارتكبها هذا الاحتلال. هذه الكلمات الثلاث تؤكد التعبيرعن التضامن مع فلسطين.
: ألقى سعادة السفير المتنقل عفيف صافية خطابا فعالا للغاية، ومن أقواله
” الفلسطينيون هم القبائل العالمية. إنها رمز مأساتنا، ولكنها في نفس الوقت تشكل مستقبل قوتنا البناءة.” وتحدث عن قصص النجاح في تشيلي حيث يوجد أكثر من اثني عشرعضوا في البرلمان، وثلاثة وزراء على الأقل من أصل فلسطيني. وهذه بعض المقتطفات من خطابه:
“نحن الفلسطينيون ضحايا لضحايا التاريخ الأوروبي حيث مأساة النكبة التي وقعت بسبب العالم الغربي … اليوم لدينا أغلبية وافرة في الرأي العام الغربي، ولكن التحدي هنا يكمن في كيفية ترجمة هذه الأغلبية السوسيولوجية من الرأي العام في المجال السياسي … ولذلك علينا أن نظهر المزيد من التماسك في المعارك القادمة، ونحن فخورون بأن لدينا مثل هذا الجودة من المؤيدين في البلاد ضمن مفهوم التعددية الثقافية، لأنه من الممكن اليوم الحفاظ على الهوية وتزايد الاندماج فى نفس الوقت، لاننا نحب بلدنا الذي تبنيناه بقدر ما نحب بلدنا الاصلي.” ودعا عفيف الحضور إلى النضال السياسي في المستقبل بتفاؤل من أجل الاختيار الصحيح، لأن التاريخ لم يقرر بعد، خصوصا وأن الفلسطينيين يتمتعون بمخزن هائل من الإرادة. وأنهم قد قبلوا بصعوبة حل الدولتين بنسبة٢٢٪ وهو ما يعتبر حقهم في القانون الدولي، إلا أنه يبدو صعب التحقيق، ولهذا فقد شجع عفيف أستراليا لأن تمثل دور اللاعب بهذا الخصوص. وأضاف “في عالمنا المترابط المعولم يجب علينا ان نعرف كيف نلعب السلطة السياسية في المجال الدبلوماسي حتى نستطيع أفرادا ومجتمعا أن نصيب الخيار الصحيح وان نتعلم كيف نمارس النفوذ والسلطة في المجال السياسي.”
وقال شاين مالارد بأنه يؤيد حل الدولتين، وأشار إلى أن التعددية الثقافية في أستراليا هي واحدة من أعظم القيم التي تتيح الفرص للحريات الفردية في الثقافات واللغات والأديان بأن تزدهر. وذكر أنه في التعداد الأخيرلولاية نيو ساوث ويلز، أن هناك ٩ ٨٢٥ من السكان الذين يدعون أنهم من أصل فلسطيني، و١٦٠٠شخص ولدوا في قطاع غزة والضفة الغربية، وأن أستراليا سعيدة بأن توفر ملاذا آمنا لأولئك الذين لا يملكون الجنسية منذ عقود.
سعادة السفير عزت عبد الهادي تحدث عن رحلته إلى فلسطين برئاسة بيل شورتن، حيث اجتمع مع رئيس الوزراء والحزب العمالي فيما يتعلق بحل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين، ثم حث الجميع على التفاؤل ووضع قضية فلسطين في صميم جدول الأعمال. وقال أن تصميم الشعب الفلسطيني على إقامة دولة فلسطينية لا يخضع للتفاوض، بل هو حق من القانون الدولي. لقد آن الأوان لأن تعترف أستراليا بفلسطين وأن تعطي الأمل للشعب الفلسطيني. وأضاف أن لدينا في الولاية اثني عشر ألف فلسطيني، ولذلك حان الوقت لإقامة مجتمع فلسطيني فعال في مشاركة سياسة الحكومة الأسترالية في ظل الديمقراطية والتعليم والإنجازات التي تؤهل التحدث مع البرلمانيين حول أفكارنا الخاصة. واختتم السفير حديثه بالقول: “لقد بدأت بالفعل عملية إنشاء مجلس يركز على الشباب والنساء، وأن النساء الفلسطينيات تتمتع بالذكاء ويستحقن أن يكن في مراكز القيادة.”
أختتم الاحتفال بتقديم المرطبات والنخب الرسمي حيث قدم نخب فلسطين نيابة عن رئيس الولاية النائب شاين مالارد، وشرب نخب استراليا السفيرالفلسطيني د. عزت عبد الهادي، متمنين للجميع السعادة في اليوم الوطني الفلسطيني.