(أريج مسعود: أيُّ أمل لفلسطين الآن، أوأبدا؟ جولة فلسطينية مسيحية بتنسيق من شبكة (باين

  

  

أريج مسعود: أيُّ أمل لفلسطين الآن، أوأبدا؟

(في جولة فلسطينية مسيحية بتنسيق من شبكة (باين

                    OAM بقلم مارسيل منصور

أريج مسعود فلسطينية مسيحية أرثوذكسية سريانية ولدت ومازالت تعيش في بيت لحم، فلسطين التي ولد فيها يسوع المسيح له المجد.  حصلت أريج على مؤهلاتها الأكاديمية في اللاهوت وعلم النفس من جامعة بيت لحم، وأنجزت أطروحتها في الكتابة عن الصهيونية ووثيقة كايروس فلسطين. ومنذ ذلك الحين، أصبحت شغوفة بالتحدث عن أوضاع شعبها لتروي قصة فلسطين المحتلة والمستترة عن وسائل الإعلام. وتصبو إلى أن توصل صوتها إلى مسامع العالم ليتعرف على حقيقة الواقع المريرالذي يعاني منه الفلسطينيون.

قامت أريج مؤخراً بالعديد من الجولات المرتبطة بالكنائس وبالمنظمات الدولية لصنع السلام، بعد أن جاءت حديثاً إلى أستراليا بتنسيق من قبل الشبكة الفلسطينية الإسرائيلية العالمية (باين). وهي الشبكة التي تعمل على توعية الأستراليين المسيحيين بقضية فلسطين وحثهم على العمل من أجل العدالة والسلام الدائم لشعبي فلسطين وإسرائيل. عقدت أريج على الصعيد الوطني برنامجا كاملا في المدن الأسترالية الكبرى مثل بيرث، بنديجو، نيوكاسل، بريزبين، ملبورن، سيدني، والعاصمة كانبيرا وغيرها.

وقد أتيحت لي الفرصة في سيدني مرتين لحضور محاضرتها العامة بعنوان “أي أمل لفلسطين الآن، أو أبدا؟” والاستماع إلى حديثها الثاقب وهي تشارك قصتها مع الأستراليين. عقدت المحاضرة في سيدني يوم الأربعاء 24 أكتوبر 2018، في معهد تينسلي بكلية مورلنغ في مكواري بارك، تلاه مشاركة العشاء. واستضاف الحدث القس داريل جاكسون الأستاذ المشارك في علم اللاهوت، والمحاضرفي كلية مورلنغ، جامعة ديفينيتي وكلية اللاهوت الأسترالية – وقدم كلمة موجزة حول القضية الفلسطينية ثم صلاة الافتتاح.

تحدثت أريج مسعود عن الأوضاع الحالية في فلسطين بإسهاب، وألقت حديثا مفصلا نيابةً عن شعبها الفلسطيني كشفت فيه للحضورحقيقة الواقع الفعلي عن الوضع السياسي الحالي الذي طالما أخفته وسائل الإعلام الرئيسية. وسردت شرحا توضيحيا من خلال العرض على الشاشة بالكلمة والصورة عن هذا الواقع المريرالمصحوب بأجواء من التوترالمستمرفي الحياة اليومية التي يعانيها الفلسطينيون في العصر الراهن، من حيث عدم الحصول على الضروريات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والمياه والمأوى وحرية التنقل والأمن الاقتصادي. وأوضحت أن هذه المحنة اللاإنسانية التي تواجه المسيحيين الفلسطينيين هي قضية رئيسية. وقالت: “إن الصراع ليس صراعا يتعلق بمختلف الأديان، وإنما الصراع الحقيقي يدور حول العدوان ومأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال وفقدان أرضه.” …”ووفقا لعلماء اللاهوت المسيحي … وبلا شك أن الاحتلال الإسرائيلي له تأثير ضخم على الفلسطينيين المسيحيين سياسيا وثقافيا وتعليميا. فالمسيحيون يعانون من الظلم ذاته لدى جميع الفلسطينيين، وقد تسبب ذلك في هجرة عدد كبير من المسيحيين.” ثم تحدثت أريج عن معنى الأمل فقالت: “إن معنى الأمل يكمن في القدرة على رؤية الله في خضّم المشاكل.” نقلا عن القس يوحنا كاتاناتشو في كلية بيت لحم للكتاب المقدس. “لقد قام الله بدوره، وإن الكرة اليوم موجودة في ملعب البشرية التي حولتْ المؤمنين، وعليهم أن ينخرطوا في القضية وأن يعملوا على نشرالكلمة وتحدّي احتكارالسلطة من أجل أن يعيشوا حياة حرة.” نقلا عن القس متري راهب رئيس دار الكلمة في جامعة بيت لحم. وهنا طلبتْ أريج من الحضور نشر الكلمة عن طريق العمل على تشجيع الناس لمقابلة الفلسطينيين المسيحيين من أجل تبادل المعرفة والإستماع إليهم ومشاركة قصصهم .

 تبع المحاضرة والعرض طرح الأسئلة والأجوبة وتلاها العشاء، ثم قامت الفنانة والمديرة في شبكة فلسطين العالمية (باين) – نيل بوتر–  بالتحدث عن الأوضاع المؤلمة لفلسطين التي قامت بزيارتها مؤخرا والإعلان عن المطبوعات الإعلامية المختلفة والمتوفرة، وحثتْ الحضورعلى قراءتها وتوزيعها على الناس لإحتوائها على معلومات تهدف إلى التوعية العامة بالقضية الفلسطينية.

وفي ليلة السبت 27 أكتوبر، تسنىّ لي رؤية أريج مرة أخرى عندما قدّمتْ آخرعرض لها في جولة (باين) حيث قام القس ستيوارت ميلز باستضافة الحدث في الكنيسة المعمدانية في منطقة بالمين، كما وتم تقديم الطعام الفلسطيني في أجواء ودّية.

تجدرالإشارة هنا إلى أن الجميع من الحضور كانوا أستراليين، باستثناء عدد قليل من الفلسطينيين من بينهم الدكتور محمود أبو عرب وعائلته، وسوزان وهاب وعائلتها. ساهم الحضور في النقاش وأظهروا التعاطف والدعم الكامل مع الشعب الفلسطيني والاستعداد لمساعدتهم إلى أن يحل السلام العادل.

لا بد وأن يُشاد هنا بالعمل الرائع الذي قام به كلّ من الأعضاء العاملين في شبكة (باين) في أستراليا، والفتاة الزائرة من فلسطين أريج مسعود، إذ أثبتت أنها الفتاة المتحدثة بشجاعة ولباقة حيث نالت الإعجاب والتقدير من الجميع. سافرتْ أريج إلى العديد من أنحاء العالم وأستراليا وتحدثتْ عن قصة بلدها فلسطين المحتلة. كان حديثها مؤثرًا للغاية إذ لمس الكثيرمن قلوب الناس. هنيئا للشابة الفلسطينية المناضلة أريج ولجهودها القيّمة التي ستظل دائمًا نبراسا في قلوب الأستراليين.