السيناتور شوكت مسلماني يكرّم الموسيقار “روح الثائر” مارسيل خليفة في عيد الحب
OAMبقلم مارسيل منصور
“…غنيّت كي أحب أكثر … ولا العمر يكفي لكل هذا الحب …”
“… وحدها الموسيقى حررتني من الزمن … علينا أن لا نيأس وأنا أتمسك بالمستحيل …”
إن الفنون بما فيها الموسيقى كالحب وكالسعادة ، لا يكاد يخطؤها أحد إذا سمعها أوصادفها إنسان محب سعيد . والموسيقارالرائد مارسيل خليفة في عذوبة ألحانه وغنائه وأدائه ونفاذ بصيرته يجسّد المحبة الحقيقية ، ويفتح أعيننا على حقيقة أوجاعنا لأنه هو الإنسان أولا وأخيرا الذي يطوّع فنّه الرفيع لأهداف سامية بصياغة إبداعية معاصرة .
يعتبرعيد الحب أو يوم القديس فالنتين من أجمل الأيام في حياة الناس على الصعيد الرومانسي والعائلي والوطني والعالمي ، كلّ يحتفل به حسب معتقداته وطريقة عيشه في حياته ، إذ يغمر الحب قلوب البشر بشعور آمن متدفق بالسعادة الفائقة . وربما يكون وقع الحب على شعور الفنانين أكثر أثرا لما يتميزون به عن غيرهم بالحس المرهف والشفافية . وفي كل الأحوال فإن الحب الحقيقي في اعتقادي هو حالة من العطاء الروحي كما أراه ، هو شعور الروح بدفء المودّة تجاه الآخرين والتفاني في جلب السعادة والفرح لهم إلى حدود لامتناهية تشبه الأبدية .
ففي يوم عيد الحب ، الخميس ، في الرابع عشر من فبراير شباط 2019 ، احتشد المئات من أبناء الجاليات الأسترالية العربية في برلمان ولاية نيو ساوث ويلز في حفل تكريم الفنان الموسيقار مارسيل خليفة ، بدعوة من مدير شئون حكومة المعارضة العمالية في مجلس الشيوخ السيناتورشوكت مسلماني ، بحضوررئيس برلمان الولاية جون عجاقة ، وعضو المجلس التشريعي جون نيومان ، وسعادة السفيرالفلسطيني لدى كانبرا د.عزت عبد الهادي ، وعدد هائل من فعاليات الجالية والشخصيات السياسية والفنية والاجتماعية والإعلامية .
والسيناتور المحامي شوكت مسلماني اللبناني الأصل غنيّ عن التعريف ، إذ يحتل مكانة كبيرة في قلوب أبناء الجالية ولا سيما في سياسته النزيهة ، ومواقفه الحرّة ، ودفاعه عن القضية الفلسطينية ، وإطلاق كلمة الحق من أجل مساندة الشعوب المغلوبة على أمرها ، هذا إلى جانب مساهمته في توثيق وإبرازالتراث والفنون والثقافة العربية .
استقبل الجمهورضيف الشرف الكبير الموسيقار مارسيل خليفة بالحب والدفء والحفاوة .
قدّمت فقرات برنامج الحفل الإعلامية القديرة والرئيسة السابقة للبرنامج العربي إس بي إس السيدة ماجدة عبود صعب ذات الأسلوب المهني الرفيع المستوى فرحبت بالجميع وقالت : ” أهلا بحفل تكريم المؤلف الموسيقي المبدع عازف العود المغني اللبناني العربي الفنان العالمي مارسيل خليفه . اليوم نكرّم علما من أعلام الموسيقى العربية والعالمية ، رائدا في إلهام الأجيال ، عرف بأغنيته الوطنية ، وبدمجه بين الموسيقى العربية والآلات الغربية ، كرّس حياته الفنية لدعم القضايا المحقة ، رغم الإستبداد والظلم الذي طارده بعيدا عن مسقط رأسه “عمشيت” ودفعه إلى الهجرة القصرية ، زار بلاد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واستراليا وغيرها حاملا فنه إليها . أستقطب مارسيل خليفة الملايين من عشاق فنه إلى المهرجانات في لبنان وبعض دول العالم … درس الموسيقى في المعهد الوطني للموسيقى في بيروت وأنشأ فرقة الميادين وتعاون مع أكبر الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين أمثال محمود درويش الذي ارتبط اسمهم بشعرالثورة والوطن . حمل مارسيل خليفة محبة لبنان العادل الديمقراطي المنفتح العلماني الموحد بينما دخلت موسيقاه ضمن برامج الأوركسترات العالمية ، وسمي في عام 2005 سفيرا لليونسكو للسلام لإنجازاته ومساهماتة الفنية .”
وكانت الكلمة الأولى للسيناتور شوكت مسلماني وهذا نص حديثه بالعربية الفصحى :
“اليوم نتمتع بروح القديس فالنتاين ، ويكرمنا بحضوره “روح الثائر” مارسيل خليفه – خليفة الإنسانية والحب والموسيقى – هناك اليوم في العالم العربي ثوارحقيقييون يدافعون عن أرضهم وكرامتهم ، ويقاتلون بروحهم وجسدهم ، ويكافحون من أجل الحرية والأرض . وهناك المزيّف المصنوع المستأجرالمدمّر، إنهم متمردون بلا روح ، مقاتلون بلا قضية ، زعماء بلا قيادة . معنا اليوم الثائرالحقيقي الفريد من نوعه ، هو “روح الثائر” مارسيل خليفه . مما قاله مارسيل خليفه : “منذ أن ولدت شعرت أن لديّ روح الثائر” ، فهو مؤيّد شرس للشعب الفلسطيني وناقد للأنظمة العربية ، مارسيل خليفه هو الإنسانية في الأغنية كما في الروح ، هو الثائرالذي يتحدى معاييرالمجتمع والسلطة السياسية للمسئولين الفاسدين ، مارسيل هو طاقة التحريروالحرية في الموسيقى والسياسة ، هوحكمة في الكلمة والحرية ، إنه الأرز في جذوره ، فرعون في محبته ، نبيّ في روحه ، صوفي راقص في رسالته . إنه أسطورة بلا ظلال ، إنه بعد كل شيء ثائر ضد الفقر والقمع والظلم – الشعب يريد الحياة – مارسيل هو رمزالعدالة والقلب النابض لأجيال المستقبل ، فلسطين ضميره . ستبقى مارسيل إلى الأبد الدحنون المحفور في أعماق قلوبنا . إنه الرسالة في الإنسانية والعدالة للناس المضطهدين في جميع أنحاء العالم ، وخاصة أبناء شعب فلسطين الذين نحييهم يوميا لنضالهم من أجل حقهم في العودة إلى أرضهم . إنه الروح الخالده التي ألهمت العاطفة والطاقة والالتزام في قلوب الملايين . اسمه محفور في الإنسانية . قد لا يكون مارسيل جوزيف ، ولا هو غاندي ، أو مارتن لوثر كينغ ، أو روزا باركس للحقوق المدنية ، أو نلسن ماندلا ، أو تشي غيفارا في نصرالله ، لكنه النبي في روح الثائر . قد يمتلك مارسيل روح محمود درويش ، وجبران خليل جبران ، وجوهرمحمد البوعزيزي ، وجورج زريق ، ومحمد الدرة ، لكنه هو مارسيل خليفه “روح الثائر.”
ثم كانت كلمات البرنامج للمتحدثين وديع سعادة ، وشربل بعيني ، و شوقي مسلماني ، وغسان علم الدين ، وبهية بيتي أبوحمد ، وشامخ خليل بدرا .
تسلم ضيف الشرف الموسيقار مارسيل خليفه درعا من السيناتور مسلماني اعترافا وتقديرا لأعماله الفنية بعنوان “الروح الثائر”، كما تسلم جوائز أخري من رئيس برلمان الولاية جون عجاقة والعضوالتشريعي جون نيومان ، ثم انهالت عليه مختلف الهدايا من الحضور. وكان لي الشرف أن أقدم للضيف الفنان الكبيرمارسيل خليفة لوحة من أعمالي الفنية بعنوان “جواز سفرمن القلوب” تعبّرعن الإنسانية في العمل الفني المشترك بين الموسيقارمارسيل خليفة و الشاعرالراحل محمود درويش في كلماته المشهورة من قصيدة “جواز السفر” التي يقول فيها ” كل قلوب الناس جنسيتي … فالتسقطواعنّي جوازالسفر.”
أما كلمة الختام فكانت للموسيقارمارسيل خليفة صاحب الرصيد الفني الغزير ، والذي استدحوذ على مسامع الحضور قلبا وفكرا وروحا ، ولعلني أذكر بعضا من كلماته :
“غنيّت كي أحب أكثر ولا العمر يكفي لكل هذا الحب … كان صوتي عاليا بين الأصوات يغني الحكاية … لا طفولة إلا في النسيان … يعود بي الحب إلى الحضارة الأولى ، إلى مصادرالعواطف ، إلى الشعر والموسيقى والأغنية ، إلى الحنان والشفافية الوامضة كالوجع ، إلى الفراق الأصدق من العقل والاناقة المنقوشة على القلب ، كم حلمنا جميعا بجمال العذوبة وبطعم الحب ولون الحرية … وحدها الموسيقى حررتني من الزمن . أصدقائي … في الختام لا أملك هذا المساء من لغة الشعراء سوى مفردة يتيمه … حب … وكثيرمن الحب.” وختم مارسيل خليفة بأن طلب من الحضور مشاركته في أغنية “منتصب القامة أمشي” فاستجاب الجمع مرددا وراءه الأغنية بكل حب .
وبما أن مهمة الفنان هي رفع شأن الإنسان ، فلا خوف على الشعوب إذن عندما تكون القلوب مفعمة بالحب ، خصوصا وأن الموسيقى من شأنها أن تزيدها عمقا وخصوبة . فبمناسبة حفل هذا التكريم المستحق ، نقدم الشكرالعميق لصاحب الدعوة السيناتور مسلماني ، وتراني مع أبناء الجالية نشدّ على أيادي الموسيقارالمبدع مارسيل خليفة ونقول له هنيئا … ومزيدأ … مزيدا من الموسيقى والغناء ، ومزيدا من الحب ، لأن هذا معناه مزيدا من الكرامة الإنسانية والعدل والحرية .