بقلم مارسيل منصور
كم أنه صعب فراقك يا أمي … كم هز أعماقي حين تغطى وجهك الوضاء بالثرى بعد أن لفظت أنفاسك الأخيرة
حبيبتي ومهجة قلبي … والدتي الإنسانة الحنونة … رحلت عن عالم الارض يا أمي خلال يوم واحد … هكذا فارقت الحياة كلمح البصر … انتقلت من بين أحضان الليل وتعب النهار إلى مثواك الأخير في جنة الفردوس الخالد حيث دفء النور والراحة الأبدية .
سأشتاق إليك وإلى تقبيل وجهك … سأشتاق إلى سماع نبرات صوتك العذب كلما رنّ جرس التليفون الذي تعودت على التقاطه لأجيب سؤالك الدائم عني وعن صحتي وعائلتي وسط انشغالي الدائم …كم كنت أشعر بالذنب لعدم تمكني من تكرار زيارتي لشخصك الحبيب مثل باقي أشقائي … وانت بحنانك المتناهي تعذريني … ثم تعودي وتسأليني باللهجة العامية الفلسطينية اليافاوية المحببة إلى روحي قائلة : ” مارسيل يا بنتي يا حبيبتي …انت فنانة ماشا الله عليكي الله يحميكي … لازم تاخدي راحة شويه … دايما بتتعبي حالك زياده عن اللزوم “، وكم كان يحز في نفسي عدم توافر الوقت اللازم لديّ من أجل رؤيتك … ولكنك دائما تغفري لي لأنك تفهمين ماأفعله منذ نعومة أظفاري … وتقولين لي مثلا من أمثالك المألوفة كالعادة …. …
سأشتاق لسماع أمثالك الشعبية التي كانت تفعم بالحكمة والمحبة مثل ألحان الطيور… سأشتاق إلى شعاع نورك الوضاء في الدنيا … سأشتاق إلي كلماتك الساحرة التي كانت تتدفق بمعاني الحياة … سأشتاق إلى ابتسامتك الرقيقة التي كانت تقطر شهدا ولم تفارق وجهك …. سأشتاق إلى قلبك الكبير الذي اتسع لحب الصغير والكبير … لأنك أحببت كل الأبناء والأحفاد والاقارب والاصدقاء … فأحبك الجميع .. سأشتاق إلى حبـك ورضاك وكلماتـك الـرائـعة التي كانت تضيء مثل نور الشمس … سأحمل روحك معي تنساب مثل أمواج البحر ومع الذكريات في كل اللحظات … صورتك في مخيلتي أزرعها في قلبي ولن تغيب عني ……
أحسنت تربيتي وسهرت الليل وكافحت من أجلي … وتحملت آلام الهجرة والغربة وحملت جراح المتعبين … لم أنس يوم نشلت روحي من غفلة الموت حين عايشت النفق وتجربة الإقتراب من سكرته …
كم كنت قدوة في حياتي … في شخصيتك المحبه … المتواضعة المعطاءه … المؤمنة التقيىة… … العطوفة الحنونة … الهادئة السخية … المعلمة الذكية … القارئة المثقفة … والمبدعة أولا وأخيرا…
يا قطعة مني فارقتني …
في رحيلك لن أنساك مدى حياتي … وسيظل حضورك في ذاكرتي … تعيشين في كياني …
أتضرع إلى الرب أن يسمع صلاتي … أن يغدق عليك الرحمة …و أن يسكنك فسيح جنات الخلود إلى جوار القديسين في فردوس النعيم … حيث البقاء الأبدي الذي لا يموت …
سلام إلى روحك الطاهرة … مكانك في القلب دائما … وسأظل أشتاق إليك حتى نلتقي .
وفاة فدوى الترك
(1927 – 2017)
انتقلت الي الأمجاد السماوية السيدة الفاضلة فدوى الترك في سيدني
( 25: 11 من آمن بي ولو مات فسيحيا ( يوحنا
انتقلت الي رحمة الله السيدة الطيبه الذكر فدوي الترك في سيدني أستراليا عن عمر يناهز ال 90 عاما في يوم الخميس الموافق في 25 من مايو أيار2017، أرملة المرحوم مانويل الترك، والدة كل من هاني، أليس، لوريس، مارسيل، موريس، ومازن في سيدني، وجولييت في غزة. تقبلت الأسرة التعازي في قاعة كنيسة القديس نقولاوس للروم الارثوذكس بانشبول، وأقيمت مراسم الصلاة لراحة نفس الراحلة الغالية والوداع الأخير يوم السبت الموافق في 27 مايو/أيار، وشيعت إلى مثواها الأخير في مدافن رووكوود، بمشاركة الأهل وألأحفاد والأقارب وألأصدقاء، وراعيّ الكنيسة الاب د. جون القرعان والأب رومانوس البابا. ترأس الجناز الأب ميشيل زغيب راعي كنيسة رؤساء الملائكة والقديسين ميخائيل وجبرائيل في رايد حيث كانت الراحلة من رعيته، فألقى كلمة عن حياة المرحومة وكفاحها في تربية أسرتها وعن القيامة والخلاص . العائلة تشكر كل من شاركهم في مصابهم الأليم ، كما وأن أسرة صحيفة “النهار” في سيدني تتقدّم من عائلة الفقيدة بأحر التعازي القلبية سائلة الرب أن يرحمها و يسكنها فسيح جناته بين الأبرار والصالحين، وليكن ذكراها مؤبدا، وأن يلهم جميع ذويها العزاء والصبر والسلوان .