الجالية العربية تشارك في “بينالي سيدني” لعام ٢٠١٨ بمشروع “أغانينا” في مركز الفن الآسيوي المعاصر

  

   

       

OAMبقلم مارسيل منصور

احتفل أعضاء “مركز الفن الآسيوي المعاصر” بافتتاح “بينالي سيدني الحادي والعشرين لعام ٢٠١٨” بيومه الأول الجمعة الموافق ١٦مارس آذار، بحضور إدمون كابون رئيس مجلس إدارة المركز، ميكيلا تاي مديرة المركز، مامي كاتاوكا، المديرة الفنية لبينالي ال٢١ في سيدني، والفنان مديرالمسرح الياباني أكيرا تاكاياما، وكل من المدراء كلوي هودج، برايدي موران، وممثلي الإعلام كلوديا تارانتو من إذاعة الراديوالوطني إي بي سي، وعدد هائل من المشاركين المبدعين ومحبوا الفنون.

ففي هذا العام تحتضن مدينة سيدني في أستراليا الدورة الواحد والعشرين للمهرجان الدولي للفن المعاصر والمعروف باسم (بينالّي سيدني ال٢١ لعام ٢٠١٨) في الفترة من ١٦ مارس آذارالجاري وحتى١١يونيوحزيران، احتفالا بالذكرى السنوية ال 45 بمناسبة مرور٢١ معرضا منذ عام ١٩٧٣، قدم خلالها عروضا للفن الاسترالي والدولي الإبداعي والمثير للفكر. ويشارك في هذا العرض٧٠ فنانا من أصول 35 بلاد مختلفة، يقدمون فيه أعمالا جديدة عبرسبعة صالات عرض في جميع أنحاء سيدني، مثل أرت غالاري نيو ساوث ويلز، آرت سبايس، كارييجووركس، كوكاتوآيلاند، ميوزيام كونتيمبراري آرتس أستراليا، سيدني أوبراهاوس، وكونتيمبراري إيجيان آرت. أما موضوع بينالي في هذه السنه يرتكزعلى فكرة “التراكب والتوازن والمشاركة”. وقالت جو آن بيرني دانزكر- المديرة التنفيذية للبيانيلي سيدني هذا العام – بأنه شرف لها بأن تقوم بالإشراف على البينالي سيدني التي هي من أكثرالمدن إثارة في العالم من الناحية الثقافية.

وكجزء من هذا الحدث الرفيع أن كان للجاليات الأاسترالية ذات ألاصول العربية في سيدني نصيب لأن تشارك في مشروع عرض “سناكتشات”، وهوسلسلة جديدة من الفنون من إبداع مديرالمسرح الياباني أكيرا تاكاياما، وبأداء نخبة من المشاركين بعنوان “أغانينا”، سيدني كابوكي، والذي يقدمه ويعرضه  “مركز الفن الآسيوي المعاصر”، ويشمل محادثات وأغاني وقصائد إبداعية تدورحول النسيج الثقافي المتنوع في سيدني، كما ويتخلل البرنامج تقديم بعض الوجبات الخفيفة المشتركة من مختلف الجاليات المتنوعة. ومن بين هؤلاء الجاليات التي شاركت في هذا الحدث الفريد من نوعه، اللبنانية والعراقية والفلسطينية، فقامت الفنانة مايسه علم الدين بصوتها الرائع بغناء أغنية لكوكب الشرق الراحلة أم كلثوم بعنوان “ليه تلاوعيني”، وقدمت وفاء يوسف أغنية تراثية جميلة بعنوان “بين العصر والمغرب”، وألقت نجلتها ديانا بطرس قصيدة جياشة بعنوان “أمي”، وقامت الفنانة التشكيلية والأديبة – كاتبة هذه السطور- مارسيل منصور بالأداء التمثيلي لقصيدة الأغنية الشهيرة للأسطورة فيروز بعنوان “زهرة المدائن.” كما وعرضت كل منهن قصة عملها على جدار الغالاري للزائرين.

لقد اختيرت قاعة “سنتنيال” في “سيدني  تاون هول” لممارسة الدراما اليابانية المعروفة باسم “الكابوكي” في فنون التمثيل والرقص والغناء وأداء الشعرالتمثيلي، حيث قام الفنان الشهيرأكيرا تاكاياما بدعوة الجمهورمن أبناء الشعب الاسترالي المتنوع إلى”الهاناميشي” للاشتراك في تقديم وصلات إبداعية من الغناء والشعرالدرامي إلى أسلافهم وأقاربهم الأموات الذين فارقوا الحياة ورحلوا من هذه الدنيا وانتقلواعند الموت إلى عالم الأرواح ومضوا في رحلاتهم إلى جنات الخلد. وكما جاء في صحيفة سيدني مورننغ هيرالد بتاريخ ٢٦ يناير كانون الثاني تحت عنوان “الفنان الياباني يصنع مسرحا للموتى” كما يلي: ” دعا الفنان الياباني أكيرا تاكاياما سيدني إلى (الهاناميشي) الذي تم بناؤه لهذا الغرض، وهو المنصة الطويلة المرتفعة والمستخدمة في المسرح الكابوكي الياباني لغناء الأغاني لأسلافهم”.  لقد شارك في هذا الحدث أكثر من ٧٠ عضوًا من الجمهورلأداء أغانٍ وقصائد بلغات مختلفة، كان منها اللغة الغاديغالية الأبوروجينية للسكان الأصليين من بعض أجزاءغرب سيدني، وكذلك العربية، واليديشية، والهولندية، واليابانية، والعبرية، والتشيكية، والألمانية، والكورية، والروسية، والإسبانية، والإنجليزية.

وفي محادثة سريعة مع الفنان أكيرا تاكاياما أجريتها أثناء الاجتماع مع المشاركين سألته عن السبب والهدف من وراء مشروعه هذا فقال: ” إن مشروع سيدني كابوكي ليس فقط تعبيرا عن الثقافة وإنما هوأيضا استرداد للغات المفقودة  … إن ما أريد القيام به في سيدني هو إعطاء البشر صوتا للأحياء والأموات … إن إيجاد مساحة للموتى في سيدني هو أكثر من مجرد الشعور بالاعتلال أو الذاكرة، لكنه يتعلق أيضًا بعدم التسييس، لأن قوة السياسة يمكن أن تمتد إلى الأحياء فقط … لأن وظيفة الفن اوالمسرح تكمن في إتاحة أماكن فارغة حيث لايمكن أن تسيطرعليها السياسة”. وتكريما لذلك، فقد قام المشاركون بأداء الغناء والشعرالتمثيلي لعشرات من المقاعد الفارغة – والتي تعتبر بمثابة نصبا تذكاريا لأسلافهم وأقاربهم الأموات – حيث يمكن لأرواح الثقافات والمجتمعات السابقة الإقامة فيها.  وأشارتاكاياما في حديثه أيضا أنه في عام ٢٠١٦ زار سيدني الغربية مع المديرة الفنية لبينالي ال٢١ في سيدني مامي كاتاوكا، وأبدى إعجابه الشديد بالتنوع الثقافي الذي جلبه المهاجرون، وكيفية التعايش المتبادل الذي ينعم به الجميع رغم تعدد الاجناس العرقية واللغات المختلفة، ولذلك أراد أكيرا أن يظهر التنوع الثقافي في سيدني باعتباره صورة مصغرة من العالم من خلال هذا العمل الفني التي تدور فكرته وموضوعه حول أهمية المشاركة في مجتمع متعدد الثقافات ومتنوع الأجناس، وكيف يمكن بينالي الانخراط في المجتمع الأوسع بشكل إيجابي بما في ذلك الضواحي .

 كما وقالت مامي كاتاوكا- المديرة الفنية للبينالي سيدني في هذا العام – أنه “تم اختيارالفنانين في بينالي ال ٢١من سيدني من أجل تقديم نظرة بانورامية شاملة على كيفية التفسيرات المتعارضة حين تتلاقى وتتناغم في حالة من التوازن، لأن تاريخ شعب سيدني يعكس بشكل جماعي تاريخ العالم في القرن العشرين، ولا سيما تحركات الناس والثقافات بعيدا عن النزاعات. وأتمنى أن تكون الأعمال الفنية في بينالي بمثابة حافزا للفكر لنا جميعا.” وبهذه المناسبة تدعو كاتاوكا أبناء الجاليات للمشاركة المجتمعية من خلال جدول البرامج العام الشامل بما في ذلك الجولات المصحوبة بمرشدين يوميا، والمحادثات التي يقودها الفنانون، والمحاضرات، وورش العمل، والفيديو، فضلا عن فرص المساهمة بذكريات للأرشيف. كما وسيجري معرض بينالي الحادي والعشرين لسيدني مجانيا ويمتد عرضه على مدى ثلاثة أشهر من ١٦ مارس آذار حتى ١١ يونيو حزيران  ٢٠١٨، وتشكر جميع الذين شاركوا بكل فعالية وساهموا في إنجاح هذا الحدث التاريخي.

وحاليا تعرض أعمال تاكاياما النهائية في فيلم مدته أربع ساعات يعرف باسم مشروع سيدني كابوكي “أغانينا” الذي يشكل جزءا من بينالي سيدني من هذا العام على العنوان التالي:

4A Centre for Contemporary Asian Art

181-197 Hay St. Haymarket NSW 2000

Tel: (02) 9212 0380