الشعور بالسعادة

بقلم موريس منصور

نحن فى عصر نحتاج الى فهم مسيرة الحياة ، وكيف نعيش ونفكر . نحتاج الى مواجهة الواقع الحاضر، يلزمنا الوعى الصحى والإرشاد الصحيح من أشخاص ذات خبرة فى الحياة ، ذات عقول مفكرة على أُسس علمية صحيحة . نحتاج الى إيمان قوى وعدم الإنحياز عن المبادئ الأخلاقية الحميدة . لقد تعلمنا من آبائنا ونشأنا على احترام الآخرين ، وكما يقول المثل: لاتعلو العين على الحاجب . هذا ما ورثناه من آبائنا على مدى السنين ، وكبرنا على ما أرشدتنا به الكتب السماوية . فالسعادة لا تُشترى بالمال ولا تُباع . بل السعادة هى القلب النابض ومحور الحياة . وعندما أتكلم عن السعادة من الوجهة الفلسفية فأقول : اننا نجدها فى الحس والفكر معا . فهى ترتبط بتحقيق االخير الذى تُستنتج من اختياره والتى تدفعه الى التأمل . لقد وصل أرسطو فى فلسفته الى أن السعادة قد تتحول الى عشق ميتافيزيقى، بمعنى : سعادة فكرية روحية . فهى ليست سعادة فردية بل هى سعادة جماعية ترتكز على التأمل ، فهى حكمة وتريث ، عقل وفكر .

فكيف تشعر بالسعادة وأنت تمتص دماء البسطاء الفقراء ؟ وكيف نقبل على أنفسنا أن ننام ظالمين غير مرتاحين الضمير معللين ان الحياة هى التجارة ، والتجارة حلال ؟  كيف تقبل على نفسك بأن تنسى الجميل يومًا ما من شخص قريب أو بعيد قد استطاع أن يأخذ بيدك أيام تحصيلك العلمى فى مسيرة حياتك ؟

ان عصرنا اليوم هوعصرصراع الإنسان للقضاءعلى أخيه الإنسان. الكذب والنفاق …..الخ وانتشارهم فى  مجتمعنا الديمقراتى الحر وفى جاليتنا العربية الأصيلة بقيمها الأخلاقية ، إن هى إلا مسامير فى أخلاقنا النيّرة الحميدة . بمعنى أنّ النفاق هو القضاء على أمانتنا ، واستقامتنا ، وصدقنا بل ومضوعيتنا ، فيصبح التهليل والتطبيل هى سلعة حاضرنا . فقدان الأخلاق ، ونسيان المبادئ وغيرهم ، هم التيارات المتبادلة التى تسير عليها البشرية فى عصرنا هذا .  اننا نعيش فى محنة أخلاقية . فالقوى يأكل الضعيف ، والقادر يهدر حقوق الآخر . فقد وصلنا الى الانهيار السلوكى والاجتماعى ، والى مرحلة الضعف البشرى .

نحن فى حاجة ماسة الى السعى لتقديم العلاج والبحث عن الأسباب التى أدت بنا الى هذه الحالة من الانحطاط الخلقى ونسيان المبادئ الآخلاقية التى لن تذوب على مر الزمان وقدم الأجيال . إن الكراهية اصبحت تحكم الأرض ومَنْ عليها ، فقد ضاع زمن الحب وأصبحنا قساة القلوب . إن إصلاح ما وصلنا اليه فى وقتنا هذا ، لهوأصعب  أنواع العلاج لأنه يرجع الى تصليح  جذور الأسرة والمدرسة والعمل لفهم وتنمية مدار الثقافة والعلم