الطير ليس حجراً” أمسية الشعر الفلسطيني المعاصر بخمس لغات”

 1 1    Marcelle Mansour performer of contemporary Palestinian poetry reading

3 1   5   4

 By Marcelle Mansourبقلم مارسيل منصور

كانت أمسية إبداعية في قراءات الشعر الفلسطيني المعاصر بخمس لغات، لكتاب (الطير ليس حجرا) ، بتاريخ 20 يوليو 2015،  في مركزأديسون كوميونتي سيىنتر، ماركفيل في سيدني. وقد قامت بتنسيق الحدث جنيفر كيلين، من أصدقاء الخليل.
(الطير ليس حجرا)ً ديوان رائع من مختارات قصائد الشعر الفلسطيني المعاصر للمؤلفين هنري بيل وسارة ايرفينغ ، وقد قام بترجمة هذه القصائد 25 مبدعاً من مشاهير الشعراء والكتاب في اسكتلندا إلى خمس لغات. أذكر منهم اليزا لوكهيد، جيمس روبرتسون، جاكي كاي، وليام ليتفورد، اونغاس ماكنيل، توم باو، رون بوتلين، كريستين دي لوكا وجون جلينداي
رحبت الرئيسه التنفيذيه للمركز روزانا باربر بالحضور، وقدمت سارة ايرفينغ مقدمة شيقه عن كتابها، وكانت جنيفر كيلين عريفة الحفل، كما وتم قراءة القصائد المختارة بالعربية والإنجليزية، والغيلية، والاسكتلندية والشيتلانديه

وقد كتب هذه القصائد المختارة مجموعة من الشعراء الفلسطينيين المعاصرين وأسماؤهم كما يلي: ماجد أبو غوش، عبد الله أبو بكر، سميح محسن، سميح فرج، زهير أبو شايب، مايا أبو الحيات ، يوسف أبو لوز، يوسف المحمود وعثمان حسين . وجميع هذه القصائد قد جاءت مفعمة بالحزن العميق، وتعبرعن مشاعر قوية مؤلمة وتحكي القصص المأساوية للفلسطينيين، وتصور معاناتهم وتجاربهم المروعة في ظل القمع والاحتلال الاسرائيلي الغاشم

قام بالقراءة الشعرية في (العربية) مارسيل منصور (كاتبة هذه السطور)، هلال أسمر، سارة شاويش، ناهد عودة، سناء غبار، حوراء كاش، سامح فرج، عمرغنوم. وفي (الإنجليزية) تريش بيري، ليندي نولان، هولي كوين، نادية زعيتر.وفي (الغايلية) رورايده ماكونغاس، وفي الاسكتلندية كارول توماس. كما وتضمن البرنامج أيضا ” تسجيلاً صوتياً من اسكتلندا لشعر فيصل قورقاتي بأداء عبلة عودة وهاري جايلز ص 179 “

 تخلل المناسبة تقديم المرطبات والمشروبات، وفي الختام أعلنت جنيفر كيلين بيع النسخة الأخيرة لكتاب (الطير ليس حجرا)ً بالمزاد العلني. وكان الجمهور سخياً حيث سترسل حصيلة التبرع إلى اتحاد المعونة في الخارج – APHEDA – لدعم مشاريع التعليم في الخليل، فلسطين

كان هذا الحدث الأدبي، ناجحاً جدا، ممتعاً، ومثيراً للاهتمام، خصوصاُ وأن القراءات في
مختلف اللغات.  ولا يسعني هنا – كمدعوة وقارئة – إلا وأن أشكرجميع المشاركين والحضور نيابة عن الفلسطينيين. وعلى الأخص الشاعرة سارة ايرفينغ (التي جاءت في زيارة إلى سيدني خصيصاً للحدث)، وكذلك المنسقة الرائعة جنيفر كيلين من أصدقاء الخليل، ولا ننسى الصحافي صالح السقاف من راديو اس بي اس الذي حضروعمل على تغطية الحدث، وجميع وسائل الإعلام الأسترالية العربية الالكترونية والمطبوعة
لقد أثبت هذا العمل المشترك الرائع على قدرة الشعر في تجاوز ا لحدود والثقافات واللغات من أجل الاحتفال بالتضامن الثقافي الدولي والإنسانية المشتركة

مؤتمر “فلسطين على مفترق طرق” في برلمان وﻻية نيوساوث ويلز

 Mr Ahmed Mohamed Farid MORSY, Vice-Consul of General of The Arab republic of Egypt.    Fine Artist Marcelle Mansour with Professor Emeritus Stuart Rees & Maurice Mansour

The Hon Shaoquett Moslemane MLC chaired a Forum for Middle East Affairs    Professor Emeritus Stuart Rees    Associate Professor Dr Peter Slezak delivers speech about Plaestine

 By Marcelle Mansourبقلم مارسيل منصور

أقيم مؤتمر “فلسطين على مفترق طرق” في يوم الخميس الموافق 25 يونيو حزيران من هذاالعام ، في برلمان وﻻية نيوساوث ويلز، بدعوة من منتدى شؤون الشرق الأوسط . حضر الندوة السيد أحمد فريد نائب قنصل جمهورية مصر العربية في استراليا، و نخبة متنوعة من المجالات المتعددة في السياسة والصحافة والثقافة والفنون ورجال الأعمال

:ترأس الندوة السيناتور السيد شوكت مسلماني حيث اشترك فيها خمسة من المتحدثين عن مواضيع هامة ومختلفة جاءت على النحو التالي

الأستاذ الدكتور ستيوارت ريس ، جامعة سيدني – بعنوان “قوة اللغة في النضال الفلسطيني السياسي من أجل الوطن” . الأستاذ الدكتور بيترسليزاك ، جامعة نيو ساوث ويلز ، بعنوان “التحليل المقارن للحقوق الفلسطينية واليهودية – أو المطالبة بحقوق الوطن”. الأستاذ المشارك السابق في جامعة سيدني الدكتور أحمد الشبول  – بعنوان “الأزمات العربية المتداخلة وأثرها على القضية الفلسطينية”.  سعادة ، السفير السابق ورئيس وفد (فلسطين) السيد علي قزق – “هل حل الدولتين لا يزال ممكنا؟ “.  و الصحافي السيد طوني  سابيلا، بعنوان “دور الشتات الفلسطيني في القضية الفلسطينية”

كان المنتدى ناجحا جدا إذ تناول مختلف المواضيع المتعلقة بالقضية الفلسطينية والمثيرة للاهتمام بشيء من التحليل النقدي . قام السيناتور السيد شوكت مسلماني بتقديم الشهادات التقديرية لجميع المتحدثين المشاركين وشكرهم على جهودهم الرائعة ، كما وشكر الجميع على الحضور. مبروك للجميع وهنيئاً للسسناتور السيد شوكت مسلماني وله بالغ الشكر والتقدير من أجل مساندته الدائمة للقضية الفلسطينية

أمسية شعرية لإحياء الذكرى الثالثة لغياب بطرس عنداري

1   From left, Maurice Mansour& Mrcelle Mansour, Nadin Chaar, Bedro Hajje, Charbe Baini and Tony Maroun

1  DSCF6027  6  5  4

 By Marcelle Mansourبقلم مارسيل منصور

بمناسبة الذكرى الثالثة لغياب بطرس عنداري – أبو زياد – أقام المركز الثقافي الاسترالي العربي/ منتدى بطرس عنداري أمسية شعرية في قاعة المجلس العربي استراليا، بانكستاون في التاسع من يونيو حزيران 2015، بحضور عائلة المرحوم الراحل (أم زياد وحنان وعماد) ، ونخبة من نجوم الأدب والشعر، و المهتمين بالثقافة

أحيى الحفل الشعراء المبدعين جورج منصور، شربل بعيني ، وفؤاد نعمان الخوري ، مع مرافقة مقطوعات موسيقية وتقاسيم على العود والناي قدمها الأخوان خالد وسمير معرباني . قدِّم الأمسية الشاعر شوقي مسلماني، وألقي كلمة المركز الدكتور مصطفى علم الدين، كما وألقي الدكتورعماد برو كلمة نياية عن الأستاذ الصحافي الأسترالي أسعد خوري المقيم في لبنان . ثم قدم السيد طوني مارون – (وكان من أكثر الأصدقاء المقربين والمرافق الدائم للمرحوم بطرس) – خطابا بالإنجليزية عن صداقتهما الحميمة ومشوارهما الطويل في الصحافة، وتسلم بعدها درع المركز

  أما جميع المتكلمين والشعراء، فقد سلطوا الضوء في كلماتهم وقصائدهم الشعرية على المساهمة الكبيرة التي شارك بها الراحل “عميد الصحافة” بطرس عنداري، والذي ترك أثرا ملحوظا على المجتمع وعلى أولئك الذين تفاعلوا معه في الحياة

كل عام وأنتم بخير س بي س

By Marcelle Mansourبقلم مارسيل منصور

إلى فريق إذاعة ال (س بي س) في سيدني في عيده الأربعين

وكل عام وأنتم بخير س بي س 

تحية لكم في عيد الأربعين

نهدي لكم باقات الورود والياسمين

يا أحباءنا كل المذيعين

والعاملين

على طول المدى ساهرين

غارقين

في الجهد والإرهاق وعرق السنين

من أجل العطاء المتفاني في خدمة المستمعين

وقلوبكم المفعمة بالأماني والحنين

يا ذوي الصباحات الندية

وزينة التعددية الثقافية

ما أجمل الناطقين !

باللغة العربية !

تباركت أصواتكم العذبة الهنية

في سحر تنوع البرامج … وحب الاستمرارية

لتكونوا دائما مثمرين

في حب وإخاء وسلام … يحفظ الإنسانية

لكم منا أوسمة المحبة

نضعها على صدورالعارفين

أهل المبدعين

نقدمها لكم كأجمل هدية

لكم منا أطيب تحية

وكل عام وأنتم بخير

مارسيل منصور 8 يونيو 2015 – سيدني – استراليا

 

كتاب د.الدويهي (في معبد الروح) باقات من القيم الإنسانية

 By Marcelle Mansourبقلم مارسيل منصور 

كتاب د.الدويهي (في معبد الروح)                               .” إن الفكر الذي يبدع هو الفكر الذي يقربكم من السماء…”

وعظة من (في معبد الروح) للدويهي

صدر حديثاً كتاب ” في معبد الروح” بالعربية للأديب والشاعر الأسترالي اللبناني الدكتور جميل الدويهي، وهو مجموعة من العظات تتخللها تأملات أدبية وحكم وبعض القصص والحوارات المستمدة من أحوال أفراد المجتمع، أما موضوعاتها فهي متعددة ومعظمها يضم قيماً أخلاقية اجتماعية وأحيانا فلسفية، تبدو أنها مستوحاة من المسيحية

لقد جرى العرف على أن تكون هناك تفرقة بين من يطلق عليهم اسم “الأدباء” و”الشعراء” و”الفنانين” من جهه، “والمفكرين” و”العلماء”، من جهة أخرى، ولعل ما يميز الطائفة الأولى هو أنهم جماعة من أهل الخلق والإبداع في الشعر أو الفن، أديبا كان الفرد أم شاعراً أم فناناً في الرسم أوالنحت وما شابه ذلك، ففي هذه الحاله يستطيع المبدع أن يسرح في خياله، فيعبّرعما يجول في خلده من فكرة يخرجها إلى حيز الوجود، وفي معظم الأحيان نرى أن هذه الجماعة هي من المبدعين الذين استناروا وأرادوا أن ينيروا، من أجل تنويرأفراد المجتمع من خلال المعرفه التي تكمن في خلجات نفوسهم وفكرهم، على أن تجيئ للمتلقّي في صورة إبداعية، في معظم الأحيان يكون سر سحرها ما يكمن في غموض طياتها الغير مباشرة

ولكن الأديب الدويهي جاءنا في كتابه هذا (في معبد الروح) بطابع مغاير، إذ اعتمد في الغالب أسلوب الواعظ المباشر، فنراه يكتب بروحه السمحة وقلمه الهادئ ليشيع فينا نفحة التعبيرالذي يقيم بنيانه على أسس الثقافة الروحية والمجتمعية الأصيلة. على أن المؤلف قد استقى مواده من مناهل عدة بما فيها تعاليم المسيحية، وصهر جميعها في نتاجه الأدبي، وإن كان قد استعمل طابع الوعظ ، فذلك لأنه استخدم الصيغة اللغوية لأسلوب الكاهن الذي تقمص شخصيته

فالمؤلف هو الكاهن ذاته الذي يبدأ كتابه بالتعريف عن نفسه، نراه قد استهل أول مواضيعه بعنوان (صورتي في المعبد) فيقول: “كنت أجلس في معبد الروح” (ص 4) ، فيسرد للقارئ كيف كان يأتيه العاملون والمحاربون … وكيف “نجا المعبد من الحروب”(ص5) … لأنه كان يعطيهم خبز الحياة ، … ثم يتحدث عن الخير والغفران والتسامح، وهو الرجل التائب الذي يقول : ” ليسامحني ربي على ما فعلت “(ص6) كما ويتحدث عن ” مأدبة السلام الجميل” في الموضوع نفسه.  ثم يسترسل في الحديث عن القيم في عناوين أخر، فينتقل من موضوع إلى آخر وكلها  تمس الإنسان في صميم واقعه.  وفي وسط الكتاب عن موضوع  (الضغينة) يكرر:”وتكلموا لغة السلام ، فهي لغة المجد الأدبي”(ص53). ويستمر في عرض نصوصه المختلفة إلى أن ينهي كتابه بوعظة أسماها (العظة الأخيرة وصيتي) ، فعندما سألوه أهل الناحيه عن وصيته الأخيرة أجابهم : “ليست عندي كلمة يا إخوتي أقولها الآن إلا أن تدعوا السلام يعيش ويكبر في بيوتكم وشوارعكم.” (ص98) . هكذا نرى المؤلف الكاهن الواعظ  يبدأ، ويتوسط، وينتهي في كتابه (في معبد الروح) بالحديث عن موضوع بالغ الأهمية ألا وهو موضوع “السلام”، وما أحوجنا إليه في هذه الأيام

ففي كتابه هذا نجد باقات متعددة ومختلفة من المواقف والمفاهيم والقيم التي تتخللها بعض الحكايا الواقعية لأمثال أؤلئك الأفراد والعائلات، والتي أوجد حلولا لها، قد بناها على الحلول الوارده في الأديان السماوية.  هذه النصوص معظمها مفعمة بروح الإنسانيه والمحبة التي نلمسها في الوعظات الدينية، فضلا ًعن النظرة المثالية التي يود أن يراها في الناس أويوصلها إليهم.  فهو لا يعتمد خلوة المتصوف الذي يبتغي المثالية اللامتناهية ذات العالم اللامحدود، ويترفع عى واقع العالم المادي في عزلة، وإنما نراه غير ذلك، فهو الكاهن المتصوف في معبده تارة حيث يزوره عامة الناس، ورجل الدين المتجول بين شعبه تارة أخرى من أجل أن يغامر في تحسين أوضاع حياتهم وأن يصعد بهم نحو يقظة تصحو بها كوامن النفوس.  فتراه تارة يكتفي بأن يلاحظ من بعيد على ألا يكون انعزاله سلبياً، وأحياناً يتصل بالشعب اتصالاً مباشراً – داخل المعبد أوخارجه – حتى يستطيع إصلاح مجتمعه

ففي موضوع (النور والظلام) يقول: “انهما توأمان لا ينفصلان … فنور الفضيلة لا ترونه بالعيون المجردة (ًص30) … اسكبوا من النور في أرواحكم لتصير معابد مقدسة ، وطهروا قلوبكم بفعل الخير، فالخير يزيد النور نوراً.” (32) .  وعن موضوع (قيمة الحب): ” أما أجمل أنواع الحب أيها الناس هو الحب الذي يعطي ولا يأخذ”(ص18) . أما في حديثه عن (المرأة ورجلها) فهو يرفع من شأن المرأة ويعطيها حريتها ويرفض إهانتها أو إذلالها فيقول: “لا ترجموا إمرأة إذا …”(ص16) “ومن أسوأ الحب أن يتظاهر رجل يحب أمرأة لكي تعطيه جسدها” (17) ثم يصلح بين إمرأة ورجلها في مواقف أخرى فيقول: “إني أعجب كيف يهين الرجل زوجته ولايشعر بالإهانة”، كما يرفع من معنويتها ويشجعها على الاهتمام بنفسها ومظهرها، و يشير إلى أن التوازن مطلوب بين الروح والمادة و يحث على السير قدماً نحو التطور ص (47 )

فالهدف الواضح من هذا الكتاب هو خلق روح عصرية جديدة، تتسم بطابع مميز، يتطلع إلى أفق أوسع، لا يقتصرعلى أصحاب الحياة النقية وحدهم – أعني عليّة الروحانيين والمتدينين والمثقفين – بل يتعداهم إلى كونه كاهن ومصلح اجتماعي ليشمل عامة الشعب كله، وذلك لأنه يجمع بين ثنائية الثقافة الدينية والاجتماعية لقد جاء كتاب “في معبد الروح” في موضعه الزمني من عصرنا الحديث، شاهداً قوياً على رغبة المؤلف الدويهي – إذ يرى نفسه في دوامة التيارات المعاصرة وتدهور القيم – في أن يثبت ذاته إثباتاً يجعله روحياً دينيا، فجعل من نفسه كاهناً متعبداً ومصلحاً اجتماعيا خالصا، من أجل إفادة أفراد المجتمع والعمل على التئام جروحهم وإعادتهم إلى الحياة، حتى تدب فيهم الروح من جديد. ولذلك نراه في (في معبد الروح) قد انتقد بعض الآفات الأخلاقية والاجتماعية، وحثّ على التحلي بفضائل المسامحة والحب والغفران

(في معبد الروح) يقدم لنا د. جميل الدويهي نسيج كتاب مميز، جاءت خيوطه كلها تتجمع لتلتقي في عزيمة واحدة، تبحث عن الجذوة التي تشملها فتحركها إلى فكر إنساني جديد يقلب التربة قلباً، ليبذر بذوراً جديدة، تنبت لنا نباتاً جديداً.  وإن هذه الجذوة هي التأمل في الروحانيات والتعمق في الاتجاهات الحياتية الجديدة والعلاقات الاجتماعية، والمشكلات الإنسانية، والفلسفية، وأمور الحياة الجارية التي تصادف الانسان منا في كل العصور من حيث اختلاف الرأي وتعدد الأحوال،  فنرى المؤلف طريقته في إيجاد الحلول فورية وعميقة الجذور. فما من شيء حوله صعب وهو الكاهن المتعبد والضليع في كل الأمور والذي يستطيع أن يعمل على اختراق حواجز الزمان والمكان

وقبل أن أترك الكتابه هنا، لايسعني إلا أن أهنئ الأديب د.الدويهي على إصدارهذا الكتاب القيم الذي يقدم صورة نضرة لكيفية التعايش في الحياة الإنسانية الواقعية على أسس روحية وعقلانية، فمزيداً من غزارة الإنتاج الخيّر والنجاح

حاجتنا إلى التحول في هذا العصر

 By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

إنّ من علامات هذا العصر المميزة ، أنه عصر العلم والتكنولوجيا وتفجر المعلومات والسرعة ، وفي نفس الوقت – للأسف – فهو عصر ينتابه كثيرٌ من الظلمة والشر واهتزاز المعايير ، حتى لنجد ساسة عصرنا محتارين في أمرهم وعنائهم و جهدهم نحو إصلاح الأمور ، في زمن الماديات والإضطرابات و جنون التعصب و البربرية و الوحشية و الإرهاب الذي يهدد الأمن والإستقرار في العالم

قد يتفق البشر في معظم الأحيان على المفاهيم المجردة ، ولكنهم غالباً ما يختلفون إذا قاموا بالتحليل الخاطئ في التفاصيل الجزئية التي تقع تحت ذلك التجريد . فمثلا إذا اتفق الجميع على حب الفن المرئي بوجهٍ عام ، نراهم يختلفون في مدى قبولهم أو رفضهم لنوعٍ معين من الفن … وذلك بسبب إختلافهم في الفكر والتذوق وفي تفسيرهم للمضمون …ولهذا نرى الناس من أصحاب السياسة والإجتماع والدين يتفقون على المظهر العام ، ولكنهم يختلفون في آرائهم عند شرح الجزئيات ، ولذلك نراهم يتشاجرون ويتخاصمون ويتحاربون وينقسمون … لماذا ؟ لأن الإنسان في هذا العصر يقف متحجراً أمام مرونة التفكير والتأمل العميق والغوص في الأغوار من أجل الإدراك السليم الذي يؤدّي إلى توضيح الرؤية الحقيقية للمفاهيم المحددة الصحيحة بمنظار جديد . وذلك لأن من خصائص التجريد في الفكر، أنها تجمع الناس على اختلاف أنواعهم وأجناسهم وثقافاتهم ودياناتهم وعقائدهم وميولهم ، عن طريق إذابة الحواجزالجزئية والتفاصيل الدقيقة التي تؤدي إلى ارتباك المعاني واختلاط المفاهيم وتشويه الموازين

وأعتقد أني لو طرحت السؤال الآن : كيف نتحول من فكرٍ قديم إلى فكرٍ جديد ؟ كان الطريق إلى الجواب واضحاً ، وهو أن النظر إلى المفاهيم السائدة التي تؤرقّنا نظرةً موضوعية بعين العقل والإدراك  ، على أن نكشف مضمونها الحقيقي بما ويناسب ويسايرالعصر في معانيه المختلفة المعاصرة مثل : مضمون الإنسانية و الديموقراطية والحرية والتحرر والحق والقانون والعدالة وغيرها . كل هذه المفاهيم في مضموناتها الحقيقية من الممكن تحقيقها وإنجازها فعلياً إذا استطعنا تغيير الفكر فينا عقلا وقلبا وروحا … ولعلني هنا في غنىً عن كثيرٍ من الشرح ، وأصرخ وأقول بأن “الإنسانية ” و”الحرية ” و” الديمقراطبة ” و”العدالة ” و “الروحانيات” و ” القيم ” هم من المطالب الضرورية التي تشغل عصرنا ، فما أشد احتياجنا اليوم إلى التحول الفكري والروحي من القديم إلى الحديث –  في مجال الفكر السياسي والإجتماعي والديني –  من أجل قيادة وإرشاد الأجيال المعا صرة حتى يمكن تغيير واقعنا إلى الأفضل ومن أجل التوضيح : إن الأفراد والمجتمعات التي تكوّن الشعوب في الوقت الحاضر، إذا أرادوا أن يستمروا في حياتهم على منوال الماضي الذي صنعه أسلافهم بحذافيره أو برجوعهم إلى الخلف ، فلا بد وأنهم قد يقعوا فريسة التحجر و التجمد والرجعية في المبادئ ، في حين أنه من حقهم أن يتحوّلوا ويحوّلوا ، وأن يتغيّروا ويغيّروا حسب تغيير ظروف الحياة المعاصرة . فالموروث من الأسلاف إذن لا بد من أن نبقي بعضه وأن نحذف منه بحسب ما يقتضيه العصر . كما وأن هذاالإنتقال أو هذا التحول لا يمكن أن يكون مثمراً إذا كان في المظهر أو في القشور ، أي عائما على السطح وليس في العمق … خشية أن يجيء سقيما أوتحولاً مؤذياً وضاراً . وذلك لأن التغيير أو التحول الحقيقي لا بد وأن يصل عبرطيات المعاني الجوهرية للمضمون ، عن طريق الإدراك الفكري و الحسي ،  بما فيه المعنوي والروحي من خلال عين العقل

 إنني لا أكتب هنا من أجل أن يتلذذ القارئ بألفاظ الكلمات وحسن صياغتها كما كان قديماً المبدأ في الأدب إنشاءً ونظماً ، والمبدأ في الفن المرئي شكلاً وجمالاً ، وإنما  تراني اليوم أعبّرعن نفسي أدباً وفناً بأسلوبٍ معاصر ليتماشى مع روح العصر و ليوقظ بواطن العلم والمعرفة فيخرجها من الظلمة إلى النور . وهذا ما أعتمدته في استخدام النور كوسيلة حديثة للتواصل الفني المباشر مع الجمهور في معرض ” ثريشهولد” بمعنى ” نقطة ولحظة التحول” . فما أحوجنا اليوم إلى التحول الجوهري والحقيقي في حياتنا المعاصرة ، من خلال التأمل وإعادة التفكيرفي أنفسنا وعالمنا من أجل خلق عالم أجود وإمكانية العيش حياة أفضل