ألفيس بوك بين المزايا والعيوب داء أم دواء؟

By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

من أعجب ما يستوقف النظر من عادات الناس اليوم هو الولع الشديد فى استخدام الفيسبوك حتى أنه يصل أحيانا الى درجة الإدمان ، والمحور فى ذلك كله هو إحداث التغيير فى صور الحياة المعاصرة حيث يجد  الأغلبية فى ذلك فرصة مشتركة تشبع فى أنفسهم وجدانا وفكرا متبادلا

فمنذ أيام مضت إحتفلت شبكة الفيسبوك بعيدها السنوى العاشر، إذ حققت أرباحا طائلة قيمتها 106 مليار دولار، ولا شك أن الفيسبوك يعتبر من أهم شبكات الاتصال الإكترونى الأربعة وهى شبكة الإنترنيت والويكيبيديا وسكايب ، فمنذ عشرة سنوات حينما كان طالبا فى جامعة هارفارد ، أطلق مارك زوكربيرج شبكة الفيسبوك – وهى شبكة الكترونية اجتماعية فى غرفته فى السكن الجامعى حصريا لطللاب الجامعات ، ومنذ ذلك الحين إجتذبت 1.23 مليار مستخدما 80% من هؤلاء يعيشون خارج أمريكا الشمالية ، ثم أخذت هذه الشبكة تنمو بسرعة هائلة حتى أن الجميع بدأ يستخدمها من أجل التواصل مع بعضهم البعض . وتدل الإحصائيات على أن أكبرعدد يستخدم الفيسبوك حاليا هو من الذين تتراوح أعمارهم من 65 عاما وما فوق . وقد وجد مركز ” بيو ” للأبحاث أن المستخدمين من ذوى الأعمار 29-18 قد انخفض فى الهام الماضى ، وأن هؤلاء ما بين الأعمار 18-16 قد انقطعوا عن استخدام الشبكة وذلك لشعورهم بالحرج عند إفشاء خصوصياتهم لدى والديهم المستخدمين لها . ومن الطريف أن الفيسبوك يواجه اليوم موجة جديدة من المنافسة إذ تحول الشباب المراهق الى استخدام الهواتف النقالة الذكية مثل إنستاجرام ، كما وأن هناك شبكة جديدة فى طريقها الى الظهور يقال أنها ستنافس الشركات الأخرى لتصبح شبكة خاصة بالمراهقين ، كما وأنه من المتوقع أن يهجر الكثير الفيسبوك بحلول عام 2016 … وهل ممكن حدوث ذلك يا ترى ؟

وإذا كان ابتكار الإنترنيت هو الأكثر تمييزا فى مجال الإتصالات الإكترونية فى تاريخ البشرية من حيث التواصل السريع والحصول على المعلومات ، فإن التطور السريع للفيسبوك كواحدة من الشبكات الإجتماعية قد جعلها وسيلة بالغة الأهمية حتى أن 30% من السكان فى العالم يعتقدون بأن الفيسبوك هو الانترنيت ! وبالطبع هذا إعتقاد خاطئ

ويمكن القول بأن شبكة الفيسبوك هى الأكثر شيوعا ، وكما هو الحال فى كل اختراع له مزايا وعيوب ، ولكن عادة حجم المزايا هو أكبر من العيوب بمعنى أن الإيجابيات هى أكثر من السلبيات . وأود هنا أن أطرح هذا السؤال : فهل يمكن للفرد اليوم أن يتصور وجود الإنترنيت من غير الفيسبوك ؟ .. وأعتقد أن الجواب نسبيا .. وإن كان الكثير بالطبع  سيجيب بالرفض لأن هذا أمر مسَلم به لدى الكثيرين

لا شك أن شبكة الفيسبوك لها من المزايا القيَمة كوسيلة رائعة للتواصل مع الملايين من البشر محليا وعالميا حيث يمكن التشارك مع كل الناس فى حياة الفرد ، والحصول على أصدقاء المدرسة والأصدقاء القدامى والمعارف والجمعيات ، هذا الى جانب الدردشة والرسائل ، ولا يغيب عن بالنا أيضا إستخدام الفيسبوك فى تطور الأعمال الحرة وتبادل المعلومات مع الشركات العالمية الأخرى

ومن جهة أخرى ، وكما يقول المختصون فى هذا المجال – إن من أهم مساوئ الفيسبوك هى انتحال شخصيات وهميَة واستخدامها فى الخدعة من أجل مضايقة شخص آخر يغيرون منه أو يحقدون عليه . كذلك إنتهاك الخصوصية فى الفيسبوك هى مساوئ شائعة جدا مثل استخدامه فى الشجار بين الأقارب والآصدقاء والمتزوجين . وللأسف كان لهذا الإستخدام الخاطئ ننتائج سيئة مثل إفساد العلاقات الحميمة بين الأقارب وحالات الطلاق بين الأزواج بنسبة 30% ، ولذلك اذا لم يستخدم الإنسان الفيسبوك بالطريقة الصحيحة فمن الممكن أن يعرض نفسه لأن يكون فريسة للأعداء وللمغتاظين والحاقدين وغير المحببين ، وذلك بسبب الجهل بقوانين الخصوصية فى الفيسبوك ، كما ويقال أيضا من عيوب الفيسبوك أن هناك بعض الأفراد يستخدمونه من أجل المباهاة والتفاخر بنمط الحياة الى يعيشونها ، وفى المبالغة فى نشر الصور العديدة التى يأخذونها لأنفسهم والتى يطلق عليه اسم سيلفس . والعجيب هنا كأن صفحة الفيسبوك هى الفرصة الوحيدة لطريق الشهرة أو لنشر الأخبار المتلاحقة من أجل إرضاء الأنا ” أيجو” ظنا من هؤلاء أن الجميع فى حاجة لتتبع أخبارهم ، والأعجب من ذلك أن مثل هذا التصرف قد تسبَب فى حدوث الغيرة والكراهية لبعض الناس المهتمين بهذه الأمورالتافهة

أما الإدمان فهو من أكبر العيوب الرئيسية فى الفيسبوك لما يسببَه من المشاكل عن طريق قتل الوقت الثمين ، ويقول الإخصائيون فى علم النفس أن هذا الإدمان مرتبط بظاهرة الخوف من عدم الإلمام بجميع الأخبار والتى يُطلق عليها اسم ”  فومو ” وهى اختصار لاصطلاح “الخوف من افتقاد الأخبار والمعلومات”

وفى الختام يمكن القول بأن استخدام الفيسبوك هو شئ جيد اذا عرف الفرد منا كيفية استخدامه بحكمة وبحدود المعقول لمدة عشرة دقائق مثلا ، وذلك من أجل المنفعة وليس الخراب … من أجل الإفادة والإستفادة من المزايا وتجنب العيوب … وعندهايكون استخدام الفيسبوك دواء وليس داء

  17/2/2014  هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاريخ

مسرحية ” لوين رايحيين” تخدم أهدافا ذات قيم عالية

By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

إن الفن المسرحى المعاصر الناجح هو الذي يستقى صلب موضوعه من واقع حياتنا الذي نعيش فيه … هذا الواقع الراهن الذي قد طغت عليه عناصر الماديات والأنانية والنصب والإحتلال على حساب القيم الإنسانية والأخلاقية .  هكذا هو الفن المبدع في شتى مجالات الأدب والفنون ، هو فن ناقد لاذع وهادف نحو الأفضل. وها هو يطالعنا اليوم الفنان المسرحى المعروف السيد غسان الحريري وفرقته من الممثليين المبدعين … يطالعنا بنتاج جديد من مسرحياته الفنية ، كما تعودنا دائما أن نلمس فى أعمال الحريري التميَز بالإصالة والموضوعية الهادفة والتى تعالج قضايا متعددة ذات القيم المفيدة

” لوين رايحيين ” هو عنوان المسرحية الذي يجبر المشاهد أن يتوقف برهة ليتأمل ويتساءل … الي أين المضىَ ؟  الي أين ذاهبين ؟ .. فالمسرحية تصور هؤلاء من أبناء الجالية … وهذا الصراع الكائن فى النفوس والذي ينطبق على شريحة معينَة أو فى أى مكان آخر من العالم. لأن المهمة الأولى للعمل الإبداعى المسرحى هو الكشف عن حقيقة الإنسان كما هى واقعة حيث يتأثر الفنان المبدع بمؤثرات متعددة فيأتى نتاجه الإبداعى مؤثرا على الأفراد والمجتمع.  وقد يبدو أن الحريرى غير راض عن الجانب السئَ من واقع الأفراد أو الساخط على السلوك الملتوى المتمثل فى أفراد الأسرة التى تكون المجتمع … فعلى سبيل المثال ، هناك شخصية فرهود (المخرج عباس مراد) وهو الوالد الديكتاتورى والذى يستبد فى تربية أولاده الأربعة – ثلاث إناث وذكر – فما عليهم الاَ الطاعة الإجبارية فى سماع كلمة والدهم – حتى وإن كان هذا الوالد لا يمثل المواطن الصالح – فهو الذى يخبئ المال النقدى فى بيته هربا من الضمان الإجتماعى حتى لا يتعرض لسؤال”من أين لك هذا؟ ” كما وأنه يقضى وقته منغمسا فى قصة حب مع عشيقته … وهذا يذكرنا تماما بشخصية

” أوديلف هتلر ” الذى زاول حكم ألمانيا خلال فترة الحرب العالمية الثانية بنزعته الشمولية والديكتاتورية والفاشية ، فى الوقت الذى انغمس فيه فى غرام عشيقته ” ايفا براون ” .. ولهذا فمن الممكن هنا أن يستنبط المشاهد حالة الوضع السياسى والاقتصادى الراهن من حيث غلاء المعيشة مثلا – وفى قول ” فيتجه الأقرع “

( ريمون جبرائيل ) 7×8=106 يستشف المشاهد الكناية بأن الحقيقة التى نعرفها تختلف عن الواقع الذى نعيشه … كما وأن هناك قضية إنغماس الشباب الضائع الذى يتناول المنعشات مثل المعسَل ويتعاطى جميع أنواع المخدرات الغير مشروعة مثل الهيروين والكوكايين وغيره

هناك أيضا نوع آخر من الآباء والتى تظهر فى شخصية فتيجه الأقرع وهو الذى يتظاهر بأنه من المثليين ويعلَم إبنه الوحيد  – ” زلطه ” ( عبد الرحيم صالح ) – السلوك الملتوى ، ويتآمر معه بتدبير خطة الإقتراب والزواج من ” روزيتا ” (سنا عطية ) من أجل سرقة المال النقدى من بيت فرهود والدها … خصوصا وأن شخصيتها تتصف بالبلاهة والثأثأه .  وهناك أيضا أختها ” يارا ” الجميلة الساذجة ، وأختها المطربة ( نوال الأمير ) وهى الشخصية الهيمانة والمغرومه بالفنان الراحل عبد الحليم حافظ ، ولذلك فهى ترفض الزواج من ” عجوءَ ” ( خليل عيسى ) الشاب الخجول الغشيم والذى يفتقر الى القدرة على إجتذات الإناث وكسب قلوبهم ، فهو المتيَم بها يفشل فى العلاقة مع نوال ويتحول فجأة الى طلب الزواج من أختها دون مقدمات .  كما وتتعرض المسرحية هنا الى معاملة هؤلاء الفتيات للطرف الآخر من الشباب بطريقة فظَة مهينة وعنيفة فتظهر هنا شخصية الفتاة السطحية المتعجرفة  (روزيتا ) . أما أخيها الشاب ( كروم ) الوحيد لوالده ( أكرم جوزيف ) الذى يضيَع وقته على صفحات الفيس بوك دون أى هدف فى الحياة فقد ينتهى به المطاف الى حالة من الغضب والتوتر فيتذَمر على والده بوقاحة ويترك البيت الى غير رجعة . ومن جهة أخرى ، فإن المطربة ” نوال ” ترفض الزواج من ” عجوء” رغم أنه انتحل شخصية عبد الحليم حافظ لإرضائها دون جدوى ، كما وأنها ترفض الزواج من الشاب الصينى الأصل المتيَم بها  ” يافغ دى ” الى درجة أنه أصبح يتكلم العربية ويتقن غناء عبد الحليم حافظ . وربما يدل هذا على امتزاج وتفاعل الثقافات فى المجتمع الاسترالى والتى تظهر فى قضايا الحب والزواج بغض النظر عن نجاحها أو فشلها … كما ولا يغيب عن بالنا قضية الفن التى تجسَدت فى نفسية المطربة ” نوال ” وفى إعتقادها الراسخ بأن عبد الحليم حافظ الفنان لم ولن يمت وسيظل فنه خالدا

وهناك نوع آخر من شباب هذا الجيل المتمثل فى شخصية ” زلطه ” وهو الوحيد لوالده … فبعد معاناته فى التعرض لأشكال  مختلفة من العنف والإذلال والإهانه من قبل الفتيات الثلاث – من أجل سرقة المال النقدى – نراه فى نهاية المسرحية يفاجئ المشاهد بتحوله الى شخصية أخرى أيقظها صوت الضمير الحىَ … فهو يمتنع عن السرقة رغم اكتشاف المكان … ويتحقق من شخصية والده المحتال فيرفضها على الإطلاق … ويرتد الى أصله الشاب القروى البسيط ويهجر بيت والده مردَدا شعر الزجل العفوى

هذا ما يصبو اليه الحريرى ، لأن يعَبرعن واقع هؤلاء الناس وجوهر كيانهم ومعيشتهم وحياتهم ، فيصور العمل المسرحى حقيقة الانسان وحقيقة الواقع الذى نعيش فيه من أجل الإصلاح الإجتماعى

  18/11/2013 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود كلمة عابرة ، بقلم مارسيل منصور بتاريخ

جائزة تقديرية لسيادة المطران عطا الله حنا في يوم السلام العالمى للأمم المتحدة فى استراليا

  By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

في يوم الاثنين بتاريخ 23 سبتمبر 2013 كان لقاء المطران حنا مع اتحاد السلام العالمي في استراليا ، وذلك كجزء من احتفال الأمم المتحدة في يوم السلام العالمي الذي يجري في 21 سبتمبر من كل عام

قدمت عريف الحفل تريسى دو جيير البرنامج الذى تخلله فيديو عن موضوع ” تعليم السلام ” كما وكان هناك بعض المتحدثين من سفراء السلام مثل الدكتورساره جان موور والتى تحدثت عن أهمية تعليم الجيل الصاعد عن المحبة من خلال فن الموسيقى والغناء . كذلك تحدث سكرتير الاتحاد جريج ستون عن كيفية التفاعل بين الأفراد والشعوب فى تذويب الخلافات والعمل على تحسين العلاقات الأخوية ، مستشهدا بنصوص الكتاب المقدس

وتقدمت هذه الكلمات كلمة سيادة المطران حنا الذى تحدث فيها عن الرسالة الدينية المقدسة التى تدعو الجميع من المسيحيين والمسلميين واليهود وأصحاب الديانات الأخرى الى العمل من أجل السلام الحقيقى المبنى على أسس العدالة . وأكد بأن الجميىع من أبناء شعوب العالم ينتمون الى أسرة واحدة لأن الله قد خلق الجميع سواسية دون تمييز ، كما وذكر أن كنيسة القدس هى أم الكنائس فى تاريخها وعراقتها ، فمنها ظهر السيد المسيح الذى يدعو الى السلام وإلى محبة البشر والى الصلاة من أجل الأعداء . كما وشرح المطران عن قضية الشعب الفلسطينى بأنه مازال يعانى تحت ظلم الإحتلال الإسرائيلى ، وأشار الى الإرهاب فى سوريا … كما وذكر أن الكنائس منذ ثلاث سنوات وقَعت وثيقة ” كيروس باليستايىن ” من أجل سلام العالم .  ثم أشاد سيادة المطران حنا ببلد استراليا قائلا : إننا نحب هذا البلد العزيز الى قلوبنا ولأن استراليا نموذج للتعايش السلمى فى ظل التعددية والحرية والديمقراطية

وفى الختام قام المطران بتوجيه كلمة تقدير وشكر الى كل أعضاء اتحاد السلام العالمى من أجل مجهوداتهم الفعَالة وتمنى أن يسود السلام فى العالم . ثم سلَم سكرتير إتحاد السلام العالمى جوائز تقديرية لكَل من سيادة المطران حنا والدكتورة ساره مور لجهودهم العظيمة

  24/9/2013 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاري

تأسيس وتدشين جمعية غزة الأرثوذكسية فى سيدنى

By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

فى 15/9/2013 قام نيافة المطران عطا الله حنا بتدشين جمعية غزة الأرثوذكسية فى الاولومبيك بارك بحضور سيادة المطران بولس صليبا والآب عزيز عبوه ورئيس النادى الفلسطينى السيد جلال عصفور ، وعدد من الشخصيات وأفراد الجالية الفلسطينية

وبمناسبة إنشاء هذه الجمعية التى وضع نواتها السيد خضر ضبيط وعقيلته بيرتا ضبيط حيث أقاما مسبقا حفلة عشاء فى منزلهما على شرف المطران حنا فى اليوم العاشر من هذا الشهر

ألقى السيد ضبيط كلمة عن فكرة وتكوين هذه الجمعية ، وأن الغرض من وجودها هو الحفاظ على الجذور والتراث الفلسطينى ، فقال أنه يريد أن يرفع صوته عاليا ليكون مسموعا لدى العالم ، خصوصا وأنه ممنوع من زيارة كنيسة المهد فى القدس رغم محاولاته العديدة . ثم بارك المطران حنا تأسيس هذه الجمعية الجديدة ، وقطع قالب الكيك مع المطران صليبا ، وبارك الأهل فى غزة على هذا الإنجاز وحث الجميع على التعاون من أجل خير هذه الجمعية

كما وألقى سيادة المطران صليبا كلمة تحدث فيها عن إهتمامه بتعليم الجيل الجديد وعلى ضرورة العمل المتواصل . كما وشكر المطران حنا على إهتمامه بالشؤون الاجتماعية الى جانب الوطنية فى دعم القضية الفلسطينية . وشكر العاملين على تكوين هذه الجمعية قائلا انه سيكون دائما مستعدا لتحقيق احتياجاتهم وفى الختام قدمت مارسيل منصور كلمة شكر للمطارنة ولعائلة ضبيط وجميع المساهمين فى انجاحها وقالت أن الجميع سيعمل سويا من أجل تكبيير وتطوير الجمعية وطنيا وإجتماعيا وثقافيا من خلآل العمل والتواصل مع سيادة المطران لنيل البركة فىالمشاريع القادمة بما فيها المعارض الفنية

  17/9/2013  هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاريخ

رسالة نيافة المطران الدكتورعطا الله حنَا فى زيارته للمهجر فى سيدنى

By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

في يوم الجمعة الماضي حظيت الجالية الفلسطينية والعربية في لقاء حار مع نيافة المطران الدكتورعطا الله حنا بزيارته المباركة من القدس إلى سيدني ، والذي قام بتنظيم الترحاب أعضاء لجان الناجي الأسترالي الفلسطيني واتحاد عمَال فلسطين . ومن المعروف أن المطران د.حنا فلسطينى الأصل ، وهو المدير المتحدث العربى باسم البطريركية الأرثوذكسية ، كما وأنه يتميز بمواقفه الوطنية والقومية تجاه حقوق الإنسان ، وبدوره الفعَال فى العمل على المصالحة بين الأديان وتذويب الطائفية والتعصب وتقوية الوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلميين . ومما لاشك فيه أنه هو الناشط الدءوب فى مساندة القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين والعمل من أجل العودة الى أرض فلسطين

وقد ألقى المطران د. حنا كلمته الجليلة على الحضور ، فجاءت تحمل بين طياتها نسمات القداسة القادمة من القدس ، ورأيت أن أنقل للقارئ بعضا من مقتطفاتها ، فهو يقول : ” أتيت لكم من شعب كنيسة القيامة التى نصَلى فيها صباحا ومساء … فأنا أحمل اليكم رسالة مسيحية مشرقية عربية فلسطينية . “

ما أجمل هذه الكلمات التى تنمَ عن روح الأصالة الراسخة الجذور ألا وهى جذور الإنتماء الروحى والوطنى والقومى . والأجمل من ذلك قوله : ” إن المسيحية فى بلادنا (فلسطين) ليست عنصرا دخيلا أو غريبا أو مستوردا ، وإنما هو عنصر بسيط يذكرنا بأن المسيح وُلد عندنا … وعاش عندنا … ومات عندنا … وقام عندنا … وأن مدينة القدس بقيامتها وكنائسها ومساجدها هو الذى نفكر به دوما وترنو اليه نفوسنا فى السجود والصلاة والسلام . “

ومن ضمن الرسالة التى يحملها لنا نيافة المطران ، لشعبنا فى المهجر وفى أنحاء العالم هى رسالة هامة وذو قيمة عالية لا يفهم مضمونها إلاَ ذوى العقول المفكرة والتى تحبَ مصلحة الوطن ، فهو يبعث فى نفوسنا روح التضامن والوحدة وعدم الإنقسام على أنفسنا ، وعلى حدَ قوله : ” إن عالمنا العربى يمرَ بمرحلة عصيبة تشهد مرحلة جديدة ، وان هناك يدَ تلعب فى الخفاء من أجل تحويل المنطقة العربية الى ساحة دمار وتشرذم من أجل أن يصير العرب مسيحيين ومسلميين مشردين . ” واستمر قائلا :” كفانا أن نذكر ما يحدث اليوم فى مصر وسوريا وغيرها من جرائم وأحداث أليمة تستهدف المسيحيين باسم الدين وهم أبرياء من الدين ، وإن كل من يفعل ذلك هو ليس صديقا لفلسطين ، وليس من محبَى مصلحة العرب … فكفانا دمارا وحروبا وإرهابا وتقتيلا . “

كما  وأشار المطران الى الحلم الكبير الذى يسكن فى قلوب الفلسطينيين ، ألا وهو العودة الى الوطن وتحرير الأرض وانهاء الإحتلال فى ظل بناء دولة مدنيَة ديمقراطية بغض النظر عن الإنتماء الديني أو غيره …لأن الشعب الفلسطيني الشعب الفلسطينى يرفض العنصرية ويحترم حقوق الإنسان كمواطن ، كما ونتمنَى أن يستتَب الأمر فى  مصر وسوريا وغيرها وأن تلتقط الأمة العربية أنفاسها من جديد . هذه بعض من خصائص الرسالة التى يحملها لنا نيافة المطران الدكتور حنا من بلاد القدس ومن أرض السلام

إن هذا المطران النادر من نوعه وهو واحد من رجال الدين الذى يرتدى أثوابا بعضها فوق بعض ، فهو لا يلبس عباءة الكنيسة فقط … وإنما أثوابه ترمز الى انتمائه الى عالم اللاهوت وعالم السياسة وحب الوطن ومقاومة الإحتلال والتعلق بالجذور والدفاع عن الحق وتقارب الأديان … وكل هذه تتفاعل مع بعضها من أجل هدف مشترك ألا وهو الحرية والعودة الى أرض فلسطين والتعايش السلمى فى ظل الوحدة العربية .  ولاشك أن صوت المطران هذا هو صوت الضمير الحَى الذى ينادى بعدالة حقوق الانسان فى عصر بات عسيرا على الانسان أن يكون إنسانا ، فهو يريد أن يصحح ” الإعوجاجات ” كما قال … وأن يأتينا بنسيج جديد لعَله يُقوَم بعض الأخطاء التى يرتكبها الآخرون من أجل المصلحة العامة . وإننى هنا كمواطنة مستمعة  أخط هذه السطور … وأنا أكنَ كل محبة وتقدير واحترام الى سيادة المطران ، وإن كان قلبى يعتصره الألم على ما يجرى فى الوطن العربى

من تشقق وإنقسام وهدر دماء … فى مصر … وفى سوريا ( المعلوله ) … وفى غزة من انشقاق بين فتح وحماس واللائحة طويلة … انه يعزَ علينا كثيرا نحن الفلسطينيون … الى متى نظل نئن ونتوجع … وقد انهكنا تعب الحروب طيلة 65 عاما من جرَاء النكبة ، وعشرين عاما منذ بدء مفاوضات السلام ونحن نسير بلا مصير !  ورغم ذلك ما زلنا نوُمن بأنه من وسط الظلام والكثيف ينبثق شعاع الأمل ولذا فنحن نأمل بأن تتحسن أمور البلاد العربية الى الأفضل وأن يعم التضامن والتعاون بينها … لأن طبيعة العصر الحاضر يدعونا بالضرورة الى المناداة بتحريرالعقول من البراثن الخبيثة وأن يحل محلها المحبة والتآخى من أجل مصلحة الوطن … وهنا لا يسعنا نحن أبناء شعب المهجر فى سيدنى الى أن نضم صوتنا الى صوت سيادة المطران الدكتورعطا الله حنا ، كما ونريد المزيد من هذا النوع من أجل يقظة وطنية ملحَة

  9/9/2013 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاريخ

التناغم الروحى فى إفطار رمضان

BY Marcelle Mansour  بقلم مارسيل منصور

التناغم الروحى هو نغمة الفلسطينى فى حياته ، هذه النغمة الهادئة والراقية كانت وما زالت من سمات ثقاقتنا المعاصرة ، ومن صميم وجودنا . هذه السَمة يتميَز بها الشعب الفلسطينى أكثر ما يتميَز به أى شعب آخر – فيما أعتقد – لأن هذه النغمة العميقة الراسخة هى صورة من صور حياتنا الراهنة التى تكشف عن حقيقتها اليوم من أجل التخلص من براثن التعصب الأعمى والعمل على يقظة الانفتاح

ففى الأسبوع الماضى قام الإتحاد العام لعمال فلسطين فى استراليا ، بتنظيم الإفطار السنوى الرمضانى من أجل فعل الخير والعطاء ، لمساندة الأهل فى المخيَمات الفلسطينية المنتشرة على الأراضى اللبنانبة ، والهاربين من أحداث سوريا الى جانب أهل غزة من أثر العدوان المتكرر .  وسط هذه الظروف العصيبة التى يعيشها الفلسطينيون أصبح عدد اللاجئين يتزايد بسرعة رهيبة ، وهم مازالوا يتعرضون لقسوة المعاناة الاقتصادية والصحية والسياسية .  ولما كان لى نصيب فى المشاركة لهذا الإفطار الكريم ، رأيت أن أنقل للقارئ بعضا من انطباعاتى ، والتى ما هى إلاَ تعبيرعن إعجابى لهذه المناسبة ولأعضاء الإتحاد الذين قاموا بتنظيمها مشكورين على هذا المجهود الرائع . وأهم ما لفت نظرى هو الحضورالروحى والسياسى جنبا الى جنب وفى وقت واحد ، لأننى قمت مسبقا بالتعبير عنها فى أعمالى الفنية صورة وكلمة . فقد تصَدر الحضور فضيلة مُفتى استراليا الدكتور ابراهيم أبو محمد والأب السامى الاحترام الموقرعزيزعبوة من الكنيسة الأرثوذكسية فى روثى هيل . ولا أخفى على القارئ أنى شعرت بالسعادة تغمرنى اذ رأيت علامات السماح والموَدة والأخوَة ترتسم على وجوه الحاضرين .. ولا عجب فى ذلك اذا عرفنا أن هناك قوة خفية تكمن وراء ذلك ، وهى أكبر من وجودنا وأعمق من إدراكنا كبشر ، ألا وهى قداسة الخالق ” الله ” . هذه الكلمة التى تصدرت افتتاحية كلمات رجال الدين كلَ بطريقته التقليدية المعتادة . ومن هنا نستشف بأننا جميعا نؤمن بأن الله واحد بغض النظر عن الديانات أو الطوائف أو المذاهب . ولما كانت فلسطين هى مهد الديانات السماوية ومبعث الانبياء ، فربما يكون هذا عاملا أساسيا فى سبب إرتفاع روحانية الفلسطينى ، فهو فى النهاية يؤمن بقدسية الارض التى سُلبت منه

وقد تحدث المفتى الدكتور أبو محمد عن إلتقاء الأديان فى زمن التسامح والإنفتاح على الآخر و” أن الدين لله والوطن للجميع ” . كما وأشار الى زيارته فى العام الماضى الى غزة وحدثنا عن وطنية الطفلة اليتيمة الأبويين والتى رفضت تلقائيا فكرة التبَنى لها فى استراليا فقال ” ان هذه الطفلة البريئة قد كبَرتها الأيام “

ثم تلا بعد ذلك كلمة الأب السامى الاحترام عزيزعبوه ، فتحدث عن تاريخ الصيام الجماعى الذى فرضه الله على الانسان منذ العهد القديم ومدى تأثيره على النموالروحى وهنا أود أن أقدم تحية حب وتقدير الى الأب عبوه لمبادرته الطيبة ومشاركته الأولى من نوعها فى الكنيسة الأرثوذكسية فى أستراليا – وهو الفلسطينى الأصل – فتميَزت كلمته بالهدوء والوداعة والنظرة العميقة والحكمة الداعية الى المحبة

أما سعادة سفير فلسطين فى استراليا السيد عزت عبد الهادى فقد اختار المساندة بالحضور دون إلقاء الكلمة – وهو دائما الحاضر المتكلم – وذلك من أجل إتاحة الفرصة لرجال الدين فى هذه المناسبة الهامة ، فجاء صمته أبلغ من كل كلام !  كما وتحدثت السيناتور لى ريانون ، وهى التى زارت غزة خلال العام ، فأعربت عن سعادتها للمشاركة بهذه المناسبة التى تجسَم نموذجا حيا لقبول الآخرعلى أنها جزء من التعددية والديمقراطية فى استراليا

وبعيدا عن هذه الكلمات المألوفة … كان هناك بعض اللقطات الجميلة التى أبهرت الحضور ، مثل مهارة الأطفال الثلاثة من عائلة سلطان – (آيات وزهرا وليلى ) – وبراعتهن فى أداء تلاوة القرآن التى تكشف عن تنمية بذور البراعم الاسترالية وتوطيد جذورالهوية والانتماء. ومما أثار الإعجاب أيضا ظرافة المفتى الدكتورأبو محمد عند تسليم الجوائز لهؤلاء الأطفال ، فسأل واحدة منهن إذا كانت تؤدى السلام التقليدى لدى الجنس الآخر من الذكور قائلا : ” انت بتسلمى على الصبيان ؟” فكانت هذه لقطة مصرية خفيفة الظل وتدل على تشجيع الجيل الناشئ على الانفتاح . أما الجزء الجاد فى صلب الموضوع ، فكان يحمل تسجيلا وثائقيا هزَ مشاعر الحضور لبعض من المناضلين بما فيهم الصبيَة ” جميلة ” من سكان غزة والتى فقدت اخوتها الشهداء فعملت على إعالة أطفالهم اليتامى عن طريق العمل الشاق فى صناعة الأسمنت وهذا لا يتلاءم مع طبيعة التكوين الفسيولوجى للمرأة

هذه هى صورة من صور الحياة الواقعية الراهنة التى يعايشها اللاجئون الفلسطينيون والتى تصرخ عاليا وتدعو الى الرحمة … والتى لا بدَ وأن يستجيب لها صوت الضميرالإنسانى الذى يتمثل فى الرباط الروحى والسياسى ، هذا التضامن الحقيقى اذن هو من أبرز سماتنا المعاصرة لأنه يتجاوز حدود المصلحة الفردية الى ما هو أعمق بكثير . وما أحوجنا اليوم الى مثل هذه المناسبات لأننا شعب قطع على طريق الزمن أكثر من خمسة وستين عاما وحمل على كتفيه هموم الحروب والشتات فبات من المؤكد أنه لابد وأن نتخلى عن نزعة التعصب وأن نرتقى بأنفسنا نحو المعانى السامية من خلال المحبة ومبادئ الإيمان والتأقلم الروحى فى الحياة بما ويتوافق مع النغمة الفلسطينية

16/7/2013 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاريخ