مارسيل منصور تهدي لوحة الوفاء لروح بطرس عنداري

 مارسيل منصور تهدي لوحة الوفاء لروح بطرس عنداري

 

 

 

 

 

 

http://al-ghorba24.blogspot.com.au/2013/05/blog-post_3898.html

:جاء في  مجلة “الغربة” الإلكترونية الأسترالية في قسم “الجالية” للشاعر شربل بعينى ما يلي

مارسيل منصور الفنانة المهجرية العروفة أهدت لوحة الوفاء لروح الاعلامي المهجري الراحل بطرس عنداري، وها نحن ننشر اللوحة والكلمة المرفقة معها التيمم كتبتها مارسيل بهذه المناسبة

كنت أودّ أن أرسم شخصه من الحياة، مثلما تعوّدت أن أفعل في الماضي مع الشخصيات البارزة، لأنني كنت قد اخترت ذلك مسبقاً، ولكن للأسف لم يشأ القدر تحقيق ذلك، لأنه ودّع الحياة فجأة”

ومع ذلك كان لي الشرف أن أرسمه من الصورة، وان كان يعزّ عليّ جداً أن أفعل ذلك.. لأن الأمانة التي يحملها الانسان من السماء والأرض هي حرية الاختيار، ولأنه بهذا الاختيار تتجلّى “القيم” التي يسير بمقتضاها.

ففي مهرجان إحياء الذكرى السنوية الأولى للراحل بطرس عنداري، كان من المواقف الصعبة عندما قمت بتقديم اللوحة لأعضاء “تجمّع الوفاء لبطرس عنداري” وبالذات لعائلة الفقيد الكريمة، وأخص بالذكر السيدة ام زياد وأولادها زياد وعماد وحنان، لأنني كنت أشعر بخلجات أحاسيسهم الممتزجة!

:وهذا ما جاء من صورة وكلمة باللغة الإنجليزية

“Good evening Ladies and gentlemen,

I would like to pay a tribute to the memory of the late Peter Indari, Botrous Indari (Abou Ziad) -”The Dean of the Arab Journalists in Australia”. This painting is dedicated to his memory, paying respect to all that he has done to enrich our home Australia. I met the late Peter Indri nearly 30 years ago and knew him very well during this time. I intended to paint his portrait from life, but I feel just as honoured to paint him from a photo.
Even though Peter passed away a year ago, the emotions are still raw. He is still in our hearts, our feelings and our memories, which are stronger than death and larger than life.
As an artist and writer, in my own words in Shifting Waves’ book © 1998 p.15: “my interest in the morphology of human faces and my admiration for features can reveal personality and highlight the influential aspects of an individual.” The sparkle in his eyes shows he was intelligent, the shine in his skin shows he had the light of knowledge to enlighten people. In his well-acclaimed column ‘lest we forget’ he was an intellectual critic and social reformer, he was also a historian and a politician – Peter Indari was a remarkable man.  A friendly smile, he was always calm and humble, overall a truly lovable person. I have to say that, while I was painting this portrait, I took a deep breath several times, and pictured his great personality in my mind, where I have tried to capture his soul and offer a vivid sense of his presence.
It was pure coincidence that I saw his monumental before anybody else when it had just finished and I felt that he is with us and has not departed. I am sure this feeling will be shared by everyone who knew him.
I still recall Abou Ziad’s words in his column ‘Kay-La-Nansa,’ in An-Nahar newspaper 10 September 1992, when he mentioned: “there is a lack in the Australian Arabic communities where we don’t even have one cultural center.” And I replied in my column ‘kalema Abara’ in the same newspaper on 24 September 1992: “yes we definitely need a cultural center which will provide an intellectual and artistic nutrition for all members.” I’m sure we all feel loyal to continue his legacy by creating a cultural center.  From his quotes: “Long Live loyal people”. Ref: Boutros Indari, Kay-La-Nansa p.182.
I will now deliver his portrait to the committee members of the “Commemorative Assembly to honour Peter Indari”.”

Thank You.

Marcelle Mansour

22 May 2013

فيض النور العجائبي في القدس

By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

في يوم السبت الماضي من هذا العام بتاريخ 5 مايو( أيار) 2013 احتفلت الكنائس الأورثوذوكسية ذات التقويم الشرقي بعيد القيامة المجيد (عيد الفصح) في جميع أنحاء العالم . وأبرز ما يميز هذا الاحتفال هو فيض النور العجائبي المقدس في كنيسة القيامة في القدس القديمة حيث زخرت الكنيسة هناك بعدد هائل من عشرات الآلاف من المقدسين (الحجاج) في جميع أنحاء العالم على اختلاف جنسياتهم بما فيهم العرب المسيحيين المحليين .

وقد يسأل البعض … ماذا يحدث في القدس في يوم سبت النور؟ في هذا اليوم تحدث أعجوبة انبثاق النور المقدس سنويا حين يفيض هذا النور العظيم من قبر المسيح عليه السلام في نفس الوقت ظهرا من كل عام … ولا بد وأن يكون هذا الحدث في كنيسة القيامة بإعبتارها الأقدس مكان فى العالم ، حيث صُلب المسيح ، ومات الجسد ، وقام من القبر فى اليوم الثالث ساحقا قوة الموت ومنتصرا على الشر وظافرا بالحياة الأبدية . فمنذ الساعة الحادية عشر صباحا يبدأ المسيحيون العرب فى الترانيم الدينية وتدق طبول الكشافة وسط هذا الاحتفال العظيم ، كما وتقوم السلطات الحاكمة بمهمة تفتيش القبر المقدس والحفاظ على النظام .

وفى هذا العام قام بطريريك القدس ” ثيوفيلوس الثالث فى القدس وجميع فلسطين ” بإشعال النار المقدسة لجميع الحاضرين ، ووفقا للتقاليد حمل معه حزمتين من الشموع فى يديه والمكونه من 33 شمعة هى رمز عدد حياة المسيح على الأرض ، كما وأن البطريريك لا يحمل معه أى مصدر من الضوء ، حيث كانت الشموع بلا لهب ، فى جو تمَ فيه قطع كافة الأضواء الاصطناعية ، وكالمعتاد بعد الساعة الثانية ظهرا أُشعلت النار المقدسة فى أقل من خمسة عشر دقيقة فى هذا العام حيث خرج البطريريك حاملا شعلة النور العجائبى وأعطى منه للحجاج … هذا الضوء يستمر لمدة 33 دقيقة دون أن ينطفئ ودون أن يحرق أحد يلمسه كما يقول شهود العيان … كذلك يتم ترحيل هذا النور المقدس الى العديد من الكنائس حول العالم .

قد يسأل البعض … وربما يشكك فى حقيقة هذا النور العجائبى؟  أهو حقيقة أم هو أى شئ آخر ؟ .. والجواب هو كما سجَله التاريخ أن هذا النور هو رمز النور الأبدى وهو الحقيقة التى لا تحتاج الى برهان … فلو تتبعنا أثره منذ قرون لوجدنا أنه قد أشير الى أن القديس بطرس قد رأى النور الإلهى بعد قيامة المسيح فى عام 34 كما وأن الناسك الروسى دانيال قد روى لنا تفاصيل هامة حدثت فى القرن الثانى عشر عند زيارته للقدس فى فلسطين 1156-1107 فشرح تفصييليا عن وقائع انبثاق النور … كما ويذكرنا التاريخ بفشل المتشككين فى محاولة إثبات عدم صحة هذه الظاهرة ، وأذكر منها حادثة انبثاق النور الإلهى عموديا وشق عمود الرخام اليسارى متجها نحو البطريريك الأرثوذكسى ، أثناء الحكم التركى للأراضى الفلسطينية المقدسة … ولا زال هذا الشق فى العمود يشهد هذه الحقيقة حتى يومنا هذا ويسمى ” مكان الشق “، ويجدر الذكر أنه كان هناك فى العام الماضى بعض الفيزيائيين من ذوى الخبرات العلمية والذين قاموا بإجراء بعض البحوث من أجل الكشف عن الظواهر التى يتم فيها الحدث  ، فلم يصلوا الى أى نتائج مجدية . ويقول البطريريك أنه ليس هناك شكاَ بأن هذه النار هى نور عجائبى بحت . فلو كان ما يحدث غير حقيقيا لما كان هناك معنى للخلاص ، هذا وأن هناك عدد من الظواهر العجائبية التى تظهر فى القدس وفى الأراضى الفلسطينية المقدسة كل عام . مثل تغيير مجرى نهرالأردن وظهور سحابة تحيط بالدير فى عيد التجلَى … مثل هذه المعجزات تحدث بإنتظام ، ويمكن أن يشاهدها العامة بشكل مباشر ، وقد أكد على ذلك فريق من خبراء الأرصاد الجوية الإسرائيلية والروسية والذين عجزوا عن تفسير هذه الظواهر . اذن هذه المعجزات ليس لها تفسيرا علميا رغم البحوث والتحاليل . وما هى إلا ظواهر خارقة للطبيعة وترتكز أساسا على الإيمان المطلق ولا تحتاج الى برهان .  وطبقا لعلماء الدين والمؤرخين وعلماء الآثار والفيزيايين والخبراء المتخصصين ، فان معجزة ” النار المقدسة ” تظل أعظم من جميع المعجزات المسيحية ، وكما قال رئيس أساقفة طبرية ” أنه لا يمكن أن يكون هناك معجزة من غير إيمان وأن هذه المعجزة تخدم غرضا واحدا هو تمديد نعمة الله فى الخلق “

وإذا سألت عزيزى القارئ عن مدى حقيقة هذه المعجزة … فأستطيع القول أن طبيعة هذا النور المقدس ينبثق بقوة عجائبية سرمدية وهى نابعة من خلال  التدخل الإلهى والذى لا يمكن تفسيره إلا بالإيمان ،  وكما قال الفيلسوف الألمانى كانت ” إن علم الغيب لا يمكن الوصول اليه إلا بالإيمان ، لأنه تفسيره هو أعلى من مستوى القدرات العقلية للذكاء البشرى ” ، وعلى القارئ إذن أن يختار ما بين” أن تصدق أو لا تصدق ” لأن عملية الإيمان هى شخصية بحته … وهذا ما يذكرنى فى “رهان باسكال ” الفليسوف الفرنسى عندما قال ” اذا كنت مؤمنا أو غير مؤمنا ففى النهاية إما أن تكسب أو تخسر ، فمن الأفضل إذن أن تكون مؤمنا وتكسب خيرا من أن لا تكون وتخسر ” . وما أجمل أن يكسب الانسان النور الإلهى الكامن فى الحياة الأبدية .

  4/5/2013 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاريخ

رئيس الولاية يستضيف حفل عشاء التناغم

By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

استضاف رئس الولاية بارى اُوفاريل مع وزير المواطنة والجاليات فيكتور دومينولو حفل العشاء الفاخر فى سيدنى فى دولتون هاوس فى يوم الاربعاء 10 / 4/ 2013 … والذى قام بتنظيمه رئيس هيئة العلاقات المجتمعية استيطيفان كركشيريان ، وقد حضر هذا الحفل 720 شخصا من أفراد المجتمعات ذات الخلفيات المتعددة وأعضاء البرلمان وممثلَى القنصليات ، ووسائل الإعلام العرقية . وكان لى قسط فى الحضور بصحبة نخبة أنيقة من أبناء الجالية الفلسطينية ، هم من أعضاء الهيئات الإدارية للنادى الأسترالى الفلسطينى وإتحاد عمال فلسطين ، بما فيهم شباب الجيل المعاصر

وقد أشار رئيس الولاية فى كلمته أن هذا الحضور هو الأكبر من نوعه … وانما يدل على مدى أهمية التعددية الثقافية فى مجتمعنا الحاضر والتى تعمل على تقوية الروابط الأخوية والإجتماعية ضمن إطار قوىَ متماسك . كما وقام الرئيس بتسليم خمس ميداليات لخمس أشخاص من جاليات إثنية مختلفة هى … الإسلامية … والإيطالية … والصينية … واليهودية … والإندونيسية ، كما وأضاف ثلاث أسماء الى قائمة ملف الشرف

ومن أبرز ما ورد فى هذا الحفل ، هو تسليط الأضواء على هؤلاء الأشخاص الفائزين وعلى أهمية إنجارتهم وخدماتهم الفائقة . وان اكثر ما يلفت النظر أن أربعة من هؤلاء الخمسة قد حصلوا على الميداليات الملكية من قبل … وقد تم اختيارهم من ضمن ثلاثين مرشحا … وقد كان للجالية الاسلامية قسطا من الحظ حيث حصلت السيدة مها كريم عبدوعلى الميدالية من أجل انجازاتها وخدماتها الاجىتماعية الطويلة الأمد للجالية الاسلامية وإنشائها لمؤسسة دعم المرأة المسلمة . وكما يلفت النظر أيضا ملاحظة أخرى وهى الكلمة التى ألقاها مفوض هيئة العلاقات  -المجتمعية السيد جهاد ديب ، فجاءت كلمته خفيفة الظل تتخللها روح الفكاهة والنكتة خصوصا عندما أفصح عن أسمه جهاد

هذه الملاحظات قد تخطر على بال الفرد منا كمواطن استرالى … وربما يستحق الأمر منا الوقوف برهة تأمل من أجل النقد والتحليل … فلو بحثنا فى القاموس عن معنى كلمة ” هارمونى”  لوجدنا معناها : تناغم ، إنسجام ، وئام ، تآلف وتوافق .. وكل هذه المرادفات بالطبع تتضمن معنى التسامح وقبول ” الآخر ” . هذا ما يدَل على أن التعددية الثقافية فى استراليا ما زالت تحقق نجاحا باهرا ، فى حين أنها فشلت فى بلاد أخرى مثل كندا وألمانيا وفرنسا ، كما وأنها موضع نقاش وجدل فى كثير من البلدان . وإنه ليعجبنى هنا اختيار كلمة ” توافق ” أو ” توفيق ” أو ” وفاق ” .. لآنى من هواة تمنطق الكلمة فى اللغة ، ولأن هذا الأمر أكثر ما يدل على محور التوفيق أو الوفاق بين العقل والحرية والديمقراطية والتى هى من أبرز ملامح عصرنا . وهذا التوفق العصرى أكثر ما يستلزم أن يَتاح فيه حرية الدين والمذهب والثقافة … وهو شبيه بالوفاق الذى لجأ اليه أسلافنا فى الماضى حينما عملوا على التعايش السلمى فى توافق المسلم والمسيحى واليهودى … كان ذلك العصر فى التاريخ بعيدا عن روح التعصب الذى يستبد أحيانا بحاضرنا

وأعتقد أنه حان الوقت لأن نتحلَى بروح ” التسامح ” الذى تميَز فيه ماضينا … ولا يمكن أن يتحقق ذلك الا بقبول الفرد منَا للآخر كأستراليين مهما كانت خلفية الواحد منَا أوربيا أو شرقيا … لأن الطريق الوحيد للتعايش السلمى هوالتسامح والتناغم

وأخيرا وليس آخرا … هنيئا لجميع الفائزين ومبروك لأستراليا . ولا بد وأن أشير الى أن الحفل كان رائعا ، وخصوصا أنه أتاح فرصة للحاضرين من الشباب التعَرف على التعدددية وكما قال سكرتير النادى الفلسطينى روبرت ضبيط : ” نحن الحاضرون أيضا فائزون بحضورنا هذا الحفل الفريد

  10/4/2013 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاريخ

 

(Q & A) (الإيمان والمحبة فى برنامج (كيو أند أي

 By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

دُعيتُ فى الأسبوع الماضى لحضورالبرنامج التلفزيونى (كيو أند أي) فى قناة (إي بي سي) ، والذى يديره الصحافى المعروف تونى جونز ،  ولما كان الموضوع عن “الإيمان والمحبة ”  …  فرأيت أنه يستحق الحضور ولا مانع من المساهمة والمناقشة اذا أمكن … خصوصا وأن هذا الموضوع بالذات هو العمود الفقرى الذى ترتكز عليه أعمالى الفنية المعاصرة … وما أنشدُهُ فى الفن التجريدى المعاصر … كما وأن ضيوف هذه الحلقة كانوا من فئات متنوعة من ذوى العقائد اللاعقائد … منها مطران الكاثوليك فى بريزبن مارك كولوريدج ، ومدير جامعة جريفيت فى قسم البحوث والدراسات الاسلامية الدكتور محمد عبد الله ، والشاعرة الغنائية اليهودية المُلحدة ديرا كونوى … والراهبة البوذية روبينا كورتنى ،  والممثل الكوميدى المثلى الملحد جوش توماس

كان هذا الحضور بمثابة شريحة متنوعة هى أقرب ما تمثّل المجتمع الاسترالى المعاصر المختلف الثقافات والديانات والجنسيات والعقائد … فكانت نسبة المسيحيين %48 ، والمسلمين %8 ، واليهود %6 ، والملحدين  32 % والبوذيين %4

ولما كانت مدة البرنامج هى ساعة واحدة فقط … فلم يكن هناك متسع للإجابة على جميع الأسئلة بإسهاب … وان كان هناك بعض الاستطراد والتطويل فى بعضها وربما سمح ذلك لوجود بعض الثغرات والنقائص والمتناقضات ، وان كان هذا أمرا طبيعيا … لأن مناقشة هذه المواضيع العويصة تحتاج الى كثير من التحليل والتمحيص والتعمق فى الفلسفة القديمة والمعاصرة.  ومهما كان فالشئ الجميل هو أنه لابد وأن يخرج المشاهد بحصيلة ذخيرة من المعرفة – من الناحية الإيجابية على الأقل – حيث أن النظرة الشاملة والسائدة هى فى النهاية إيجابية مائة فى المائة … لأنها تعالج فكرة ” الإيمان والمحبة ” … والتى لايمكن أن تقوم إلا على أسس الإخاء والتعايش السلمى فى تناغم وسلام … والتى تُبنى فقط على القيم السليمة .

فمن المواضيع التى طرحها البرنامج … منها ما يتعلق بقضية الخَلق ، والسماء وماذا يحدث فى السماء ، والفضائل المستقاة من الانجيل المسيحى فى العهد الجديد والتوراة اليهودي فى العهد القديم . كذلك العزوبية فى الرهبنة فى الكنيسة الكاثوليكية ، ومعنى الجهاد فى الإسلام … وكيف يتعاطى الدين الإسلامى مع قضية زواج المثليين المسلمين … كل هذه المواضيع وغيرها لايمكن أن ننكر أنه قد أصبح لها حضورٌ جذرى وسائد فى المجتمع المعاصر الذى نعيش فيه … وبالتالى يحتم على أفراد هذا المجتمع مواجهة الحقيقة العارية من أجل معالجة هذه الأمور التى تهم المواطنين الاستراليين على إختلاف أجناسهم ومعتقداتهم … وإن أكثر ما يُلفت النظر فى هذا البرنامج هو الميول الديمقراطية الحرة التى تُشجع المشاهد على حرية الحديث الجرئ والمناقشة الفلسفية التى يمكن أن تكون مُجدية … والمهم هنا هو محاولة التحليل المنطقى فى البحث عن الحقيقة .. والأهم من ذلك.. هو الوصول الى التكاتف الناتج عن كشف الأسرار من وراء الحقيقة الخفية … ألا وهو فى مقدمتها “السَر العظيم ” نحو استيعاب مفهوم ” الانسانية ” ومحبة البشرية لبعضها ” من أجل أن تخفف من حدة الأزمات والمآسى التى يعانى منها المجتمع مثل التعصب الدينى أو الطائفى أو العنف . فمهما كان الفرد مؤمنا أو ملحدا ، مسيحيا أو مسلما أو يهوديا أو بوذيا ، أو غيره ، بعقيدة أو بغير عقيدة ،  فالمهم إذن هو المعاملة الفردية تجاه “الآخر” ومحبة “الآخر” واحترام “الآخر” بغض النظر عن أساس العرق أو الجنس أو الدين … لأن احترام “الإنسانية ” يؤدي إلى رقي الشعوب ، ويرفع ويهذب من “الأنا العليا” ، وهذا ما يجب أن ينشده الإنسان منا نحو أخيه الإنسان قي هذا العصر .

“لماذا أعود الى الكتابة ؟ في “كلمة للذكرى” تحت “كلمة عابرة

By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

  طالما شدنى قلمى نحو العودة الى الكتابة … والتى  كنتُ قد تغيَبت عنها لمدة طويلة من الزمن … وكم من المرات نويتُ برغبتى الشديدة الى الرجوع اليها … على أمل أن أستمر فى كتابة عمودى الخاص ” كلمة عابرة ” والذى كان يُنشر أسبوعيا فى صحيفة النهار الغرَاء فى ذلك الوقت … وإن كان هذا فى الثمانينات والتسعينات … ورغم إنشغالى الدائم ، إلا أنه كان يراودنى الحماس لإحياء هذا العمود الذى كان بمثابة قطعة منىَ حين كنت أخط كلمة لتعبر وتمضى … !  ولكن طالما أجلت ذلك وتجاهلت تلك الرغبة الملحَة بسبب إنشغالى فى مجالات الإبداع الأخرى مثل الفن المرئ الذى يسلبنى وقتا وجهدا . ولكن رغم كل الظروف المحيطة بى ، إلا أننى لم أفقد الحماس يوما بالرجوع الى الكتابة ، وظل هذ الحماس يراودنى ، الى أن شاء القدر يوما فجعلنى أشعر بضرورة وإلزامية المسؤلية المُلقاة على عاتق الفنان أو الكاتب أو المبدع ، وذلك من أجل أسباب عديدة أذكر منها الإيمان بحقيقة الخلود فى عالم السماء ، وحق الوفاء فى عالم الأرض . وأرجو أن لا تستغرب عزيزى القارئ لما أقول ، لأن حياة المصادفة ومشيئة القدر كانت وما زالت تلعب فى حياة المرء ـ أو فى حياتى بالذات – دورا هاما . وإن كنتُ أحيانا أتجاهل هذه المصادفات ، إلا أنَ بعضها مهم فى حياة الانسان مناَ … لأنها توقظ فى نفسه مشاعر جديدة ، وتوَلد فى روحه أفكارا سامية ، وآفاقا واسعة ، كما وأنها تنسج خيوط التاريخ الذى نعيشه.

ومن أجل الإختصار فلا بد وأن أذكر أنه فى اليوم الثالث من شهر يوليو (آيار) عام 2013 ، كنت بصحبة زوجى فى مكان ما … وشاء القدر فى ذلك الوقت … وبالصدفة على غير موعد أن نرى النصب التذكارى الخاص بفقيد الجالية الراحل بطرس عندارى ”أبو زياد”… فى لحظة  إنتهائه … وقبل أن يراه أى شخص آخر من عائلته … فلم أصدق عينىَ ورحتُ أقرأ كلمات الشعر المرصَعة بورق الذهب الخالص … عندها أحسستُ برعشة سرت فى كيانى … فارتجفتُ … وشعرتُ بوجود روح بطرس عندارى التى لم تمت ..! لأنه بالفعل كان هو صخرةُ الكلمة … ومجد الصحافة الذى بناه على أكتافه لجاليتنا العربية . فالتقت بعض الصور لذلك النصب والموقف بصورة تلقائية بحته .  وفجأة رجعت بى الذاكرة الى الوراء ، ليتراءى أمام مخيلتى شبه شريط سينمائى ، يسرد إنجازات أبو زياد ، ودوره فى تأسيس الصحافة العربية فى بلاد المهجر، ومدى تأثيرها على كل من عاصره فى جاليتنا العربية الاسترالية … فأنا ما زلت أذكر يوم فوزى بجائزة صحيفة النهار بمناسبة العام المئوى الثانى لاستراليا عام 1988 ، والتى منها انطلقتُ فى الكتابة … ثم تذكرتُ على الفور كلمة المرحوم ”أبو زياد” فى زاويته ” كى لا ننسى ” بعنوان      ” راهبات عبرين ” فى 10 سبتمبر 1992 والتى قمتُ بدورى بكتابة تعقيب عليها فى عمودى ” كلمة عابرة ” تحت عنوان ” من أجل يقظة ثقافية ” بتاريخ 24/9/1992 ، وفيها مشيرة الى ما كتبه ” … وافتقار هذه الجاليات العربية الى مركز ثقافى واحد ” … هذه الفكرة استلفتت نظرى ، فقمتُ بالتعليق عليها وقلت … “… إننا نريدُ أصواتا عالية مثل صوت أبى زياد لتنادى بتشييد وبناء مركز ثقافى اجتماعى ، فاذا كانت عشرات الكنائس والجوامع تقدم طعاما روحانيا ، فإن بناء مركز ثقافى واحد سيقدم غذاءا فكريا وفنيا مبدعا . “

على أى حال … هذه الفكرة التى أوردها أبو زياد هى أمانة فى أعناقنا نحن أبناء الجالية العربية .  وإن كنا اليوم باسم ” تجمع الوفاء لبطرس عندارى ” نسعى جاهدين من أجل تحقيق هذا الحلم ، وكلنا أمل بأن يتحقق … وإن كان يعزَ علينا غياب المرحوم أبو زياد … لكنه هو الغائب الحاضر … وستظل روحه ترفرف حول أصحاب الفكر والإبداع  ، لأن ذكراه هو أقوى من الكلمة ، بل هى أقوى من أى نصب تذكارى ، او نحت أو رسم فنى أو صورة ، لأنه هو حىَ فى دنيا الخلود ، وذكراه لا تُنسى فى ” كى لاننسى ” لأن الذكرى هى أقوى من الموت وأكبر من الحياة ، لهذا قررتُ اليوم العودة الى الكتابة فى “كلمة للذكرى” تحت “كلمة عابرة “

  25/3/2013 هذا المقال قد نشر في جريدة التلغراف العربية ، تحت عمود “كلمة عابرة “، بقلم مارسيل منصور بتاريخ

لأن من روح العمل … يشع نور الوطن

Marcelle Mansour El-Telegraph Annual Issue , 2012, P21

By Marcelle Mansour بقلم مارسيل منصور

لأن من روح العمل … يشع نور الوطن

لأن ثقافة وفنون الشعوب تولَد كلمة الحق

ولأن أرض الوطن أمانة فى أعناق صانعيها

أخط هذه الكلمات النابعة من صميم واقعنا

فإنه اليوم … بات من الأكيد ضرورة توحيد الكلمة لدى أبناء جاليتنا الأسترالية الفلسطينية … نظريا وعمليا … لأن هذه الجالية رغم صغر حجمها ، إلا أنها تتمتع بذخيرة وافرة من تنوع المهارات اللازمة لإثرائها … كما وأنها بارزة فى جميع المجالات المتعددة فى السياسة والصحافة والفنون والآعمال المهنية وإدارة الأعمال الحرة وغيرها. وعلى هذا ، فإن أبناء الجالية فى أستراليا يتميزون باستمرارية العمل الدائب ، والقيام بنشاطات متعددة على الصعيد الفردى والجماعى ، وذلك لأن هؤلاء المهاجرين قد قدموا الى بلاد المهجر من أجل حياة أفضل ، ولكنهم حملوا على عاتقهم الهمَ الفلسطينى وغرسوه فى قلوبهم ونفوسهم . فهناك فئة من الجيل البنَاَء الذى وضع حجر الأساس ، وغرس البذور فى أرض خصبة قبل الرحيل الى دنيا الخلود . وهؤلاء ما زالوا فى الذاكرة . وهناك أيضا فئة من الجيل الثانى المولود فى استراليا والذى حمل هذه البذور فى قلبه وضميره حتى أينعت وحملت ثمارا طيبة . وهؤلاء فئة الشبيبة تكنَ لهم الجالية كل فخر واعتزاز . كما وأن هناك الفئة الوسطى – (بما فيها كاتبة هذه السطور) – والتى مازالت تقوم بدورهمزة الوصل بين هذين الجيلين ، فأقامت جسرا يعمل على تقارب الأجيال من أجل تركيب خلايا ودماء جديدة تكمن فى جسم واحد ، هذا الجسم يحمل على عاتقه بأن يحافظ على شعلة النور بألاَ تنطفئ ، لأننا نحن الفلسطينيون أبناء قضية ، وأصحاب حق ، ولنا رؤية ، ولكننا نفتقر حاليا الى العمل الجماعى المشترك ، وهذا هو ما ينقصنا ، أن نعمل سويا وإيجابيا ، وأن نضاعف من مجهودنا من أجل إبراز خصائص القضية بصورة أدق وأشمل ، حتى نستطيع التأثير فعليا على الرأي العام من أجل وضع الحلول المناسبة فى شأن إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق الحرية والسلام العادل ، وإبادة الاحتلال ، وهذا ما يلزمنا ضرورة التعاون الجماعى المشترك فى جهودنا المتنوعة نحو التغيير ، وهذه تحية تقدير أقدمها الى كل من يعمل جاهدا من أجل صالح القضية الفلسطينية أينما كان

  17/12/201هذا المقال قد نشر في العدد السنوي لجريدة التلغراف العربية ، بقلم مارسيل منصور بتاريخ 2