بوب كار في منتدى حزب العمال الأسترالي يدعو أستراليا إلى الإعتراف بدولة فلسطين

   

   

    

  

OAM بقلم مارسيل منصور

بدعوة من النائبين عضويّ البرلمان لحزب العمال الأسترالي في نيو ساوث ويلز طوني بيرك وأنطوني ألبانيس، تم عقد منتدى حول مناقشة السياسة في قضية فلسطين استضافا فيها وزير خارجية أستراليا السابق السيد بوب كار وأليشيا دانداس، في قاعة نادي آر إس إل هيرلستون، يوم الثلاثاء 27 يونيو2017 . حضر المناسبة السيناتور شوكت مسلماني عضو المجلس التشريعي في البرلمان الأسترالي، ووزيرالظل للتعليم ونائب منطقة لا كمبا د. جهاد ديب، وسعادة سفير دولة فلسطين في كانبرا لدى الكومونويلث وأستراليا د.عزت عبد الهادي، والسكرتير الأول نورا صالح من سفارة فلسطين في كانبرا،  ورئيس بلدية بانكستاون السابق كال عصفور، ومختلف رؤساء الجمعيات وممثلي وسائل الإعلام وفعاليات أبناء الجاليات العربية والإثنية، وقدّم البرنامج كال عصفور.

 ألقى طوني بيرك كلمة مقتضبة قدم فيها نبذة عن الضيوف المتحدثين، فتحدثت أليشيا التي جاءت مؤخرا من فلسطين عن تجربتها أثناءعملها ضمن البرنامج الفلسطيني الإسرائيلي هناك، وهي الحاصلة على دراسات عليا في مجال التنمية المجتمعية وعدم العنف وحقوق الإنسان وحل النزاع و بناء السلام، فقالت أن الشعب الفلسطيني ما زال يعاني من عذاب الإحتلال الإسرائيلي وأن المناطق هناك خاضعة لقيود شديدة في المدن الفلسطينية، فهناك عدد هائل من الحصار العسكري الإسرائيلي، والقيود المفروضة على الوصول في نقاط التفتيش بمعدل ألف في كل ساعة، إلى جانب الحوادث المتعلقة بهجمات المستوطنين الإسرائيليين والجنود التي تؤدي إلى تشريد آلاف الفلسطينيين، خصوصاهؤلاء الذين يواجهون تحديات خطيرة في الحصول على الخدمات الأساسية، هذا إلى جانب هدم المنازل الفلسطينية باستمرار والسماح للإسرائيليين ببناء المستوطنات الإضافية الغير شرعية .

ثم ألقى ضيف البرنامج بوب كار حديثا مسهبا بشكل صريح خلال فترة عمله كدبلوماسي في كانبرا منذ عام 2012 – 2013 ومناقشته لرئيسة الوزراء آنذك جوليا جيلارد عن قضية الإحتلال في فلسطين وعدم مساندة العالم لها. تحدث عن انتقاده لفبركة التاريخ الفلسطيني و معارضته لأنشطة انتشار المستوطنات لأن الاستيطان الإسرائيلي الغير شرعي يقف حائلا في طريق مفاوضات السلام، كما وأشار إلى معارضة غالبية أعضاء الحكومة الإسرائيلية في حل الدولتين حيث أن 4 أعضاء فقط من 22 عضوا يؤيدون ذلك، وأن 65٪ من أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلى لا يوافقون على قيام دولة فلسطينية مطلقا وأبدا، كما وأثنى على الإسرائيليين الذين يدعمون حل السلام العادل بين الطرفين.

وأنهى كار حديثه قائلا: “لقد مضى خمسون عاما على الإحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة منذ 5 يونيو1967، فإن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يسمم المجتمع الفلسطيني بشدة، وينتهك حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني ويزيد من معاناته، وإننا اليوم نواجه مسألة عدالة، وإن الفلسطينيين الأستراليين لن يتركوا أرضهم التي نشأوا فيها، ولا بد وأن يكون هناك تسوية عادلة لأنه لا سلام بدون عدالة، ولا بد من التأكد في تمثيل الأصوات السياسة العادلة لفلسطين، والتعرف على إنسانية وكرامة الفلسطينيين، إلى جانب توصيل الرسالة إلى كلّ من الجانبين. ولا بد من تأييد القضية الفلسطينية، وأن الأمل بات قريبا في تحقيق العدالة، وقد آن الأوان للاعتراف بدولة فلسطين.”

شمل الحديث العديد من المواضيع التي تهم الحضور بخصوص السياسة عن شئون القضية الفلسطينية وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي تبعها طرح وتداول الأسئلة والأجوبة .

أوسمة الشرف من قبل الدولة في أستراليا وتشجيع ترشيحات المرأة

    

أوسمة الشرف من قبل الدولة في أستراليا وتشجيع ترشيحات المرأة

OAM بقلم مارسيل منصور

أوسمة الشرف في أستراليا هي تلك التي تمنحها الدولة لمواطنيها اعترافا بالإنجازات الفعلية التي ينجزها أصحاب الفن أوالأدب أوالعلوم أو ضروب أخرى من النشاط … وغيرها. وإن لكل دولة وسائلها المتعددة التي تعلن بها عن تقديرها لأصحاب الخدمات البارزة كالأوسمة والمناصب والرواتب العالية وماشابه ذلك. ومما يلفت النظر أن مثل هذه الجوائز الكبرى وأوسمة الشرف لا يحصل عليها المتلقي إلاّ بعد أن يلمع اسمه و يصبح بغير حاجة إلى الشهرة او المنصب، وكأنها مثلما وصفها برنادشو –” كطوق النجاة نعطيه لمن نجا بالفعل واستقرعلى شاطئ الأمان” – ولعل الفائدة هنا تكمن في المعنى المتضمن وهو شعورالفائز والناس من حوله بالارتياح والرضا على ما يقدمه من إنتاج.

ففي أستراليا، بمناسبة العيد السنوي لملكة بريطانيا إليزالبث الثانية تقوم الحكومة الأسترالية من كل عام بمنح الأوسمة الرفيعة لعدد من الأستراليين تقديرا لخدماتهم المميزة، وقد تم إنشاء نظام الشرف الأسترالي على يد حكومة جوف ويتلام في 14 فبراير منذ عام 1975 من قبل ملكة أستراليا اليزابيث الثانية، وأن سعادة الحاكم العام سير بيتر كوسغروف هو المسئول الرئيسي في أستراليا. ويتم ألإعلان عن قائمة التكريم في عيد ميلاد الملكة يوم الاثنين من الاسبوع الثاني من يونيو/ حزيران من كل عام، ويتضمن ذلك أسماء الحاصلين على الأوسمة التي تصدرها الحكومة الأسترالية لهؤلاء الذين قدموا خدمات مميزة. وقد صادف هذا العام 2017 عيد ميلاد الملكة رسميا يوم الاثنين 12 يونيو/ حزيران في ولاية نيو ساوث ويلز.

 يقول سير بيتركوسغروف : “إن نظام الشرف الأسترالي يشكل جزءا حيويا من النسيج الاجتماعي للدولة،  فهو يساعد على تحديد، وتشجيع وتعزيز تطلعاتنا، ومثلنا، ومعاييرنا الوطنية من خلال تعريف هؤلاء الذين يساهمون مساهمة بارزة في مجتمعنا . إن المتلقين لجوائز الشرف الأسترالية هم من فئة الذكور والإناث الذين يقومون بأعمال فذة لإثراء المجتمع والوطن من خلال خدماتهم المهنية الواسعة في القطاعات العامة والخاصة.  فنرى أن هؤلاء المبدعين في حياتهم اليومية يتحلون بالقيم الثمينة التي تعتز بها الدولة مثل التعاطف، والكياسة، الشجاعة، الطيبة، التسامح، والطموح المفعم بالحيوية والنشاط، لأن هؤلاء يعتبرون مصدر إلهام للجميع كي يصبحوا أكثر حماسا وعطاءا، من أجل دعم مسؤولية المشاركة الكاملة للمواطنين.”

إن منح حكومة أستراليا أوسمة الدولة للمواطنين المميزين ماهو إلاّ إعتراف رسمي لهولاء الأستراليين الذين يساهمون في تقديم خدمات بارزة في جميع مجالات الحياة لمجتمعهم ولأستراليا. وقد يتم الترشيح لمنح جوائز الشرف في أستراليا من أعضاء المجتمع إلى الحاكم العام في كانبرا مباشرة في الخفاء دون علم الشخص المرشح للجائزة. يتم الإعلان عن جوائز قائمة الشرف في أستراليا مرتين في السنة، في يوم أستراليا (26 يناير/كانون الثاني) وفي عيد ميلاد الملكة (يوم الاثنين الثاني من يونيو/حزيران).

 بالنسبة لترشيحات المرأة، فقد دلت الإحصاءات على أن 28 % فقط من الإناث قد تم ترشيحهن خلال العشر سنوات الماضية، وأن هذه النسبة لا تمثل الواقع في نظام الأوسمة والجوائز الأسترالية، خصوصا أن العاملات في القطاعات الصناعية التي يسودها الذكور ممثلة تمثيلا ناقصا في منح الأوسمة الأسترالية.

كنت قد قرأت مقالا في الماضي للصحافيّة الأستراليّة المعروفة آن سمرز تحت عنوان: “معايير جديدة لجوائز شرف التكريم في أستراليا” في يناير 2013 قالت فيه أنها قد رشحت أمرأة كرست حياتها لقضية ضحايا العنف العائلي طيلة أربعين عاما، وبعد عامين منحت جائزة، ولكنها شعرت بخيبة الامل لانها لم تحصل على جائزة المرتبة الأعلى. وأضافت أن هناك فئة من الناس لا تعرف أهمية هذه الجوائز إلاّ عندما يلتقون بأحد هؤلاء الأشخاص الحاصلين عليها، فيدركون على الفور قيمة هذه الجوائز الرفيعة ويتملكهم الفخر العارم بهذا التكريم الهائل من قبل بلدهم أستراليا. هذا هو نوع الفخر بالتحديد الذي أولده (جوف ويتلام) في عام 1975 عندما أسّس نظام منح جوائز الشرف في أستراليا “لغرض الاعتراف بالمواطنين الأستراليين وغيرهم بإنجازتاتهم وخدماتهم الجديرة بالتقدير.

فمنذ عام 1975-2013 تلقى 28043 شخصا جوائز الشرف الأسترالية، وكانت النتيجة بمثابة صدمة سيئة لاكتشاف أن نسبة المتلقين لهذه الجوائز هي في الغالب من الذكور ومقصورة على الجنس الأبيض حصريا، مما خلق شيئا من الغموض والشكوك في إمكانية وجود خلل في النظام قد يعكس شيئا من التحيز المتأصل والعنصرية، ولما كانت هناك موجة من الاحتجاجات حول ذلك، خصوصا وأن المرأة لم تحصل إلا على 25.5% من الجوائز في عام 2013، وأن نسبة الإناث المتلقية لها منذ تأسيسها 30% فقط، فقد قيل أن السبب الأساسي في ذلك قد يعود إلى أن عدد الإناث اللواتي رشحن أقل بكثير من عدد الذكور، ولكي يتم النظر في الحصول على جائزة، لا بد وأن يتم ترشيح الفرد لها. ولم يقتصر الأمرعلى أن الذكور يحصلون على 70 في المائة من جميع الجوائز، وإنما أيضا نوعية الجوائز التي تتلقاها الإناث تتجه نحو المستويات المتدنية، ولا تجد سوى اثنين من السكان الأصليين، واثنين من الصينيين، ولا حتى شخصا واحدا من الفيتناميين. وهذا يعني أن قائمة جوائز الشرف من الأستراليين الذين تم تكريمهم من قبل بلادهم لا تعكس التنوع الإثني والثقافي الحقيقي الرائع في بلدنا العظيم أستراليا. ومنذ ذلك الحين تقرر معايير جديدة لنظام جوائز الشرف الأسترالي. ومما يلفت الإنتباه أن السبب الأساسي في انخفاض نسبة الإناث في تلقي جوائز الشرف ليس هو تقصير منهن وإنما يرجع إلى أنهن يعملن بصمت ولا يعرف الناس عنهن، وبالتالي لا أحد يرشحن.

وهنا أود أن أذكر أنني كنت قد رشحت شخصية تستحق في عام 2008 لجائزة الشرف، وبعد سنتين فازت تلك الشخصية بالجائزة مما غمرني بالسعادة، وكنت أسمع كثيرا من الآخرين يقولون لي في وجهي بأنني أستحق مثل هذه الجائزة منذ زمن مضى، ولكن في الواقع لم يرشحني لها أحد ؟ ولم أسمع عن ترشيحات أخري للمرأة في جالياتنا العربية إلا مؤخرا و نادرا جدا؟  وإذا سألت لماذا فلم أجد جوابا مقنعا، وربما يرجع السبب إلى أن مجتمعنا العربي مازال مجتمعا ذكوريا في التفكير وبالتالي قلما يخطرعلى بال رجل أن يرشح إمرأة، وربما أحيانا يعود السبب إلى الجهل بنظام جوائز الشرف، أو الغيرة و المنافسة الهدامة وحب الذات أحيانا أخرى. ومهما كان السبب فإني أعتقد اعتقادا راسخا بأن هناك بعض الشخصيات الفذة من الإناث في جالياتنا الأسترالية العربية اللواتي يعملن بجد وإخلاص، و مع إستمرارية العطاء لا بد وأن يحصلن على التكريم واستحقاق الشرف من جوائز الدولة في الوقت المناسب.

تدل النتائج الأخيرة انه في أوائل هذا العام 2017، شكلت النساء 34.7 % من تلك التي تم تكريمها في يوم استراليا، وتعتبرهذه الزيادة طفيفة خلال متوسط السنوات الخمس حتى عام 2016 البالغة 31.4 % فقط ، ولا تزال قائمة التكريم تعاني من مشكلة تتعلق بنوع الجنس. وبما أن هذا النظام قائما على الترشيحات من قبل أفراد المجتمع، فإن النسبة المئوية لن تزيد إلا إذا تم ترشيحات عدد أكبر من الإناث،  فالواقع أنه يوجد العديد من النساء غير المعروفين لدى الآخرين واللواتي تستحقن التكريم، يمكن ترشيحهن لنقول لهن شكرا على إنجازاتهن وخدماتهن الرائعة.

وردا على الانتقادات المتزايدة بشأن انخفاض نسبة النساء اللواتي يتلقين جوائزالشرف في أستراليا هذه السنة، فقد أعلن الحاكم العام السير بيتر كوسغروف عن مبادرات لمعالجة التوازن، إذ شجع الأستراليين على استخدام اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس، كفرصة لترشيح النساء اللواتي هنّ أهل للإستحقاق. فكانت رسالتة للمرأة في يوم المرأة العالمي هذه السنة، التشجيع على ترشيح عدد أكبر من النساء في اليوم العالمي للمرأة لنيل جوائزالشرف الأسترالية.  وقال في خطاب تلفزيوني تم عرضه في جميع أنحاء فعاليات اليوم العالمي للمرأة:  “لم تعترف أستراليا بعد بالنساء اللواتي يحطمن سقوف الزجاج، ويكرّسن أنفسهن وجهودهن من أجل قضايا جديرة بالاهتمام، ويساهمن الكثير في بناء مجتمعنا.” كما انضمت إلى زوجها السيدة كوسغروف في الدعوة لترشيح المزيد من الإناث فقالت : “عشية اليوم العالمي للمرأة، آمل أن ترشح إمرأة تعرف انجازاتها من أجل أن يتم الاعتراف بها والاحتفال من قبل نظام الشرف الأسترالي”.  لذلك، فإن الثامن من مارس يعتبر دعوة لترشيح المرأة.

وعلى وجه العموم فقد وصفت اللجنة المختصة – ديمغرافيا – بأن قائمة الشرف في هذا العام 2017 هي الأكثر تنوعا من الأعوام السابقة، وتشكل الإناث نصف المجموع الكلي من الجوائز، وأن 10 % منهن من الخلفيات الداكنة والأقليات الإثنية . بما يعني أن المرأة المهاجرة ما زالت ضعيفة الحضورعلى الساحة. إنه من الواجب علينا تشجيع المرأة على استمرارية العمل و ترشيحها لنيل جوائز الشرف في أستراليا. لقد آن الأوان لأن ترشح بعض الإناث المنجزات في مجالاتهن ومحيط جالياتهن واللواتي مازلن يقدمن خدمات رائعة، ويساهمن في بناء المجتمع الاسترالي بصفة استثنائية.

ما أصعب رحيلك يا أمي

                  

بقلم مارسيل منصور

كم أنه صعب فراقك يا أمي … كم هز أعماقي حين تغطى وجهك الوضاء بالثرى بعد أن لفظت أنفاسك الأخيرة

حبيبتي ومهجة قلبي … والدتي الإنسانة الحنونة … رحلت عن عالم الارض يا أمي خلال يوم واحد … هكذا فارقت الحياة كلمح البصر … انتقلت من بين أحضان الليل وتعب النهار إلى مثواك الأخير في جنة الفردوس الخالد حيث دفء النور والراحة الأبدية .

سأشتاق إليك وإلى تقبيل وجهك … سأشتاق إلى سماع نبرات صوتك العذب كلما رنّ جرس التليفون الذي تعودت على التقاطه لأجيب سؤالك الدائم عني وعن صحتي وعائلتي وسط انشغالي الدائم …كم كنت أشعر بالذنب لعدم تمكني من تكرار زيارتي لشخصك الحبيب مثل باقي أشقائي … وانت بحنانك المتناهي تعذريني … ثم تعودي وتسأليني باللهجة العامية الفلسطينية اليافاوية المحببة إلى روحي قائلة : ” مارسيل يا بنتي يا حبيبتي …انت فنانة ماشا الله عليكي الله يحميكي … لازم تاخدي راحة شويه … دايما بتتعبي حالك زياده عن اللزوم “، وكم كان يحز في نفسي عدم توافر الوقت اللازم لديّ من أجل رؤيتك … ولكنك دائما تغفري لي لأنك تفهمين ماأفعله منذ نعومة أظفاري … وتقولين لي مثلا من أمثالك المألوفة كالعادة …. …

سأشتاق لسماع أمثالك الشعبية التي كانت تفعم بالحكمة والمحبة مثل ألحان الطيور… سأشتاق إلى شعاع نورك الوضاء في الدنيا … سأشتاق إلي كلماتك الساحرة التي كانت تتدفق بمعاني الحياة … سأشتاق إلى ابتسامتك الرقيقة التي كانت تقطر شهدا ولم تفارق وجهك …. سأشتاق إلى قلبك الكبير الذي اتسع لحب الصغير والكبير … لأنك أحببت كل الأبناء والأحفاد والاقارب والاصدقاء … فأحبك الجميع .. سأشتاق إلى حبـك ورضاك وكلماتـك الـرائـعة التي كانت تضيء مثل نور الشمس … سأحمل روحك معي تنساب مثل أمواج البحر ومع الذكريات في كل اللحظات … صورتك في مخيلتي أزرعها في قلبي ولن تغيب عني ……

أحسنت تربيتي وسهرت الليل وكافحت من أجلي … وتحملت آلام الهجرة والغربة وحملت جراح المتعبين … لم أنس يوم نشلت روحي من غفلة الموت حين عايشت النفق وتجربة  الإقتراب من سكرته …

كم كنت قدوة في حياتي … في شخصيتك المحبه … المتواضعة المعطاءه … المؤمنة التقيىة… … العطوفة الحنونة … الهادئة السخية … المعلمة الذكية  … القارئة المثقفة … والمبدعة أولا وأخيرا…

يا قطعة مني فارقتني …

في رحيلك لن أنساك مدى حياتي … وسيظل حضورك في ذاكرتي … تعيشين في كياني …

أتضرع إلى الرب أن يسمع صلاتي … أن يغدق عليك الرحمة …و أن يسكنك فسيح جنات الخلود إلى جوار القديسين في فردوس النعيم … حيث البقاء الأبدي الذي لا يموت …

سلام إلى روحك الطاهرة … مكانك في القلب دائما … وسأظل أشتاق إليك حتى نلتقي .

وفاة فدوى الترك

  (1927 – 2017)

  انتقلت الي الأمجاد السماوية السيدة الفاضلة فدوى الترك في سيدني

     ( 25: 11 من آمن بي ولو مات فسيحيا ( يوحنا

انتقلت الي رحمة الله السيدة الطيبه الذكر فدوي الترك في سيدني أستراليا عن عمر يناهز ال 90 عاما في يوم الخميس الموافق في 25 من مايو أيار2017، أرملة المرحوم مانويل الترك، والدة كل من هاني، أليس، لوريس، مارسيل، موريس، ومازن في سيدني، وجولييت في غزة. تقبلت الأسرة التعازي في قاعة كنيسة القديس نقولاوس للروم الارثوذكس بانشبول، وأقيمت مراسم الصلاة لراحة نفس الراحلة الغالية والوداع الأخير يوم السبت الموافق في 27 مايو/أيار، وشيعت إلى مثواها الأخير في مدافن رووكوود، بمشاركة الأهل وألأحفاد والأقارب وألأصدقاء، وراعيّ الكنيسة الاب د. جون القرعان والأب رومانوس البابا. ترأس الجناز الأب ميشيل زغيب راعي كنيسة رؤساء الملائكة والقديسين ميخائيل وجبرائيل في رايد حيث كانت الراحلة من رعيته، فألقى كلمة عن حياة المرحومة وكفاحها في تربية أسرتها وعن القيامة والخلاص . العائلة تشكر كل من شاركهم في مصابهم الأليم ، كما وأن أسرة صحيفة “النهار” في سيدني تتقدّم من عائلة الفقيدة بأحر التعازي القلبية سائلة الرب أن يرحمها و يسكنها فسيح جناته بين الأبرار والصالحين، وليكن ذكراها مؤبدا، وأن يلهم جميع ذويها العزاء والصبر والسلوان .

إحياء ذكرى الـ69 للنكبة وحفل تكريم الخريجين الأستراليين الفلسطينيين

 

 

       

     

       

 

كتبت مارسيل منصور

بمناسبة مرور العام الـ69 للنكبة الفلسطينية ، والمائة عام على وعد بلفورالمشؤوم الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق ، قامت الجالية الفلسطينية بإحياء الذكرى الاليمة ، وبتكريم المتفوقين من الخريجين الأستراليين الفلسطينيين لعام 2016 وبعض فعاليات الجالية في قاعة النادي الفلسطيني جيلفورد ، حيث شارك بتنظيمها كل من أعضاء النادي وحركة فتح واتحاد عمال فلسطين وجمعية خريجي الاستراليين الفلسطينيبن .

حضرالمناسبة ، رئيس ولاية نيو ساوث ويلز ووزير خارجية استراليا السابق بوب كار، نائب البرلمان السيناتور لي ريانون ، وزيرالظل للتعليم ونائب منطقة لاكمبا د.جهاد ديب ، عضو البرلمان الأسترالي لجرانفيل نيو ساوث ويلز النائب جوليا فين ، عضو البرلمان ليفربول بول لينش ، ورئيس بلدية ماريكفيل السابق سام اسكندر ، وعضو بلدية كانتربري خضر صالح ، ومن مكتب السفارة في كانبرا السكرتيرة ألاولى نورا صالح و جمال النابلسي نيابة عن سعادة د.عزت عبد الهادي سفير فلسطين لدى الكومنولث وأستراليا ، ومختلف رؤساء الجمعيات ، وممثلي وسائل الإعلام ، وفعاليات أبناء الجالية من الشخصيات الرسمية و المهنيين والمبدعين والاكاديمين ، وحشد من العائلات والأصدقاء .

ابتدأ الحفل بعزف النشيد الوطني لكل من استراليا وفلسطين ، وتلاه ترحيب بالحضور ، وكانت عريفتا الحفل ليلى ودليلة عيشان .

ألقى السيد منير محاجنة (أبو سند) كلمة بالعربية تحدث فيها عن النكبة ووعد بلفور المشئوم ، وعن الأسرى الفلسطينيين الذين مضى على أسرهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي عشرون يوما  بلحمهم الحي وأمعائهم الخالية ، وأرسل التحية إلى كل المتضامنين مع الابطال خلف الأسلاك الشائكة وخص بالذكر مروان البرغوتي الذي تم اعتقاله منذعام 1983.

ومن خارج أستراليا ، وجه الدكتور سمير الرفاعي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومعتمد الإقليم في سورية كلمة عبر شاشة الفيديو شرح فيها سياسة إسرائيل في تهويد الأراضي الفلسطينية ، وأشاد بالنضال الفلسطيني المستمر وإصراره على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحث الفلسطينيين على الوحدة الوطنية . كما وتم عرض فيلم وثائقي على الفيديو عن إنجازات الفلسطينيين في العالم من إعداد وإخراج خالد غنام .

ونيابة عن سعادة سفير فلسطين في كانبرا ألقت نورا صالح كلمة موجزة عن ذكرى النكبة وتاريخها وتشريد الشعب الفلسطيني وتهجيره وهدم المنازل والاستيطان الإسرائيلي ، وأشادت بتفوق أبناء الجيل الصاعد وانتمائهم الوطني لجذورهم من أجل الدفاع عن حقوق وطنهم الأم فلسطين .

ثم كانت كلمة بوب كار التي أكد فيها توثيق الذاكرة عن النكبة ، وإدانة إسرائيل في استمرارية الاستيطان الغير شرعي والإستيلاء على الأراضي المحتلة ودعمه للقضية الفلسطينية ، وأشار إلي أن حزب العمال الأسترالي يساند انسحاب اسرائيل من كافة الأراضي المحتلة و يدعم الاعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية وفق الحقوق المشروعة رغم الموقف الإسرائيلي المتعسف .

وألقت الطالبة أميرة حاطوم كلمة الطلبة الخريجين ذكرت فيها أن سبب تفوفها في الثانوية العامة والتحاقها في كلية الطب يرجع إلى دعم أهلها لها كمثال للعائلة الفلسطينية .

تخلل الحفل عرض ملابس زي التراث الفلسطيني ، ثم تقديم قصيدة فلسطين المتألمة من تأليف رنا عزام المقيمة في الولايات المتحدة وألحان وغناء خليل قمر ، تبعه مشهد من مسرحية “الجدار” من تأليف وإخراج خالد غنام وأداء صالح السقاف ومروان عكرماوي و خالد غنام وجمال وروز أبو سيف ورولا عليان ، وتدور المسرحية حول المشاكل التي يواجهها الطلبة الفلسطينيين من جراء حاجز “الجدار” .

كذلك أعلن في الحفل أن الفنانة التشكيلية مارسيل منصور تشارك في المعرض الجماعي الدولي في نيويورك (آرت فريز ويك) ب ست لوحات تحمل عنوان (روعة الوعي الكمي) .

وفي الختام تم تقديم الجوائز التقديرية لمستحقيها من أفراد الجالية الفلسطينية في أستراليا ، فتسلم الدروع كل من جميل بطشون ، محمد الحاموري ، حسن فخر الدين ، أحمد غوشه ، نيبال حبيبه ، رضوان حجاوي ، خليل حمصي ، أسعد القرم ، منير محاجنة و بشير صوالحة ، تقديرا لالتزامهم وتفانيهم في خدمة الجالية الفلسطينية في أستراليا ، وبعدها قام رئيس النادي الفلسطيني جميل بطشون وأمين سر حركة فتح عبد القادر قرانوح والنائب جهاد ديب بتقديم الجوائز التقديرية إلى الخريجيين .

(إيف وليلى) وإكسير الحب في حفل عيد ميلادهما ال 50 الذهبي

    

   

  بقلم مارسيل منصور

إننا كبشر نكتسب القيم العظيمة في حياتنا من خلال الحب : حب الوطن ، حب الناس ، حب الأصدقاء ، وحب العائلة ، وكذلك الحب الرومانسي الصادق المتين بين الزوجين . لقد عرّف (سيجموند فرويد) الإنسان السليم نفسيا وعقليا بأنه ” الإنسان القادرعلى الحب “.

احتفل الزوجان الحبيبان (إيف وليلى الخوري) بعيد ميلادهما ال50 الذهبي ، وسط أجواء محببه غمرها الفرحه والبهجة بين الأهل والاصدقاء . قدم الحفل الشاعر فؤاد نعمان الخوري بوصلات مبدعة من الغناء الشعري على أنغام عازف الأورغ الفنان أليكس حدشيتي . كما تخلل الحفل كلمات الحب والعرفان بالجميل من أنجالهم الاربعة الكرام (لويز ، سافي ، موناي ، وشيراز) ، ثم تبعها كلمات المحبة والتقدير من كل من أصدقاء العائلة أب البرلمان الاسترالي فيليب رودوك ، والناشر ورئيس تحرير صحيفة النهار أنور حرب . وقد ظهرالزوجان الحبيبان إيف وليلى يوم الإحتفال كالمعتاد بأبهى حلة من الاناقة والتألق مرتديان اللون الأبيض المرصع بلمسات من اللون الذهبي تحيطهما محبة وتصفيق الحضور ، حيث شارك الجميع في إحياء الحفل العارم في جو ساهر رائع ، متمنيين لعائلة الخوري دوام السعادة والفرح والهناء .

كانت ليلة الاحتفال مفعمة بالبهجة والفرح والمحبة التي أحاطت بكل من (إيف وليلى) ، ولا غرابة في ذلك ، فكلاهما شخصيتان محبوبتان لدى الكثير ، ومثال للزوجين الصالحين والأسرة السليمة التي تذكرنا بالزمن الجميل !  وبعيدا عن المغالاة ، فكم يسعدني هنا أن أشيد بهذة العائلة الكريمة والتي تشرفت بمعرفتها عن كثب ، ولمست فيها الجوهرالحقيقي للمحبة ، والمثل الأعلى للإخلاص والوفاء الذي يخيم عليهما كزوجين مغمورين بنعمة الحب والسعادة ، و أبوين يقودان الأسرة نحو الحياة الروحية المثالية السليمة ، كما وأنهما عضوان فعالان في الكنيسة ويافعان في الجالية ، وماأجمل أن نعرف أن ريع الحفل المذكور سيساهم في جمع التبرعات من أجل الأعمال الخيرية في تكملة بناء كنيسة القديس مارالياس في جيلفورد .

 وفي اعتقادي ان كل ما تتمتع به هذه الأسرة من إيجابيات ومميزات إنما يرجع في الأصل إلي الحياة الزوجية الناجحة التي ترتكز على الحب الحقيقي القائم بين الزوجين على أساس متين ، كما وأنهما الحبيبان الضليعان أيضا في الحب الرومانسي كما يراهما الكثير في الواقع وعلى صفحات الفيسبوك ، (إيف) وهو رجل الأعمال الناجح و(ليلى) وهي “ست البيت والناشطة الاجتماعية بامتياز ” كما قال نجلهما (لويز) في كلمته الجميلة . خصوصا وأن (ليلى) تتمتع بقوة السمات في الشخصية لتعزيز العلاقات الاجتماعية وتوطيد الصداقة الحميمة بين الأصدقاء والعائلات ، كما وأنها سيدة مجتمع راقية وأنيقة ، وعلى دراية جيدة في معرفة فنون الإتيكيت وحسن اللياقة في التعامل الاجتماعي .

لا شك وأن الحب ممكن أن يقدم علاج صحي لكل أفراد المجتمح ، سواء في محيط الأسرة أو العمل أو غيره ، مادام يقوم على أساس تقوية العلاقات بين الزوج وزوجته ، وبين الوالدين والبنين والبنات ، وبين سائر أفراد المجتمع . فالحب الهادئ المتزن هو أساس النجاح والاستقرار في سائرأفراد المجتمع ، ومن جهة أخرى فإن افتقارالحب يؤدي إلى نتائج عديدة من التفكك الأسري ، وهدم الكثير من الحالات الزوجية ، والمشاكل الصحية والاجتماعية .

وكم أود أن أستطرد هنا وأستعير رأي (سيجموند فرويد) الماثور عندما عرّف الإنسان السليم نفسيا وعقليا بأنه “الإنسان القادرعلى الحب” . لأن الحب في رأي العلم يحفظ للإنسان التوازن النفسي ، ويقوي الجهاز المناعي لديه ويحفظه من الامراض . أما فقدان القدرة على الحب فهي بداية الطريق إلى مشوار السلبيات والمتاعب . في اعتقادي شخصيا أننا كبشر نكتسب القيم العظيمة في حياتنا من خلال الحب ، حب الوطن ، وحب الناس ، حب الأصدقاء ، وحب العائلة ، وكذلك الحب الرومانسي الصادق المتين بين الزوجين .

 الحب هو قيمة إنسانية مثل القيم السامية المتعارف عليها لدينا كالاخلاق والفضيلة والشجاعة وغيرها . كذلك يقول الاخصائيون أن ” الحب فن ” ، وهو كأي فن أخر ، مزيج من الإنسان والطبيعة ، فالطبيعة مثلا  تمد االفنان بالاستيحاء من العناصر اللازمة للإبداع ، أو تمد الشاعرلأن يخلق قطعة فنية ، كذلك الطبيعة في الحب ، لأن الطبيعة تولد شعلة الحب في الجنس البشري من ذكر وأنثى . وتاريخيا ، فإن الذين تعمقوا في طبيعة الحب ووصفوه بدقة نادرة هم قليلون ، لان الحب ليس مقصورا على امتلاك الجسد بل يشمل أيضا امتلاك العواطف والضمير والروح .

وهناك العديد من حكايات الحب الشهيرة في تاريخ العرب مثل (قيس وليلى) ، (كثير وعزة) ، (قيس ولبنى) ، (عنترة وعبلة) ، (جميل وبثينة) ، والتي كانت شخصيات هؤلاء العشاق تشتد بهم الوجد ، إلى أن هاموا على وجوههم ينشدون الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب في الغزل والحب العذري إلى درجة أنهم إذا عشقوا ماتوا ، ومن شخصيات مسرحيات وليم شيكسبير (روميو وجولييت) ونهاية السم القاتل ومصرع الموت . كما وأن هناك الكثير من شخصيات الحكايات القديمة إلى الروايات المعاصرة الحديثة من الشرق والغرب ذات النوع الفريد من الحب الرومانسي والتعبير عنه والاحتفال به ، وكل هذه الشخصيات ماهي إلا ظلالا لشخصيات حقيقية تمثل أدوارنا كبشرعلى مسرح الحياة .

وإن كانت التقنيات تتغير وتتطور على مر العصور ، لكن المشاعر الإنسانية تبقى كما هي ، والحب الحقيقي المتزن هو الحب الخالد والباقي أبدا . وما أحلى أن يولد هذا الحب بين الزوجين ، ويثمر في تكوين أسرة سليمة ، وينمو ويكبر تدريجيا إلى أن يصل الشخصين إلى ذروة السعادة والرضا ، لأن الزواج الناجح لا بد وأن يكون في الأصل قائما على العلاقات الزوجية المتينة ، والتي أساسها أولا وأخيرا هو “الحب ” ، خصوصا وأن الإنسان يخوض غمار رحلات عديدة في حياته من جبال ووديان ، من أهمها رحلة العمر ، ألا وهي رحلة إكسير الحب التي تواجه الكثير من التحديات في الحياة الزوجية المعاصرة .

وفي الختام أود أن أقدم أحر التهاني وأجمل التبريكات إلي العزيزين (إيف وليلى) ، مع الشكرعلى الدعوة للمشاركة في فرحة هذه المناسبة السعيدة ، مع الدعاء بدوام التوفيق والفرح ، مبروك عيد ميلاد ال 50 الذهبي وعقبال المائة عام .

النهار” في عيدها الأربعين منبرالمصداقية والصحافة النزيهة ذات التواصل الإعلامي الثقافي الإنساني”

بقلم مارسيل منصور

بمناسبة مرورالأربعين عاماً من العطاء الصحافي الرائد ، وعنفوان الشباب الدائم ، أود أن أقدم تحية إلى المؤسسة الإعلامية الأسترالية اللبنانية صحيفة  “النهار” وأسرتها في عيدها الأربعين . تحية من القلب لمؤسسها الراحل أبو زياد ، والناشر الحالي ورئيس التحرير أنور حرب (AM) ، ورئيس مجلس الإدارة طوني خطار ، والمدير العام أحمد سليم وجميع المشاركين فيها من كتاب ومختصين وأيضا قرائها الأعزاء .

كم أود أن أسترسل في كتابة هذا المقال بإسهاب ، بعد أن أمضيت وقفة طويلة ، أتأمل في مسيرة “صحيفة النهار” الغراء ، حيث شطَحت بي التأملات تتأرجح إلى الماضي تارةً وإلى الحاضر تارةً أخرى ، ورحت أمعن النظر في شخصيات رجال الصحافة النزهاء الذين عرفتهم عن كثب – مثل  المؤسس الراحل بطرس عنداري أبو زياد ، وكذلك الناشرالحالي ورئيس التحرير أنور حرب –  حسب الشخصية الفائقة لكل منهما ، وبأي السمات يتميزان ، وما أنواع المشاكل والقضايا التي تعنيهما في ظل مشوار الصحافة المضني ، لنري بوضوح أن هذين الصحافيين المخضرمين في عصرنا الحالي – بلا شك – وأنهما من الطراز الأول المحترف للمهنة بكل ما تعنية الكلمة من صدق وإخلاص ونزاهة وأمانة .

 لا شك أن الكثير منا يتابع بانتظام كلمة الصحافي البارز رئيس التحرير أنور حرب ، ونرى كيف في كلماته وأفكاره وأسلوبه المحترف يشارك فيها أبناء عصرنا همومهم ومشاكلهم وقضاياهم . وفي كل الأحوال ، فالمتتبع لمسيرة صحيفة ” النهار” خلال الأعوام المتتالية يستشف ، أنها كانت ومازالت تلك هي المسيرة الصادقة التي حفظت كيانها المتميز الفريد ، منذ نشأتها حتى عصرنا الحاضر ، وهناك الأمثلة كثيرة دون جدال أو برهان .

ومن منا لا يتذكر الراحل “أبو زياد” في زاويته الإنتقادية التهكمية الساخرة “كي لا ننسى” ذات المواضيع المتنوعة التي لعبت دورا فعالا في معالجة شئون الجالية ، وكيف كان له مواقف نبيلة حيث قدم خدمات هائلة للقراء والأدباء وجميع الجاليات الناطقة بالعربية دون تحيز أواستثناء بما فيهاالجالية الفلسطينية .

 ولعلني أذكر في هذا السياق أن صداقتي وعلاقتي مع صحيفة ” النهار” متينة ومستمرة ، وقد بدأت عندما كنت قد اشتركت في المسابقة التي أجرتها جائزة  “النهار” الأدبية لأفضل بحث يتعلق بأستراليا ، احتفالا بالعيد المئوي الأسترالي لعام 1988 ، حيث أنني فزت بالمرتبة الثانية ضمن الثلاث الفائزين ، وكان موضوع بحثي الذي اخترته عن “نضال المرأة العربية المهاجرة في أستراليا” ، وقد قامت ” النهار” فيما بعد بنشره على حلقات استغرقت ستة أسابيع متتالية . بدَأت من هناك انطلاقتي في الكتابة ، فكان لي عمود أسبوعي منتظم بعنوان ” كلمة عابرة ” ، إلى جانب جزء من العمل الصحافي استطعت خلاله مقابلة بعض الشخصيات السياسية والثقافية المرموقة . أتذكر منها تحقيقا أجريته بعنوان ” في لقاء الجالية مع عملاق القضية الفلسطينية السياسي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ” عام 1989 ، حيث قمت بتغطيته في صفحة كاملة ، وقد نشرَته الصحيفة دون ذكر اسم االمؤلف سهواً – أي كاتبة هذه السطور – قام ” أبو زياد ” بعدها بتقديم المعذرة عما حصل كتابيا في العدد اللاحق على غير توقع مني ، وهذا مما يدل على دماثة أخلاقه الحسنة .

كان “أبوزياد” محباً للثقافة بجميع أشكالها ، ومشجعاً على نشرها بين أبناء الجالية ، فعمل على عرض اللوحات الفنية للمبدعين خلال مناسباته الأدبية ، ولم يتردد يوما في أن يكون ضيفا متحدثا في افتتاح بعض معارضي الشخصية الفنية . أما في زاويته المشهورة  “كي لا ننسى” ، فمازلت أتذكر مقاله بعنوان “راهبات عبرين” فى 10أيلول/ سبتمبر1992، وكلماته عندما كتَبَ فيها : ” … وافتقار هذه الجاليات العربية الى مركز ثقافى واحد ” ، ثم قمتُ بدورى بالتعقيب عليها فى عمودى ” كلمة عابرة ” تحت عنوان ” من أجل يقظة ثقافية ” بتاريخ 24/9/1992 ، فكتبتُ : “… إننا نريدُ أصواتا عالية مثل صوت ” أبو زياد ” لتنادى بتشييد وبناء مركز ثقافى اجتماعى ، فاذا كانت عشرات الكنائس والجوامع تقدم طعاما روحيا ، فإن بناء مركز ثقافى واحد سيقدم غذاءا فكريا وفنيا مبدعا “. ولهذا السبب تملّكني الشعور بالسعادة عندما تأسس ” المركز الثقافي الأسترالي العربي منتدى بطرس عنداري ” في عام 2013  ورئيسه الدكتور مصطفى علم الدين ، إذ تقدمتً وقتها برسم البورتريه الخاص به و بإهداء ” لوحة الوفاء ” لروحه  تكريما لشخصه المبجّل ، بمناسبة مهرجان إحياء الذكرى السنوية الأولى للراحل بطرس عنداري . وذلك لأنه غرسَ الجذور المتينة الأولى التي تعتبر نبراسا قيما للجميع .

 لعلني أخص بالذكر هنا الحضور البارز للشخصية المرموقة التي حملت جوهرالمشعل ، وحافظت عليه كالمنارة التي تشع بنور تواصلها الإعلامي والثقافي والإنساني ، ومازالت تعمل على استمرارية العمل الصحافي في “النهار” بكل أمانة وإخلاص ، إنها شخصية هذا الرجل الرائد بالتزامه وشجاعة قلمه وجرأته وشفافيته المتألقة في تناول قضايا المجتمع في وطن المهجر ، ألا وهوالناشر ورئيس التحرير أنور حرب !

لقد كان لي أيضا الشرف الكبير أن أرسم بورتريه أنور حرب الحاصل على لقب استحقاق وسام الملكة الرفيع (AM) عام 2014 ، حيث عرضتً رسم صورته ضمن الشخصيات الرفيعة المستوى من الفئات المختلفة التي رسمتها في معرضي الفني (كنز إلى الأبد) في غالاري آرت سبيس كونكورس بمنطقة تشاتسوود في السابع من ديسمبر 2016 . باعتباره أحد الشخصيات الفذة التي قابلتها وتعاملت معها في حياتي بطريقة مهنية فيها من الشرف والتهذيب والنزاهة ، مما يضيف رصيدا إلى جانب مظهره الوسيم ، وبهاء الوجه الذي يتحلى به ، وحيث ان جميع الوجوه التي اخترتها للمعرض هي مشرقة وتتحلى بالابتسامة ، فقد تظهر صورة أنور حرب بوجه الرجل الوقور الحسن الطلعة ذات الابتسامة العميقة الهادئة ، إذ تعبرعن قوة شخصيته الرزينة والإيجابية والتي هي في اعتقادي معروفة لدي الجميع مما يدعو الناظر إليها إلى الفخر والإعتزاز.

وبالحديث عن “النهار” ومكانتها الإعلامية ، فلا شك أنها تؤدي دورا أكثر من ذلك بكثير ، باعتبارها مركز لجميع المثقفين والمبدعين والشعراء والادباء الأستراليين العرب . واختصارا ، يجدر الإشارة هنا إلى أنه في الآونه الأخيرة ، قد شهد الوسط الصحافي الأسترالي العربي عموما حالة من النهضة والتطور تجاه المصداقية والنزاهة ، وذلك بسبب قيادات الصحف المعاصرة تمشياً مع روح التغيير واستجابة لمتطلبات المرحلة الحالية التى يشهدها المتلقي للعمل على بناء مجتمع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، ونظراً للدور الهام الذى تضطلع به دور النشر والمؤسسات الصحافية في هذه المرحلة الدقيقة من عصرنا الراهن . وإني لأعتقد أن ” صحيفة النهار ” قد حققت هذا الإنجاز بالمعنى الإيجابي .

 وقد يكثر النقاش في هذا العصر عن الدور الإيجابي الذي يلعبه الإعلام في الصحافة التقليدية ، خصوصا وأن الإعلام الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر و ويوتيوب والمدوّنات الشخصية وغيرها يعمل على تمكين المواطن العادي من المشاركة في نشر الأخبار وتغطية الأحداث من خلال الإنترنت والهواتف الذكية والكاميرات .  ومهما كان ، فما زالت الصحافة التقليدية تقدم الكثير بشكل أعمق من خلال سرد الأحداث بموضوعية ، وغالبا ما يكون لدى أصحابها الخبرة في اعتماد المعايير الصحافية الاحترافية ، وهنا يظهر الدور الهام الذى تضطلع فيه مؤسسة صحيفة ” النهار” في هذه المرحلة الراهنة التي نعيشها ، من حيث أنها تلعب دورًا هامًا في نقل مختلف الاخبار والأفكار ، كما وأنها تلعب دورا سياسيا واجتماعيا في التنويرالذهني لدى القارئ ونشر الحقائق بصدق . وإني أعتقد أن صحيفة ” النهار” تختص بإبراز دورالصحافة في ممارسة الديموقراطية الحقيقية في المجتمع الأسترالي المتعدد الثقافات ، وبما أن التقدم الرقمي في التكنولوجيا جعل معظم المواطنين صحافيين ، كل بطريقته الخاصة ، فإن الوعي على هذا الدور المهني الاحترافي الديموقراطي يزداد أهمية بالنسبة للقارئ المتلقي .

 ولذلك فإن صحيفة ” النهار” تتحلى بالأمانة والمصداقية المهنية وتقدير واحترام كُتّابها والمشاركين فيها ، كما أنها تقوم بإعادة النظر ومراجعة جميع المقالات التي تستلمها قبل نشرها ، فتنقل الحقائق دون رتوش وﻻ تجميل وﻻنفاق وﻻخداع كما يفعل البعض من أجل مصالحهم الخاصة فقط ، إذ ينقلوا أخبارا ما بطريقة مخالفة للحقيقة ، وفي كل الأحوال تقع المسؤولية على عاتقهم عندما يتجاوزهؤلاءالصحافيين الحدود بإساءتهم للغير وتسببهم أضرارا تمس الفرد أو الجماعة ، وتخطى القيود الأخلاقية المجتمعية والمعاييرالمهنية المفروضة ، وآداب اللياقة وحسن السلوك المألوفة . إن مهام الصحافة النزيهة الحرة أن تكون ملتزمة وبعيدة عن التشهير وتشويه السمعة بنشر معلومات مضللة أو مغلوطة . و إني أتتطرق لهذا الموضوع الخاص بالأمانة المهنية لأنني وغيري نرفض التماشي مع موكب النفاق والمصالح الذاتية .  وربما أستعيرهنا من أبي حيان التوحيدي بعض عباراته التي عبّر فيها عن شعوره بالنقد قي عصره فقال : ” إلى متى نقول بأفواهنا ما ليس في قلوبنا ؟ إلى متى ندّعي الصدق ، والكذب شعارنا ودثارنا ؟…إلى متى نستظل بشجرة تقلّص عنا ظلها ؟ إلى متى نبتلع السموم ونحن نظن أن الشفاء فيها ؟ ” وعلى هذا يمكنني القول أن القارئ ليس هو السبب لنجاح أو لعدم نجاح صحيفة ، او فشلها ، أو عدم الثقة فيها . لأن القارئ يتوقع التواصل مع الصحيفة بما يستحق ان يقرأ ، وأن تكون الموضوعية في الجوهر وليست خبيثة أو محرّضة أو متحيّزة لجهة أو أخرى ، حتى يمكنها أن تورد الصدق في توصيل المواد الصحيحة وفي أداء مهنتها بأمانة . إن وسيلة الإعلام الحقيقية ليست ملكاً لأصحابها بل لقرائها . وحرية الصحافة لا بد وان تكون متوافرة دائما ، وإن نزاهة الصحيفة ومصداقية العاملين فيها هي أساس الصحافة الحقيقية للمهنة ، وهذا ما ينطبق تماما على ” صحيفة النهار” الغراء وموظفيها منذ إنشائها حتى يومنا هذا . فهنيئا لجميع العاملين في صحيفة “النهار” وأسرتها لأنها تستحق التكريم ، خصوصا تكريم المؤسس الراحل “أبو زياد” ، ورئيس التحرير الناشر الحالي “أنور حرب” بمناسبة عيد تأسيسها الاربعين .

وفى الختام لا يسعني إلا أن أهنئ “النهار” بلوغ عقدها الرابع ، مبروك عيدها ألأربعين مع أخلص تمنياتي لهذه المؤسسة الإعلامية والثقافية والإنسانية بالتوفيق المستمر ، فالجميع يعترف بجهودها ، ومدى المحبة المتبادلة بين الصحيفة والقراء ، فهنيئاً للجميع في ظل “النهار” ذات الشباب الدائم .